قسم المتابعة الإعلامية بي بي سي في شأن غير تقليدي إلى حد ما، اهتمت صحف عربية في عدد من الدول بإعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات عن استحداث منصب وزير للسعادة في حكومته. وفي الوقت نفسه، ناقشت بعض الصحف العربية إعلان السعودية استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا لقتال ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، والذي تشيع الإشارة إليه باسم داعش. وأيدت صحف هذا الإعلان، بينما انتقدته أخرى، خاصة السورية المؤيدة لحكومة دمشق. المدينة الفاضلة أشادت بعض الصحف العربية بقرار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات، استحداث منصب وزير للسعادة في حكومته. وقال محمد البادع في صحيفة الاتحاد الإماراتية: ظلت المدينة الفاضلة حلماً فلسفياً رائعاً، أقرب إلى الأسطورة، نحلم بها ولكن لا نتوقعها على الإطلاق، لكنني أحسب أن الإمارات تلامسها، ولولا طبائع البشر اللزومية والحياتية وتنوع الصراعات الحياتية، لقلت إن الإمارات أدركت هذا الحلم، وجعلته واقعاً تراه بعينيك وتلامسه بيديك. وأضاف البادع أن السعادة والتسامح والشباب مثلث المستقبل الواعد لدولة تسبق التاريخ. وفي السياسة الكويتية، توجه أحمد الجارالله إلى حاكم دبي بالخطاب، قائلا: محمد بن راشد… خفف الوطء حتى نستطيع اللحاق بك. وأضاف الكاتب: عذراً إذا كنا سنحملك مسؤولية إرهاق حكوماتنا وحكامنا بمحاولة اللحاق بكم في المبادرات والأفكار الخلاقة التي تكتبون من خلالها تاريخ الإمارات العربية بوصفها رائدة التنمية ودولة مستقبل في إقليم لا يزال يعيش في الماضي. أما رمزي الغزوي فرأى في صحيفة الدستور الأردنية أن الوزارة المستحدثة موجود فعلاً، موضحا أنها متمثلة في سعي الحكومة نحو كل ما يجلب راحة وسعادة المواطنين. كما ذهب الغزوي إلى أن السعادة توازنات في أبسط الحالات، لا تستطيع وزارة أن تجهزها لك. واختتم الكاتب مقاله، قائلاً: ولهذا كُن وزيرا واطبخها بيدك. السعادة قرار شخصي قبل كل شيء. السعودية والتدخل في سوريا وفي شأن آخر، قالت البعث السورية في افتتاحيتها إنه كلما تقدّم الجيش العربي السوري في الشمال والجنوب، لن تكون هناك مواقف صامتة سعودية ولا تركية ولا إسرائيلية أيضاً. واتسمت نبرة الصحيفة تجاه السعودية بالحدة، إذ قالت: لن يسكت داعمو الإرهاب وهم يشهدون بأم أعينهم انهيار مشروعهم، ولذلك يحاول ابن سعود جرّ العرب والمسلمين بشتى الطرق إلى اقتتال داخلي مستدام ينتقل فيه من المذهبية إلى التكفيرية إلى عمومية الإرهاب والدمار على غرار الخطوات الأولى لتأسيس ملكه الذي سينهار لا شك ما لم يتم تغذيته بالدم والنار على الدوام. وعلى نفس المنوال، قال بسام هاشم في الجريدة ذاتها: تتجرأ السعودية على إعلان استعدادها لإرسال الجنود إلى سوريا. أي جنود هذه المرة؟ بعد أن نفد لديها خزان الإرهابيين وتنصّب نفسها متحدّثة باسم العروبة والإسلام، وهي التي تكرّس سياساتها لخدمة أعدائهما القريبين والبعيدين. تتخيل مملكة آل سعود أن القيادة والزعامة تصنعان بدفاتر الصرف. وعلى الجانب الآخر، كتب يوسف الديني في صحيفة الشرق الأوسط، الصادرة في لندن، مدافعا عن المملكة. وقال الديني إن إعلان السعودية نيتها التدخل المباشر لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في مناطقه بعد أن بات يرسل أفراده المهووسين بالموت من أجل دولة البغدادي. وأضاف أن السعودية تريد أن تقضي على التنظيم في عقر داره ومركز قوته دون تركه يتمدد بشكل أخطبوطي في أكثر من بلد ترتفع فيه جاذبية دعايته المتشددة. أما فهد الفانك، فكتب في الرأي الأردنية، قائلاً إن الإشارة التي صدرت عن الناطق العسكري السعودي حول استعداد بلاده لإرسال قوات برية إلى سوريا أخذت أبعاداً مبالغاً فيها، وكأن الحرب البرية على الأبواب. ويرى الفانك أن تصريح الناطق الإعلامي العسكري يدخل في باب الإعلام، وأنه من غير المعقول أن تخوض السعودية في الوقت نفسه حربا جوية في اليمن وبرية في سوريا ودبلوماسية مع إيران واقتصادية مع انخفاض أسعار البترول. وفي الأخبار المصرية، قال محمد بركات إن الدعوة لمشاركة قوات عربية في حرب برية في سوريا تحمل في طياتها تجاهلا متعمدا لخطورة هذا التدخل من جانب قوات عربية، نظراً لما سيؤدي إليه ذلك بالضرورة من صدام مؤكد بين الجيش السوري وهذه القوات المتداخلة دون إذن ودون موافقة من الجانب السوري وهو ما يعني إراقة الدماء العربية بأيد عربية.
مشاركة :