يمكن أن تكون الحساسية في الربيع «وحشية»، حيث تسبب أعراضاً مزعجة مثل سيلان الأنف والعطس وحكة في العين واحتقان الأنف، والكثير من المصابين -ولكن ليس كلهم- يلجأون إلى الأدوية الصناعية لمكافحة أعراضها. لكن جو ريد، الخبير في الحساسية والربو وعلم المناعة (من نظام أوشنر الصحي) في لويزيانا بأميركا، يطرح في تقرير نشرته (الاثنين) شبكة «هيلث داي»، بعض الحلول الطبيعية، التي يمكن أن تكون «مفيدة، وتُغني البعض عن تناول الأدوية الصناعية». وأول هذه الحلول هو «باتربور»، وهو عشب أثبت الكثير من الدراسات العلمية، منها دراسة سويسرية حديثة، أنه مضاد قوي للهيستامين (مادة كيميائية موجودة في بعض خلايا الجسم، تسبب أعراض حساسية، عندما يكون الشخص حساساً لمواد معينة، مثل الطعام أو الغبار)، ويمكنه التحكم أيضاً في حمى القش (نوع من أنواع الحساسية الشائعة، والتي تحدث عندما يُنتج جسمك الأجسام المضادة استجابةً لمحفزات معينة، مثل حبوب اللقاح). ويقول ريد: «أبرز مزاياه أنه لا يسبب النعاس، على عكس بعض أدوية الحساسية التي لا تستلزم وصفة طبية». ومن الحلول الأخرى «الشاي الأخضر»، حيث يشير ريد إلى أنه «يحتوي على مادة يمكن أن تمنع بعض ردود الفعل التحسسية في الجسم»، وفقاً لدراسات أجراها علماء يابانيون، كما أنه قد يقلل من العطس وحكة العين. ويطرح ريد أيضاً ضمن قائمة الحلول (الطعام الحار)، بما في ذلك الفلفل الحار، حيث يحتوي على مادة «الكابسيسين»، المعروفة بقدرتها على تقليل احتقان الأنف، كما يحتوي أيضا على «الأليسين»، الموجود في الثوم، وهو مضاد للالتهابات يمكن أن يقلل من التورم والالتهابات. ومن الحلول أيضاً، استخدام ما يعرف بـ(وعاء نيتي)، وهو عبارة عن فوهة طويلة ورفيعة تستخدم في تنظيف ممرات الجيوب الأنفية المسدودة، حيث يتم ملء الوعاء بالماء الدافئ المعقم والملح قبل إمالة الرأس للخلف والسماح للمحلول بدخول الممرات الأنفية من خلال فتحة الأنف، ويتم الاستمرار حتى يتدفق المحلول من فتحة الأنف الأخرى. ويمكن أن تسبب الحساسية الموسمية جفاف الأنف والجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى الاحتقان والتورم، ويقول ريد إن «إحدى الطرق الرائعة لمواجهة الجفاف هي استخدام جهاز للترطيب، يساعد على ترطيب ممرات الأنف والجيوب الأنفية الجافة، مما يؤدي إلى تقليل الاحتقان وعدم الراحة». ويؤكد ريد في النهاية على زيت الأوكالبتوس، المستخرَج من أوراق أشجار الأوكالبتوس، حيث أثبت الكثير من الدراسات أهميته في الحد من الحساسية التي تسبب الالتهابات، ويمكن استخدامه بإضافة بضع قطرات إلى وعاء من الماء الساخن واستنشاق الأبخرة. وإذا كانت الأدوات التي أشار إليها ريد علاجية، فإن خالد أبو علم، اختصاصي الأمراض الصدرية بوزارة الصحة المصرية، يؤكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أهمية «الوقاية»، ويشير في هذا الإطار إلى أدوات وقائية «مهمة» في هذه الفترة من العام، وهي «الكمامة» و«النظارة الشمسية». ويقول إنه «عندما يكون الشخص بالخارج يُفضّل الحرص على ارتداء نظارة شمسية لحماية العين، و(كمامة) لحماية الأنف من حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء، كما يجب غسل الملابس في نهاية اليوم والاستحمام لإزالة أي آثار لهذه الحبوب».
مشاركة :