المماليك اهتموا بالمسجد النبوي الشريف معمارياً

  • 4/12/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

توقف الدعم العباسي لعمارة المسجد النبوي بسقوط بغداد على أيدي التتار، وبذلك أصبح من الواجب على السلطان المملوكي في مصر تولي مسؤولية عمارة المسجد النبوي، فتولى ذلك السلطان نورالدين بن عزالدين الصالحي عام (656هـ/1257م)، واستمر المماليك بالإصلاح والتعمير على النحو التالي: أرسل ملك اليمن المظفر شمس الدين عام 656هـ/1258م منبراً إلى المسجد النبوي بدلاً من المنبر الذي احترق. في عهد السلطان سيف الدين قطز عام 657-658هـ/1259-1260م أكمل العمل بالجهة الجنوبية، أي في جناح القبلة من باب السلام وباب الرحمة بالجهة الغربية إلى باب جبريل وباب النساء بالجهة الشرقية. في عهد بيبرس البندقداري عام 661هـ/1264م أكمل بقية السقف بالمسجد، وعمل سقفاً فوق السقف كما كان بالسابق، إلا أن السقف الشمالي قد عمل به سقفاً واحداً فقط، وجددت المآذن والأبواب والمخازن وجميع الأثاث بالمسجد. كما أرسل بيبرس منبراً للمسجد عام 666هـ/1267-1268م، وعمل مقصورة من الخشب، ووضعت حول القبر النبوي الشريف، وما يعرف ببيت فاطمة رضي الله عنها وذلك في عام 668هـ/1269-1270م. في عهد السلطان المنصور سيف الدين قلاوون عام 678هـ/1279م أبدل بسقف الحجرة الشريفة قبة عالية لأول مرة بقصد حماية الحجر من نزول المطر إليها. وفي عهده أيضاً عملت ميضأة ليتوضأ المصلون، وكانت خارج المسجد عند باب السلام وذلك سنة 686هـ/1287م. في عهد السلطان زين الدين كتبغا عام 694هـ/1294-1295م أكملت المقصورة الخشبية بشكل شباك بينها وبين السقف. في عهد السلطان الناصر محمد قلاوون عام 701هـ/1301م قام بالعديد من الإصلاحات والإنشاءات بالمسجد النبوي، فأصلح سقف الروضة، وفي عام 705-706هـ/1305-1307م، جدد سقف الأروقة الشرقية والغربية على الصحن، وجعله سقفاً واحداً، وقام شيخ الحرم في عهده ببناء منارة باب السلام 706هـ، وفي عهده أيضاً زيد في الجزء المسقف من مظلة القبلة، فأضيف إليها مما يلي هذا الصحن رواقان موازيان لجدار القبلة بعقود لم يسبق استخدامها في المسجد من قبل وذلك عام 729هـ. وتتسم الأعمال التي قام بها الملك الناصر قلاوون في المسجد النبوي الشريف بسمات لا يشاركها فيها أعمال ملك سابق، فهي لم ترتبط بزمن واحد، ولا تتصف في مراحلها المختلفة بصفة واحدة. في عهد السلطان الناصر حسن بن محمد قلاوون، أجريت بعض الإصلاحات بالمسجد. في عهد السلطان شعبان بن حسين بن قلاوون أصلحت القبة على القبر مرة أخرى، وجددها السلطان عام 765هـ. وتعد هذه الإصلاحات آخر الأعمال في العصر المملوكي البحري في المسجد النبوي الشريف. نوف عبدالعزيز المحمدي باحثة في تاريخ المدينة المنورة

مشاركة :