في مستشفى في جيبوتي، ولد توأمان، ما جعل جدهما شردون عبد الله سعيد، الذي استعاد بصره مؤخرا، متحمسا للغاية. وبعد مناقشة مع عائلته، قرر تسمية الطفلين حديثي الولادة بأسماء الأطباء ضمن الفريق الطبي الصيني إلى جيبوتي. قال شردون "لقد ساعدني الأطباء الصينيون على رؤية حفيدي بأم عيني. أريد أن أشكرهم بهذه الطريقة". ويذكر أن جيبوتي، الواقعة على الساحل الغربي لخليج عدن في شمال شرقي إفريقيا، معروفة باسم "القرن الأفريقي". وبسبب الأشعة فوق البنفسجية القوية، يعاني عدد كبير من السكان المحليين من إعتام عدسة العين وأمراض القرنية وغيرهما من أمراض أخرى خطيرة. في 15 فبراير من هذا العام، ذهب فريق طبي أرسلته مقاطعة شانشي الصينية إلى جيبوتي لتنفيذ "مشروع القضاء على العمى الناجم عن إعتام عدسة العين". بعد انتشار خبر وصول الفريق الطبي الصيني إلى جيبوتي لإجراء جراحة إعتام عدسة العين مجانا، جاء المرضى من جميع أنحاء البلاد لزيارة الأطباء الصينيين واحدًا تلو الآخر. وذكر ليو جيان تينغ، رئيس الفريق الطبي الصيني، أن عدد المرضى الذين حضروا إلى العيادة في يوم افتتاحها فاق التوقعات بكثير، وجاء العديد من المرضى برفقة أفراد عائلاتهم، بما فيهم شردون. وعانى شردون، عمره 56 سنة، من أمراض العين لوقت طويل، وقد فقد القدرة على الاعتناء بنفسه لسنوات عديدة. لم تكن عملية شردون معقدة بالنسبة للطبيب الصيني وانغ هاي تاو، ولكن خلال العملية، شعر شردون فجأة بالاختناق بسبب مرضه في الجهاز التنفسي، وكان لا بد أن تتوقف العملية، لذلك تأثرت هذه العملية بالوضع غير المتوقع ولم تحقق النتائج المرجوة. ومن أجل استعادة بصر شردون، قرر الأطباء الصينيون إجراء عملية ثانية بعد المناقشة وتواصلوا معه بصبر طوال العملية، وتم إكمال العملية الثانية بنجاح. بعد فترة من الشفاء، عاد بصر شردون إلى طبيعته، حتى أنه يمكنه قيادة السيارة، وكان سعيدا برؤية حفيديه حديثي الولادة بعد فترة وجيزة من العملية. وكان يوجد العديد من المرضى مثل شردون في جيبوتي، بمن فيهم طلاب وعمال محليون، جاؤوا إلى العيادة على أمل استعادة أبصارهم. وقد أكمل الفريق الطبي المكون من سبعة أطباء صينيين 443 عملية لإعتام عدسة العين خلال 16 يوم عمل، وهو ما تجاوز الهدف الأصلي بشكل كبير، وبلغ أكبر عدد للعمليات في يوم واحد 44 عملية. وقال ليو "ظل كثير من الناس لا يستطيعون الرؤية طوال حياتهم، ولكن في اليوم الثاني بعد العملية الجراحية، استعادوا أبصارهم واستطاعوا التحرك بمفردهم. وهذا يجعلنا متحمسين للغاية". ليست هذه المرة الأولى التي تكرس فيها الفرق الطبية الصينية جهودها على "استعادة البصر" للمرضى الأفارقة. إذ كان مستشفى مقاطعة شانشي للعيون مسؤولا عن تنفيذ مشروع استعادة البصر في الكاميرون أيضا. ويذكر أن الأطباء الصينيين الذين شاركوا في هذه المشاريع الطبية لمساعدة أفريقيا، هم خبراء محليون في مختلف المجالات، ومن بينهم، قد شارك وانغ هاي تاو في مشروع في الكاميرون خلال عام 2019. بعد علمه بالمشروع في جيبوتي، طلب وانغ المشاركة فيه مرة أخرى. وقال وانغ إن "الظروف الصحية متأخرة في بعض الدول الإفريقية، لذلك آمل في أن أفعل المزيد من أجل الشعب الإفريقي". وتعد الرعاية الطبية أحد المجالات الهامة للتعاون الصيني - العربي، حيث أرسلت الصين أول فريق طبي إلى الجزائر قبل 60 سنة. وخلال السنوات العشر الماضية، أرسلت الصين 80 دفعة من الفرق الطبية إلى الدول العربية، بإجمالي يقترب من 1700 عامل طبي، وفقا لبيانات رسمية من وزارة الخارجية الصينية. ومن المتوقع أن مقاطعة شانشي ستواصل إرسال فريقا طبيا جديدا إلى جيبوتي لعلاج إعتام عدسة العين مجانا. وفقا للخطة، في السنوات الخمس المقبلة، سيساعد "مشروع القضاء على العمى الناجم عن إعتام عدسة العين" حوالي 6000 مريض محلي على استعادة أبصارهم.■
مشاركة :