وجدت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة أمستردام الهولندية أن الذاكرة البشرية يمكن أن تتلاشى حتى بعد بضع ثوان من أحداث معينة. وقد يخطئ الناس في تذكر الأحداث، غالبا في غضون ثوان، ويعيدون تشكيل الذكريات لتناسب توقعاتهم. وأظهرت الدراسات السابقة أن تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم، ما قد يؤدي إلى الأوهام. كما أن ذكريات الأشخاص طويلة المدى يمكن تشكيلها لتناسب توقعاتهم، وفي بعض الأحيان تولد ذكريات خاطئة. ومع ذلك، فمن المفترض عموما أن الذكريات قصيرة المدى التي تشكلت من الإدراك قبل ثانية أو ثانيتين فقط تمثل بدقة المنطقة المحيطة، كما قال علماء، بما في ذلك من جامعة أمستردام في هولندا. وفي الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة PLOS، وجد العلماء أن الناس يمكن أن يرتكبوا أخطاء في التذكر بعد بضع ثوان فقط، وهي ظاهرة أطلق عليها الفريق اسم "أوهام الذاكرة قصيرة المدى". وبحسب ما ذكر موقع "روسيا اليوم"، كشفت الدراسة أنه في غضون الإطار الزمني القصير الذي يبلغ ثانية واحدة أو ثانيتين، يمكن للناس الانتقال من الوصف الموثوق به لما كان موجودا بالفعل إلى الإبلاغ بشكل خاطئ عما توقعوه بدلا من ذلك. وأشارت الدراسة إلى أنه عند وجود توقعات قوية حول الكيفية التي يجب أن يكون عليها العالم، فقد تبدأ ذكريات الناس في التلاشي حتى في غضون بضع ثوان وملء المعلومات الباهتة بتوقعاتهم. وقال الدكتور مارت أوتين، المؤلف الأول للدراسة من جامعة أمستردام "حتى على المدى القصير، قد لا تكون ذاكرتنا موثوقة تماما. خاصة عندما تكون لدينا توقعات قوية حول ما يجب أن يكون عليه العالم، عندما تبدأ ذاكرتنا في التلاشي قليلا، حتى بعد ثانية ونصف، ثانيتين، وثلاث ثوان، ثم نبدأ في الملء بناء على توقعاتنا". وكتب أوتين وزملاؤه في مجلة PLOS، أن الأبحاث السابقة أظهرت أنه عندما تعرض على الأشخاص صور حروف معكوسة، فإنهم غالبا ما يبلغون عن رؤية الحرف في اتجاهه الصحيح، وهو ما سلط الضوء على "الوهم"، لكن العلماء اشتبهوا في أن هذه الذاكرة المضللة حدثت بسبب عدم رؤية المشاركين الشكل بشكل صحيح.
مشاركة :