الرياض-سعيد المبارك أكدت لـ"الرياض" أخصائية أمراض التخاطب والسمع والمدربة المعتمدة لبرنامج أهالي أطفال التوحد سهيلة عسيري، أن مرض التوحد (الاضطراب العصبي) أصبح مقلقًا في أوساط المجتمع بسبب الازدياد الملحوظ في عدد الحالات، حيث يعاني طفل واحد من كل 160 طفلا من اضطراب طيف التوحد، بحسب إحصائيات وزارة الصحة لمراكز اضطرابات النمو والسلوك التابعه لها، مبينة بأن الذكور هم أكثر عرضة للإصابة بمرض التوحد بنسبة 4 :1، وأنه عادة يصيب الصغار لأنه يصنف من ضمن الاضطرابات النمائية. وأضافت عسيري بأن هناك خلط من البعض عندما يُشخصّ ذويهم بالتوحد بمقارنته بغيره ممن شُخصوا أيضًا بالتوحد؛ نظرًا لاختلاف الأعراض حسب شدة التوحد، فهناك توحد بسيط، وتوحد متوسط، وتوحد شديد، وعلى حسب درجة الشدة تختلف وتتفاوت الأعراض المصاحبة. وأشارت عسيري بأنه لا يوجد حتى الآن أدوية لعلاج التوحد بحد ذاته، وأن الأبحاث ما زالت جارية على مرض التوحد، مفيدةً بأن مرض التوحد اضطراب بمعنى أن له أعراض متغيرة وكثيره بالتالي يتم صرف أدوية معينه لعلاج ليس التوحد ولكن الأعراض المصاحبة، كأدوية القلق اضطرابات النوم وفرط الحركة وتشتت الانتباه وهكذا. ونوهت عسيري بوجود دراسة عملت في نوفمبر 2022م نتائجها أوضحت بأن التغييرات الدماغية في التوحد شاملة جميع أنحاء القشرة الدماغية بدلًا من مجرد مناطق معينة في المخ يعتقد أنها تؤثر على السلوك الاجتماعي واللغة. وقالت عسيري: "مرض التوحد الذي يتم قياسه عن طريق اختبار قياس شدة التوحد المعروف باسم (CARS) يُعد وراثيًا لدى بعض الحالات والبعض الآخر غير معروف السبب، ولا يوجد سبب واضح حتى الآن، والأبحاث جارية على مستوى العالم لتحديد السبب الدقيق المسبب للتوحد ولكن هناك عوامل مسببة للتوحد كالعوامل الجينية والبيئية". وعن العوامل التي تظهر معرفة الطفل المتوحد المختلف عن أقرانه.. قالت عسيري: "تظهر الطفل العديد من العلامات أهمها: ضعف المهارات الاجتماعية مثلًا.. يفضل اللعب منفرداً أو يكون في مجموعة ولكن لا يشاركهم اللعب أو النشاط المقترح، أيضاً ضعف التواصل البصري والتأخر اللغوي هذه هي الركائز الثلاثة الأساسية للتوحد والتي تجعل الطفل مختلفاً عن أقرانه، وأود التنويه إلى أن مجرد ملاحظة أي من هذه العلامات على الطفل يجب التوجه مباشرة إلى المختصين وذلك لأهمية التدخل المبكر والتي تؤدي إلى التحسن الملحوظ بإذن الله".
مشاركة :