كلنا يذكر القربة والمطارة والزير، وكانت تلك أواني مياه الشرب. وأعتقد أن "المطّارة" مخصصة للحركة، للسفر مثلا، وهي مصنوعة من الشراع، تُعلّق إلى جانب السيارة، وإذا لامسها الهواء، ومع سرعة السيارة يحصل المسافر على مياه باردة للشرب. ماء صحة، جملة عامية تستعمل لطلب زجاجة مياه معبأة.. بغض النظر عن اسمها التجاري مثل الحليب البودرة كلها كان اسمها "نيدو" أو كما يطلق أهل مصر على كافة أنواع آلات التصوير اسم "كوداك". وتاريخ زجاجات مياه الشرب يعود الى بُعيد القرن الخامس عشر في أوروبا وبعد القرن الثامن عشر تعمم بعد أن كان مؤونة خاصة لقصور النبلاء والأمراء. وكانت المياه المعبأة ذات غرض محدد وهو نقل مياه الينابيع المنبجسة من بين صخور الجبال للتمتع بميزة العذوبة والفطرية. ولا تمر المياه بمواسير وأنابيب ومعامل وتحاليل وإضافات ونزع. من جبال لبنان بدأ أهل الجزيرة العربية ينشدون الماء النقي للشرب في بدايات السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، وكانت - زجاجة ماركة صحة - أول مياه معبأة تصل إلينا ومن هنا اكتسبت الشهرة. وكثرت الآن معامل تعبئة المياه في زجاجات، وقل من يستعمل "موية البلدية" أي مياه الإسالة عبر الأنابيب الآتية من مصالح المياه. ويبقى الناس يتساءلون الآن هل سنصل إلى المرحلة التي ننظر فيها بعيون الشك والريبة إلى المياه الموصلة إلى منازلنا من شبكات مصالح المياه؟ binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :