بوادر كارثة إنسانية على الحدود التركية - السورية

  • 2/11/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«أريد العودة إلى سورية، أريد المكوث مع عائلتي في العراء، أريد مشاركتهم البرد والجوع والمرض». هذه الكلمات قالها «أبو ليث» الرجل المسن قبل أن يتجه إلى البوابة الحدودية القريبة من مدينة كيليس ليعاود الطلب مجدداً من الشرطة التركية السماح له بدخول سورية. «أبو ليث» هو أحد آلاف النازحين السوريين الذين فروا باتجاه الحدود التركية - السورية مع تصاعد العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام وميليشيات مساندة لها مدعومة بغطاء روسي في مناطق عدة بريف حلب. وهو وصل إلى الحدود التركية بعدما قطع مسافة تزيد على 30 كلم سيراً على الأقدام بسبب انقطاع وسائل المواصلات في ظل موجات النزوح الكبيرة التي تشهدها مدن وقرى ريف حلب الشمالي. وفي الجانب التركي شددت السلطات من إجراءاتها الأمنية على الحدود منعاً لتسرب النازحين إلى أراضيها، ولم تسمح بالدخول سوى لأصحاب الحالات الحرجة وبعض الجرحى والمصابين والمرضى، كان «أبو ليث» من ضمن هؤلاء بعد تعرّضه للإغماء نتيجة التعب الشديد وظروف الطقس السيئة، فنُقل إلى مستشفى مدينة كيليس، وبعد شفائه رفضت السلطات التركية طلباته المتكررة أن يعود إلى سورية حيث لا تزال عائلته هناك. ووصل عدد العالقين على الحدود التركية - السورية إلى قرابة 60 ألفاً أكثر من نصفهم لا يزالون في العراء بين الأراضي الزراعية، فيما تمكّنت البقية من الحصول على خيم أرسلها الهلال الأحمر التركي ومنظمات إغاثية تركية. وقال نائب الرئيس العام لمنظمة الهلال الأحمر التركي، كرم قينيق، إن المنظمة بالتعاون مع هيئات إغاثية تركية أرسلت خلال الأيام الماضية حوالى ألفي خيمة ونحو 6 آلاف بطانية و3 آلاف سرير إلى النازحين على الجانب السوري من الحدود. إلا أن ناشطين يؤكدون حاجة النازحين إلى مزيد من المساعدات مع استمرار توافد العائلات باتجاه الحدود التركية، وهو ما يتطلب توحيد الجهود الإغاثية بين الجهات الداعمة لتدارك الأزمة قبل تفاقمها أكثر. وتحدث ناشطون لـ «الحياة» عن معاناة الآلاف من النازحين الذين يقيمون في الأراضي الزراعية قرب الحدود التركية - السورية، ووصفوا الوضع هناك بـ «الكارثي» بسبب غياب الرعاية الصحية والنقاط الطبية وانتشار الأمراض لا سيما بين الأطفال نتيجة البرد الشديد وانخفاض درجات الحرارة ليلاً، وغياب المرافق العامة والمياه الصالحة للشرب. كذلك أشار ناشطون إلى معاناة أخرى في مدينة إعزاز القريبة من الحدود التركية حيث ارتفعت أسعار المحروقات والمواد الغذائية بسبب التدفق الكبير للنازحين على المدينة، والضغط السكاني الذي نجم عن ذلك، حيث يفترش العشرات الطرق والأرصفة في المدينة، فيما تحوّلت المساجد والمدارس في المدينة إلى أماكن إيواء للنازحين، إضافة إلى فتح بعض التجار وأصحاب المحال مستودعاتهم أمام العائلات النازحة وسط تبدد الآمال بانفراج قريب لأزمتهم وسماح السلطات التركية لهم بدخول أراضيها. وفي ظل هذه الظروف انتعشت تجارة تهريب البشر عبر الحدود حيث ارتفع سعر تهريب الشخص الواحد من سورية إلى تركيا من 100 دولار إلى ما بين 1000 و1500 دولار. ويؤكد ناشطون أن طرق التهريب تلك غير آمنة وصعبة بالنسبة إلى النساء وكبار السن، حيث يضطر هؤلاء لعبور خندق بعمق 5 أمتار، وتجاوز الأسلاك الشائكة مع احتمال تعرضهم لإطلاق نار من قبل حرس الحدود التركي.

مشاركة :