يلتقي الخميس في مدينة ميونيخ الألمانية مسؤولون من سبع عشرة دولة تمثل مجموعة الدعم الدولية لسوريا، من بينها الولايات المتحدة التي وصل وزيرها للشؤون الخارجية إلى المدينة الألمانية قبل ساعات وروسيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، لبحث سُبُل إعادة تحريك آليات حل سياسي للأزمة السورية بعد تَعثُّر مفاوضات جنيف الأخيرة. ويُنتظَر أن تتقدم موسكو بمقترحات جديدة لتيسير عملية التفاوض بين دمشق والهيئة العليا للمعارضة السورية وإنجاز وقفٍ لإطلاق النار في الفاتح من مارس/آذار المقبل، في الوقت الذي تُتَّهم فيه روسيا باستخدام قنابل السقوط الحر، غير الموجَّهة، ضد المدنيين في حلب وفي غيرها من مناطق نشاطها العسكري في سوريا. الناطقة باسم وزارة الشؤون الخارجية الروسية مارِيا زاخاروفا كذبت هذه الاتهامات في ندوة صحفية، وقالت: نحن نعتبر تصريحات، أقصد التصريحات التي يُدلي بها مسؤولون أمريكيون عن قنابل غير موجَّهة في سوريا يُزعم أنها تقتل المدنيين، تصريحات غير مقبولة إطلاقا. إنها مضاربات بحتة، ولا يؤكد هذه المعلومة أيٌّ من الوقائع الميدانية. تتسارع الأحداث خلال الأيام الأخيرة في سوريا، التي خربها اقتتال أبنائها وحرب النفوذ الإقليمية والدولية بالوكالة، ميدانيا بتقدم القوات السورية البرية بمساعدة الطيران الروسي في حلب وتراجع المعارضة المسلَّحة، ودبلوماسيا بتوافق أمريكي روسي غير واضح المعالِم إلى حد الساعة على ضرورة وقف الحرب وإنجاز اتفاق متوازن، فضلا عن اعتزام العاهل السعودي زيارة موسكو بعد جفاء في منتصف الشهر المقبل. وإلى ذلك الحين، قد يحدث الحسم العسكري ميدانيا من طرف القوات السورية والروسية في ظل تردد أبرز حلفاء السوريين المعارِضين لدمشق وصمت بعض هؤلاء الحلفاء أو تغاضيهم. وإذا أُضيفت إلى هذه التطورات اللهجة الأقل حدة لتركيا إزاء اختراق أجوائها المزعوم من طرف الطيران الروسي في سوريا، والسيف الدمشقي الرمزي الذي أهداه ملك البحرين خلال زيارته موسكو إلى الرئيس فلاديمير بوتين مرفوقا إياه بالثناء على دور موسكو في سوريا، عِلمًا أن البحرين من أكبر حلفاء الرياض وواشنطن، فإن كل هذه المؤشرات، وأخرى متعددة، تُغري بالاعتقاد أن ثمة منعرج هام دخلتْه الأزمة السورية وأن أيام الحرب الحالية قد تكون معدودات إذا لم تحدث طوارئ جديدة تقلب الطاولة على الجميع خلال الأسابيع المقبلة. وهكذا، تبدو الأزمة السورية في مفترق طُرق جديد حاسم، قد يؤول إلى سلام مطلوب، على الأقل من الذين يعانون من ويلات الحرب من المدنيين، أو إلى خراب يُضاف إلى الخراب.
مشاركة :