انضمت المملكة العربية السعودية مرةً أخرى إلى مؤشر ثقة الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2023 الصادر عن كيرني، لتحل بذلك في المرتبة 24 عالمياً. جاء ذلك بعد أن تمكنت السعودية من تسجيل معدلات نمو مرتفعة في الناتج المحلي الإجمالي وصلت إلى 8.7٪ في عام 2022، إلى جانب إجرائها لإصلاحات شاملة تهدف إلى تعزيز بيئة الأعمال، ووجود توقعات مشجعة بشأن الوضع المالي، فضلاً عن دعمها للتنويع الاقتصادي في الدولة. ولأول مرة منذ إنشائه قبل 25 عاما، يوفر المؤشر العالمي تصنيفاً حصرياً للأسواق الناشئة والذي ظهرت فيه السعودية بالمرتبة الثالثة على مستوى منطقة الشرق الأوسط والسادسة عالميًا، مما يعكس النتائج الإيجابية للجهود الدؤوبة التي تبذلها السعودية في تطوير وتنويع الاقتصاد ضمن إطار تحقيق أهداف رؤية 2030.ويهدف المؤشر إلى توفير تصنيف يُمكّن قادة الأعمال من استشراف الأسواق الناشئة الأكثر جذبًا للمستثمرين. ومع حلول السعودية بالمرتبة الثالثة عالمياً في تصنيف الأسواق الناشئة، زادت ثقة المستثمرين في السوق السعودية بفضل القدرات المتطورة للمملكة في مجالي التكنولوجيا والابتكار، وتبني النهج التعاوني في الاستثمار بين القطاعين العام والخاص، وتحقيق مكاسب مالية كبيرة وغير متوقعة من عائدات النفط الصلبة، بالإضافة إلى تعافي قطاع السياحة من تداعيات الجائحة. حصلت دول مجلس التعاون الخليجي على مراكز متقدمة في تصنيف الأسواق الناشئة. ويعكس التقرير الصادر عن الشركة العالمية للاستشارات الإدارية التفاؤل الحذر للمستثمرين فيما يخص الاقتصاد العالمي. وفي الواقع، قال 82 % من المستثمرين إنهم يخططون لزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات الثلاث المقبلة، فيما أشار 86٪ منهم إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر هو الأكثر أهمية بالنسبة لهم؛ إذ يزيد من أرباح شركاتهم ويعزز قدرتها التنافسية في السنوات الثلاث المقبلة. ومع ذلك، يمتزج الشعور الإيجابي لدى المستثمرين مع مخاوفهم بشأن مخاطر الركود الاقتصادي. وجاءت نتائج التصنيفات العالمية على النحو التالي: احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى في التصنيف العالمي، وذلك للعام الحادي عشر على التوالي. فيما استعادت كندا المركز الثاني بعد أن كانت قد تراجعت إلى المركز الثالث في عام 2022، في حين قفزت اليابان من المركز الرابع إلى المركز الثالث، متقدمةً بذلك مرتبةً واحدة عن العام الماضي. أما بالنسبة إلى ألمانيا فقد تراجعت مرتبتين إلى المركز الرابع، ويُرجح حدوث ذلك نتيجةً للتحديات الاقتصادية ومشكلة الطاقة التي سببتها الأزمة الجيوسياسية في أوروبا الشرقية. فيما تحتفظ المملكة المتحدة بالمركز الخامس، وتتبعها فرنسا في المركز السادس. وقفزت الصين من المركز العاشر إلى المركز السابع، وربما يرجع ذلك إلى قرار بكين بالتخلي عن سياستيها "صفر كوفيد" في الربع الرابع من 2022. كما أظهر استطلاع هذا العام مرةً أخرى تفضيل المستثمرين للأسواق المتقدمة، والتي تمثل 19 سوقاً من أصل 25 سوق من الدول التي يشملها المؤشر العالمي. وكشف المؤشر لعام 2023 عن رؤية رواد الأعمال بأن العولمة ستبقى هي القوة المركزية في الاستثمار الأجنبي المباشر. وتوقع أغلبية المشاركين 66% منهم توسع العولمة في السنوات الثلاث المقبلة، في حين توقع تراجعها 23 % فقط من المشاركين في الاستطلاع. حيث يشير رواد الأعمال الذين يتوقعون توسع العولمة إلى وجود مجموعة من العوامل التي تعمل كقوى دافعة أساسية للتوسع مثل توفر البنية التحتية الرقمية، وتنامي الفرص التجارية، إلى جانب قلة العوائق التجارية، لكن في الوقت ذاته فإن المستثمرين يدركون بأن العولمة آخذة في التغيير.
مشاركة :