"أنا مثال حي من بين آلاف الحالات التي أنقذها الأطباء الصينيون في المغرب"، هكذا تذكرت إيمان رشيدي، طبيبة مغربية، كيف أنقذتها طبيبة صينية عند ولادتها قبل 42 عاما. في 21 أكتوبر 1981، نُقلت والدة إيمان الحامل إلى مستشفى محلي في مدينة تازة شمالي المغرب، حيث واجهت ولادة معقدة نادرة الحدوث؛ الأمر الذي هدد حياة الأم والجنين. قامت طبيبة صينية متخصصة في أمراض النساء والتوليد في المستشفى بتشخيص حالة الأم الحامل بأنها تعاني من ضائقة جنينية وقررت بسرعة إجراء عملية قيصرية للأم لإنقاذها وطفلتها التي سميت إيمان. وقالت إيمان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لولا الجراحة الماهرة التي أجرتها الطبيبة الصينية في الوقت المناسب، لتوفيت أنا ووالدتي في ذلك اليوم". ومن وحي قصة ولادتها، نشأت إيمان لتصبح طبيبة أمراض نساء وتوليد، وعملت مع الأطباء الصينيين الذين أرسلتهم الصين لمساعدة المغرب في التعامل مع نقص الأطباء. وتتمتع إيمان برابطة شخصية عميقة مع الصين، ليس فقط بسبب قصة ولادتها، ولكن أيضا بسبب التعاون اليومي مع الزملاء الصينيين في المركز الاستشفائي الإقليمي للرحامنة في مدينة بن جرير المغربية، على بعد حوالي 180 كم جنوبي الدار البيضاء. وحتى الآن، لا يزال المغرب يواجه نقصا في الكوادر الطبية، ناهيك عما كانت عليه الأوضاع قبل 42 عاما عندما كان نظام الرعاية الصحية أسوأ بكثير. ومنذ عام 1975، تم إرسال إجمالي 1944 من الأفراد الطبيين الصينيين من شانغهاي إلى المغرب، حيث عالج الأطباء الصينيون حتى الآن إجمالي 5.78 مليون شخص في العيادات الخارجية وحالات طارئة، و800 ألف مريض داخلي. وحاليا، يعمل 78 من الأفراد الطبيين الصينيين في المغرب، ويقدمون خدمات طبية مجانية للمغاربة في المناطق النائية التي تفتقر إلى الأطباء والأدوية، بما في ذلك المحمودية والرشيدية وتازة وشفشاون وأكادير ومكناس وبن جرير وسطات. وقال عشيبات مصطفى، مدير مستشفى الحسن الثاني في سطات، والذي يعمل مع الفرق الطبية الصينية منذ 30 عاما، إن "النقص في الكوادر الطبية يظل مشكلة حرجة يجب التغلب عليها". وأشاد بالصين لإرسالها أطباء إلى المغرب على مدى العقود الماضية، لأنها "أهم من تقديم المساعدات المادية". عندما وصل الفريق الطبي الصيني رقم 194 إلى منطقة بن جرير في نوفمبر 2021، تعرفت إيمان بسرعة على الوافدين الجدد وأصبحت صديقة جيدة معهم. وقالت إيمان "أنا والدكتورة تشانغ تشيان أكثر من مجرد زملاء. إنها صديقتي وأختي. نوصي بعضنا بعضا بماركات مستحضرات التجميل، ونتبادل النصائح حول الجمال، وأعلمها كيفية ارتداء الملابس المغربية". كما تأثرت إيمان بلطف وكرم تشانغ؛ فعندما تكون إيمان في نوبة عمل، غالبا ما تجلب لها تشانغ الطعام وتغطي نوبتها في أثناء أوقات الوجبات أو عندما تكون إيمان في إجازة مرضية. ومن خلال العمل معا بشكل متناغم، تعلم الأطباء المغاربة والصينيون الكثير من بعضهم البعض. وقالت إيمان "يشارك الزملاء الصينيون بسخاء معرفتهم ومهاراتهم الطبية معنا. إنه لمن دواعي سروري حقا أن تتاح لي الفرصة للتعلم منهم دون الحاجة إلى الدراسة في الصين". وأشاد ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي الصيني للتنمية في المغرب، بالفرق الطبية الصينية لتقديمها المساعدة في الوقت المناسب للمغرب منذ البداية. وقال إن "دولا إفريقية مثل المغرب كانت تفتقر بشدة إلى المواهب عندما كانت تكافح من أجل إعادة الإعمار الوطني في أعقاب الحقبة الاستعمارية. لقد لعب الأطباء الصينيون بلا شك دورا مهما في تقديم المساعدة الطبية الأساسية لمناطقنا المحرومة". وقالت إيمان "الأطباء الصينيون هم أفضل معلمينا. وآمل أن يأتي المزيد من الأطباء الصينيين لمساعدتنا في المستقبل".
مشاركة :