القاهرة - سامية سيد - لم يكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الشركات أمرًا محظورًا يخفيه الموظفون عن مديريهم في العمل حتى نهاية عام 2022، ولكن مع بداية العام الحالي 2023 وخاصة بعد انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل: (ChatGPT) تبدلت الأحوال. فقد وجدت دراسة استقصائية حديثة شملت أكثر من 11 ألف شخص في منصة (Fishbowl) – وهي شبكة اجتماعية للمهنيين – أن نسبة 43% من الموظفين يستخدمون الآن أدوات مثل: ChatGPT أثناء العمل، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 27% في استخدام الموظفين لأدوات الذكاء الاصطناعي مقارنة باستطلاع Fishbowl الذي أجرته في أوائل يناير 2023، وفقاً لموقع aitnews. كما ذكرت الدراسة أيضًا أن نسبة 70% من الموظفين الذين يستخدمون هذه الأدوات – وهي نسبة ليست بالقليلة – يستخدمونها خفية دون علم مديريهم في العمل. وقد شملت الدراسة أكثر من 11700 موظف يستخدمون تطبيق Fishbowl، من شركات كبرى مثل: أمازون، وجوجل، وميتا، وتويتر، و IBM، و JPMorgan، وغيرها من كبرى الشركات. ويعد مطورو البرمجيات والاستشاريون والمصرفيون من بين أوائل الموظفين الذين استخدموا روبوت ChatGPT في كتابة رسائل البريد الإلكتروني والتقارير وأجزاء من التعليمات البرمجية. حظرت بعض شركات وول ستريت استخدام روبوتات الدردشة التي تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي، ومنها: بنك أوف أمريكا، وجولدمان ساكس، وسيتي جروب، وغيرها، وفقًا لوكالة بلومبرج. وأظهر استطلاع رأي أجرته شركة (Gartner) لقادة الموارد البشرية أن نسبة 48% منهم بصدد صياغة إرشادات حول استخدام الموظفين لروبوت ChatGPT، وذلك بسبب مخاطر الدقة وأمن البيانات، وانتهاك حقوق النشر. بينما لا تزال العديد من الشركات تبحث في كيفية إدارة استخدام ChatGPT. كما أظهر الاستطلاع أن نسبة 34% من قادة الموارد البشرية لا يخططون لإصدار أي سياسات جديدة مُستحدثة تخص استخدام الذكاء الاصطناعي. بعد فترة وجيزة؛ سيصبح من الصعب بشكل متزايد عدم استخدام أدوات مثل: ChatGPT بشكلٍ ما في العمل، إذ أحرزت شركة OpenAI تقدمًا كبيرًا في إدماج تقنياتها في التطبيقات المكتبية عن طريق تعاونها مع مايكروسوفت. فقد قامت مايكروسوفت بإدماج نموذج (GPT-4) في مجموعة تطبيقات أوفيس: Excel، وPowerPoint، وOutlook، وWord، وتختبر مايكروسوفت حاليًا هذه التطبيقات المجددة مع 20 شركة، من بينها 8 شركات في قائمة (Fortune 500)، وقد رفضت مايكروسوفت الإعلان عن هذه الشركات حاليًا. لذلك من المرجح أن تعمل الشركات على وضع قواعد وسياسات لاستخدام موظفيها أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ يجب أن تقيّم الشركات المخاطر المحتملة لتبني هذه الأدوات ووضع بعض الإرشادات وفقًا لذلك؛ للتأكد من أنها ستكون قادرة على التخفيف من أي خطر قد يحدث لاحقًا؛ لأن المنع لن يكون في صالحها بأي حال من الأحوال.
مشاركة :