حميدتي يقطع خطوة أخرى على طريق تسوية أزمة أبيي

  • 4/9/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - قطع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم 'حميدتي' اليوم الأحد خطوة أخرى على طريق إرساء وتعزيز الاستقرار الأمني والاجتماعي في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان. وقادت جهود حميدتي لعقد اجتماع مشترك مع وفد من جنوب السودان في الخرطوم ضمن مساعي إيجاد تسوية تنهي حالة الاضطراب الإداري والحكومي في المنطقة المتنازع عليها. وسبق لنائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع أن لعب دورا وازنا أفضى إلى مصالحات في إقليم دارفور أسست في خواتمها إلى تسوية الخلافات العالقة في الإقليم الذي كان يشهد توترات ومواجهات مسلحة بين الفرقاء فيه. وتشكل جهوده ضمانة لتحقيق الاستقرار في ابيي. وقال حميدتي في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بتويتر "عقدنا اليوم (الأحد) مع وفد جنوب السودان اجتماعا مشتركا حول منطقة أبيي، ما يؤكد أنه بمقدورنا العمل معا تحت طاولة واحدة لتحقيق السلام والتنمية. وبرغم ظروف السودان الحرجة، إلا أن حساسية قضية المنطقة والمعاناة الإنسانية التي تمر بها المجتمعات، تمثل أولوية لا تحتمل التأخير".  وعبر عن ثقته في التوصل إلى صيغة توافقية لحل المشاكل العالقة قائلا "أنا على ثقة تامة أن استمرار التنسيق والتعاون بين الأطراف، يمثل فرصة سانحة لبناء الثقة وتبادل الآراء حول كيفية توفير أساس متين للحل النهائي لقضية أبيي وهذا يتطلب فتح المجال أمام الشرائح ذات الصلة من مجتمع المنطقة للاستماع إلى آرائهم التي من شأنها المساهمة في تعزيز التعايش". وخلص إلى القول "نحن كأطراف نمضي في الاتجاه الصحيح لإيجاد حل دائم لقضية أبيي وندعو المجتمع الدولي إلى مزيد من التعاون وتنفيذ مشروعات تنموية تنهض بالمجتمعات المحلية. كما ندعوه إلى زيارة ميدانية لأبيي للوقوف على الاحتياجات الضرورية للمجتمعات المحلية". وأشرف نائب رئيس مجلس السيادة على اجتماع اللجنة العليا للإشراف السياسي والإداري على منطقة أبيي في الثاني اجتماع من نوعه بعد أن ترأس الأسبوع الماضي اجتماعا للجنة سالفة الذكر بمبادرة ودفع منه لتسريع جهود معالجة المشاكل العالقة لمنطقة ابيي. وأكد الأحد على "ضرورة استمرار التنسيق والتعاون بين السودان وجنوب السودان لبناء الثقة وتبادل الآراء حول كيفية توفير أساس متين للحل النهائي لقضية أبيي"، مشيرا إلى "أهمية التوصل من خلال الاجتماع إلى نتائج إيجابية لوضع أبيي على مسار السلام العادل والمستدام". وقال إن "الروابط التاريخية المشتركة بين مجتمعات المنطقة والعلاقات الإستراتيجية التي تجمع السودان وجنوب السودان، كلها عوامل محفزة تسهم في إحراز تقدم حقيقي، يضمن مستقبلا أفضل لسكان أبيي". كما دعا إلى "تفعيل الآليات المشتركة وخلق البيئة المناسبة التي تسهم في تعزيز الأمن والتنمية والاستقرار لمصلحة المجتمعات بالمنطقة". ولدى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني قناعة راسخة بأن حل مشاكل أبيي وتعزيز الاستقرار فيها لا كون إلا عبر "مشاركة أصحاب الشأن ومواطني المنطقة لتعزيز العمل المشترك وخلق بيئة مواتية للتعايش السلمي والاجتماعي وفتح المجال أمام الشرائح ذات الصلة من مجتمع المنطقة خاصة الشباب والنساء، للاستماع إلى آرائهم التي من شأنها المساهمة في تعزيز التعايش والاستقرار". وكانت منطقة أبيي تابعة لولاية غرب كردفان التي تم حلها بعد توقيع اتفاق السلام وسكانها مزيج من قبائل المسيرية العربية والزنوج وتعد في نفس الوقت جسرا بين شمال السودان وجنوبه. وأصبحت تبعية هذه المنطقة الغنية بالنفط محل نزاع بين الحكومة والحركة الشعبية. ويدور الخلاف بين الشمال والجنوب في منطقة أبيي حول قبيلة المسيرية العربية التي يقول الجنوبيون إنها ليست مستقرة في أبيي، وإنما هي من القبائل الرحل التي تقوم بالانتقال إلى للرعي لمدة بضعة أشهر كل عام ثم تهاجر شمالا بقية العام. لكن القبيلة العربية وكذلك الخرطوم تقولان إن أبيي هي أرض المستقر للمسيرية وأن هذه القبيلة تهاجر شمالا بسبب الظروف المناخية التي تؤثر على المراعي ثم تعود إلى أبيي. ولم تحسم هذه القضية بين الشمال والجنوب، بينما يتمسك الأخير بعدم منح قبائل المسيرية حق التصويت. وتعثرت مفاوضات بين جنوب السودان والسودان حول وضعية أبيي، فيما دخل الجانبان العام الماضي في نقاش جاد شمل بحث إمكانية تشكيل إدارة مشتركة، لكن التقلبات السياسية والأزمة التي تعيشها الخرطوم تسببت في توقف النقاشات. ومن المتوقع أن يستأنف الطرفان النقاشات حول وضع أبيي بمجرد تشكيل حكومة مدنية، بينما يجري العمل على اتفاق سياسي بين القادة العسكريين والقوى المدنية لتشكيل حكومة يقودها المدنيون في الخرطوم.   ولقائد قوات الدعم السريع تجربة في التعاطي مع النزاعات القبلية والاضطرابات وسبق له أن بذل جهودا ودورا مهما أفضى إلى تحقيق الاستقرار النسبي في ولايات غرب دارفور، بينما يسعى للبناء على هذه التجربة في قيادة أبيي إلى حالة من الاستقرار الاجتماعي والإداري وإنهاء الفراغ الحكومي الناجم عن النزاع مع جنوب السودان حول وضع المنطقة التي تعتبر جسرا للتواصل بين الشمال والجنوب. وساعد حميدتي في وضع إقليم دارفور على سكة المصالحات والحوار بين الفرقاء كسبيل وحيد لتعزيز الأمن والاستقرار مركزا في جهوده على أنه لا حل لمشاكل المنطقة من خلال السلاح وأن الوضع يتطلب من الجميع أن تعلي صوت الحكمة على صوت الرصاص الذي ثبت بالتجربة على مدى عقود أنه لا يفضي إلا للخراب والأحقاد والضغينة. وشكلت مبادرة 'غرب دارفور للتعايش السلمي وبناء السلام' التي قادتها قوات الدعم السريع بالتعاون مع الروابط الشبابية في شرق الوادي بمحلية الجنينة ومشاركة الإدارات الأهلية في غرب دارفور، انعطافة مهمة نحو الاستقرار يمكن البناء عليها والاستفادة منها. ويراهن قائد قوات الدعم السريع الذي يتحرك على أكثر من جبهة، على علاقات مميزة مع قادة المجتمعات القبلية الواسعة في المنطقة والتي تمتلك بدورها تأثيرا مهما يمكن أن يساعد في إرساء الاستقرار وفي تبريد التوترات واحتواء الانفلاتات. وبرز دور حميدتي في السنوات الأخيرة كصانع للسلام واكتسب خبرة مهمة في معالجة النزاعات وجمع الفرقاء ودفعهم للحوار بدلا من الاحتكام للسلاح، بينما ساعد انخراطه في المفاوضات الطويلة التي جرت مع الحركات المسلحة في أثناء اتفاق جوبا على دعم العلاقة أيضا مع الحركات المسلحة التي تعتبر من أضلاع المعادلة الأمنية والسياسية في الإقليم. وأفضت جهوده في أغسطس/اب الماضي إلى عقد اجتماعات بين مكونات متناقضة في غرب دارفور ما كانت لتلقي أو تتوافق لولا ثقتها في قائد قوات الدعم السريع وقدرته على الجمع وتأليف القلوب على اختلاف القوى المتنازعة.

مشاركة :