اعتبر البنتاغون أنّ تسريب وثائق سرية عن الحرب في أوكرانيا تشكّل خطراً "جسيما جدّاً" على الأمن القومي للولايات المتّحدة، في حين أكد مجلس الأمن القومي الأمريكي أنه يأخذ الأمر "على نحو جاد جداً جداً". اعتبر البنتاغون أنّ عملية التسريب تشكّل خطراً "جسيما جدّاً" على الأمن القومي للولايات المتّحدة قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي مساء أمس الاثنين (10 نيسان/أبريل 2023) معلقاً على تسريب الوثائق السرية الخاصة بالحرب في أوكرانيا : "نأخذ الأمر على نحو جاد جداً جداً"، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع تجري مراجعة في كل الهيئات حول "التأثيرات المحتمل أن تكون لهذا الأمر على الأمن القومي"، وتابع أن وزارة العدل تجري تحقيقاً جنائياً، وقال إنه سيتم إخطار الرئيس جو بايدن بشكل متواصل. وقال كيربي: "نحن قلقون من وجود هذه الوثائق في الخارج، فهي لا ينبغي على الإطلاق أن تكون موجودة على الملأ"، وحث على توخي الحذر قائلاً: "علينا الآن ببساطة أن نكون حذرين مع التكهنات والافتراضات وماذا أو مَنْ يمكن أن يكون وراءها". وتابع كيربي أنه يبدو أن المعلومات المنشورة تم تغييرها في بعض الحالات على الأقل " لكنني لا يمكنني أن أقول لكم في الوقت الحالي على وجه الدقة كيف حدث هذا. نحن نتتبع الأمر بشكل مكثف قدر الإمكان لكي نفهم هذا". ومنذ أسابيع، يجري على الإنترنت تداول وثائق يبدو أنها سرية لهيئات أمريكية عن الحرب الروسية على أوكرانيا، وتنشر وسائل إعلام أمريكية منذ أيام تقارير عن مواد حساسة عن طرفي الحرب بدون أن تنشر الوثائق نفسها. وكثير من هذه التسريبات لم يعد متاحاً على المواقع التي نشرت فيها للمرة الأولى، وسط تقارير تفيد بأنّ واشنطن تعمل على حذفها. ومن غير الواضح مَنْ نشر الوثائق التي تم تداولها منذ أسابيع على قنوات موالية لروسيا . وكان موقع "بيلينجكات" المتخصص في التحقيقات الاستقصائية أثبت أن بعض هذه الوثائق تم التلاعب فيه في وقت لاحق. وحسب تقارير وسائل الإعلام الأمريكية، تتضمن هذه الوثائق معلومات عن شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا ومعلومات عن استهلاك الذخيرة، كما تتضمن خرائط توضح مسار الجبهة ومواقع القوات الروسية والأوكرانية وحجم القوات. وتتضمن الوثائق أيضا معلومات عن خطط مزعومة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة حول كيفية استعداد الجيش الأوكراني لشن هجوم في الربيع. وتشير وثائق أخرى إلى مراقبة الولايات المتحدة لحلفائها، إذ تفيد إحداها إنّ قادة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" يدعمون التحركات الاحتجاجية في إسرائيل ضد تعديلات قضائية مثيرة للجدل. الأمن القومي الأمريكي ومن جهته، اعتبر البنتاغون الإثنين أنّ عملية التسريب تشكّل خطراً "جسيما جدّاً" على الأمن القومي للولايات المتّحدة. وقال كريس ميغر، مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة، في تصريح للصحافيين إنّ الوثائق التي يتمّ تداولها على الإنترنت تشكّل "خطراً جسيماً جدّاً على الأمن القومي ولديها القدرة على نشر معلومات مضلّلة". وأضاف "ما زلنا نحقق في كيفية حدوث ذلك ونطاق هذه القضية. لقد اتُّخذت خطوات للإطّلاع عن كثب على كيفية نشر هذه المعلومات ووجهتها". وقال ميغر إنّ وزير الدفاع لويد أوستن لم يطّلع على الأمر إلا صباح السادس من نيسان/ أبريل وهو اليوم الذي نشرت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً حول الوثائق المسرّبة. موقع بيلينجكات المتخصص في التحقيقات الاستقصائية أثبت أن بعض هذه الوثائق تم التلاعب فيه وشدّد البنتاغون على أنّ الولايات المتحدة على تواصل مع حلفائها الدوليين حول هذه القضية وأنّ اللّجان المعنية في الكونغرس أحيطت علماً بهذه المسألة. ولم يشأ ميغر التعليق على ما إذا كانت هذه الوثائق أصلية، مكتفياً بالقول إنّ فريقاً من البنتاغون يجري تقييماً. ولفت المسؤول الأمريكي إلى أنّ بعضاً من الصور المتداولة على الإنترنت يُظهر على ما يبدو معلومات حسّاسة. وقال إنّ هناك "صوراً يبدو أنّها تُظهر وثائق مشابهة في الشكل لتلك التي تُستخدم في تقديم تحديثات يومية لكبار قادتنا حول عمليات على صلة بأوكرانيا وروسيا، وأيضاً تحديثات استخبارية أخرى"، مشيراً إلى أنّ بعضاً منها "يبدو معدّلاً". وأوضح أنّ من بين هذه الوثائق واحدة تمّ تداولها على الإنترنت ويبدو أنّها عُدّلت لكي تُظهر أنّ أوكرانيا تكبّدت خسائر بشرية أكثر مما تكبّدته روسيا، في حين أنّ الوثيقة الأصلية تشير إلى أنّ العكس صحيح. وقد تكون تداعيات التسريب كبيرة وحتى مدمّرة إذ يمكن أن تعرّض للخطر مصادر استخبارية للولايات المتحدة وأن تمنح أعداء البلاد معلومات قيّمة. وقال ميغر إن "كشف مواد حسّاسة مصنّفة يمكن أن تكون له تداعيات كبرى ليس فقط على أمننا القومي بل قد يؤدي إلى خسارة أرواح". خ.س/ع.خ (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :