قال استشاري نمو وسلوك الأطفال والمراهقين، الدكتور حسين الشمراني، إن «العلاقة بين الطفل ووالديه من أهم ما يؤثر في شخصيته وسلوكه، ويستمر تأثيرها حتى بعد البلوغ، والخلل في هذه العلاقة يؤدي إلى اضطرابات نفسية هي: اضطراب التعلق التفاعلي، واضطراب جرأة المشاركة الاجتماعية». وأوضح أستشاري سلوك الأطفال، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «اضطراب التعلق التفاعلي يصيب الطفل في حال عدم تُوفَّر الاحتياجات الأساسية له، من الحب والأمان والرعاية بشكل مستمر ومستقر، فلا يكون الطفل قادرًا على تكوين علاقات مستقرة من المحبة والرعاية مع الوالدين». وأضاف: عادة يحدث هذا الاضطراب للأطفال الذين تنتقل رعايتهم من شخص لآخر أثناء الطفولة، ويبدأ هذا الاضطراب عادة في مرحلة الرضاعة، وبشكل عام يحدث في اول 5 سنوات من العمر. ولفت «د.الشمراني»، إلى أن «أعراض هذا الاضطراب تشمل: الانعزال أو الخوف أو الحزن أو سهولة الاستثارة دون سبب واضح، ومظهر حزين وخامل للطفل، فلا يبتسم غالبًا، ومتابعة الآخرين باهتمام دون المشاركة في التفاعل الاجتماعي معهم». كما شدد على أن «اضطراب التعلق التفاعلي يمكن أن يستمر لعدة سنوات، وقد تكون له عواقب مدى الحياة إذا لم يُعالَج، وتشمل هذه العواقب مشكلات في العلاقات الاجتماعية، والصحة العقلية والجسدية، والسلوك، والتطور الفكري، وتعاطي المخدرات أو الكحول». وحول علاج اضطراب التعلق التفاعلي، أوضح «د.الشمراني»، أنه «يفضل أن يبدأ العلاج مبكرًا في مرحلة الطفولة، ويبدأ بالتشخيص وتقييم الوضع الإجتماعي للطفل والأسرة، وعادة يتم تقييم علاقة الطفل بالوالدين في العيادة، وتقييم قدرة الوالدين على تقديم الرعاية والإستجابة لحاجات الطفل وصحتهم النفسية، وبعدها تبدأ رحلة العلاج تحت اشراف المختصين». وتابع: أما الاضطراب الثاني فهو اضطراب جرأة المشاركة الاجتماعية، ويعرف كذلك باضطراب التعلّق الجريء وينتج عن فقدان الطفل للرعاية والحب من الوالدين لأي سبب، مما يؤدي إلى ضعف ارتباط الطفل بأهله، مع الارتياح للغير كما لو كانوا مقدمي الرعاية الأساسيين له، فلا يخاف من الغرباء، ويبقى البحث عن من يشبع هذا الإحتياجات النفسية (الحب والأمان وغيرها) هاجسًا لدى الطفل أثناء مراحل البلوغ وما بعدها. وأضاف «د.الشمراني»، أن «أعراض هذا الاضطراب تشمل ثقة الطفل بالغرباء بشكل مبالغ فيه، وعدم الشعور تجاههم بالخوف أو الخجل عند لقائهم لأول مرة، ويميل للثرثرة، وقد يقوم حتى بعناق البالغين الغرباء». وأشار إلى أنه «يفضل أن يبدأ العلاج مبكرًا في مرحلة الطفولة، وتبدأ بالتشخيص وتقييم الوضع الإجتماعي للطفل والأسرة، ووضع خطة علاجية نفسية فردية بحسب حالة الطفل والوالدين، وبمشاركة الأسرة كجزء اساسي من العلاج».
مشاركة :