أشتد محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية بالتجربة الإماراتية في تطوير برنامج سلمي للطاقة النووية وفق الميزانية وأكثر الجداول الزمنية طموحاً، مشيراً إلى تنامي أهمية الطاقة النووية في المستقبل حيث لا يمكن الوصول إلى الحياد المناخي من دونها. ورد ذلك خلال لقاء أجراه الدكتور كريس كيفير، مضيف برنامج “ديكابل” الإذاعي الشهير مع الحمادي لمناقشة مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الطاقة النووية. وقدم الحمادي للمستمعين حصيلة معارفه الرئيسية حول كيفية تنفيذ برنامج نووي سلمي بعد أن أصبحت دولة الإمارات ليس فقط الدولة الأولى التي تشغل برنامجاً نووياً جديداً منذ 27 عاماً، ولكنها أنجزت محطات براكة للطاقة النووية وفقاً للميزانية وضمن أحد أكثر الجداول الزمنية كفاءة في تاريخ الطاقة النووية. وتحدث الحمادي عن بدايات البرنامج النووي السلمي الإماراتي، و كيف بدأت الدولة في إجراء دراسات حول مستقبل قطاع الطاقة في عام 2006 لتحديد مصادر الطاقة الصديقة للبيئة التي تدعم نمو الدولة وتطورها، حيث اختارت حكومة الدولة اتباع النهج العلمي فيما يخص الاستثمار في كل من مشاريع الطاقة المتجددة والطاقة النووية، وهو ما مهد الطريق لبدء التخطيط لتطوير محطات براكة للطاقة النووية، الأولى من نوعها في العالم العربي. وقدم الحمادي رؤيته الخاصة بأسباب اعتبار الطاقة النووية الخيار الصحيح لدولة الإمارات، ولا سيما أن الطاقة النووية لديها مستويات عالية من كثافة الطاقة، وهي آمنة وموثوقة وتنتج كهرباء وفيرة على مدار الساعة ومن دون أي انبعاثات كربونية. وقال :”هذا مهم للغاية لضمان أمن الطاقة. عندما كنت صغيراً في مسيرتي المهنية كمهندس، تعلمت أهمية كهرباء الحمل الأساسي للشبكة لأنها توفر الاستقرار الذي يعد أمراً بالغ الأهمية لتزويد المنازل والمدن بالطاقة. وهو ما توفره الطاقة النووية المجدية اقتصادياً وتجارياً”. وقال الحمادي “إن استثماراتنا اليوم في الطاقة النووية تؤتي ثمارها حيث لدينا ثلاث محطات في براكة تنتج الكهرباء على نحو تجاري، ومن المقرر أن تكتمل المحطة الرابعة قريباً”. وقدم الدكتور كريس كيفر التهنئة للحمادي على نجاح البرنامج النووي السلمي الإماراتي في تنفيذ أحد مشاريع الطاقة النووية الجديدة الرائدة في العالم، في الميزانية وفي الوقت المحدد ، ولا سيما في ظل الأزمة المالية العالمية وانتشار فيروس كورونا المستجد. وبينما توفر محطات براكة أكثر من 80% من الكهرباء الصديقة للبيئة في أبوظبي، تركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الآن على الابتكار والبحث والتطوير في مجال تطوير التقنيات الجديدة التي تسهم في تسريع مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة في الدولة، بما في ذلك نماذج المفاعلات المعيارية المصغرة، ومفاعلات الجيل التالي وإنتاج البخار والهيدروجين والأمونيا والحرارة، لتوفير الطاقة اللازمة لخفض البصمة الكربونية لقطاعات يصعب فيها ذلك مثل الشحن والطيران وغيرها. وفي هذا الإطار، قال الحمادي :” الوصل إلى الحياد النووي بحلول عام 2050 بدون الطاقة النووية أمر مستحيل، والمزيد من الدول تدرك ذلك، وسيكون مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28)) الذي تستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر المقبل فرصة مهمة لإبراز النجاحات التي حققتها الطاقة النووية والمبنية على العلم والحقائق والبيانات”. واضاف الحمادي :” الكهرباء الصديقة للبيئة التي تنتجها محطات براكة تمكننا من الابتكار الآن في مجالات مثل الهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية إلى جانب توفير بخار بدرجة حرارة أعلى للصناعات الكيميائية. وللمضي قدماً، سنواصل مساعدة البلدان الأخرى من خلال معارفنا وخبراتنا لدعم عملية خفض البصمة الكربونية لقطاعات الطاقة ومواجهة تحديات التغير المناخي وأمن الطاقة بشكل جماعي “. ويوفر برنامج “ديكابل” الإذاعي الشهير سلسلة من ملفات البث الإذاعي (البودكاست) الصوتية والمرئية التي تركز على مستقبل الطاقة والتكنولوجيا والتغير المناخي.
مشاركة :