ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتقادات الموجهة إلى سياسته في استقبال اللاجئين السوريين مهدداً أوروبا بإرسال مئات الآلاف منهم إليها، فيما قرر حلف شمال الأطلسي" الناتو" بدء عملية بحرية في بحر ايجه للحد من تدفق اللاجئين. وقال الرئيس الذي بدا غاضباً في كلمة ألقاها أمام رجال أعمال في انقرة، "إن كلمة أغبياء ليست مكتوبة على جبيننا، لا تظنوا أن الطائرات والحافلات متواجدة هنا بدون سبب سنقوم بما يلزم". وعقب كلمة الرئيس التركي، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل، تدخل الناتو للمرة الأولى لمواجهة أزمة الهجرة، وذلك من خلال دورية بحرية تلقت أمراً بالتحرك الفوري نحو شرق المتوسط من أجل مواجهة مهربي البشر. كما بدأت طائرات الناتو بتنفيذ مهامٍ متعلقة بالمراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية، ومراقبة تدفق اللاجئين، وأيضًا التنسيق مع خفر السواحل باليونان وتركيا بحسب تقرير لصحفية "الغارديان" البريطانية. وقال ينس ستولتنبرغ، أمين عام حلف شمال الأطلسي، إن قوة بحرية صغيرة بقيادة ألمانية تلقت أمراً بالتحرك نحو بحر إيجة لبدء المهمة "بدون تأخير"، وفق تعبيره. وأضاف ستولتنبرغ قائلًا: "إن هذا القرار يهدف إلى مساعدة اليونان وتركيا والاتحاد الأوروبي لاحتواء تدفق المهاجرين واللاجئين والتعامل مع الموقف بالغ الصعوبة". وأوضح ستولتنبرغ قائلًا: "إن الأمر لا يتعلق بإيقاف قوارب اللاجئين أو إرسالهم إلى بلدانهم مرة أخرى، بل سوف يساهم الناتو من خلال جمع المعلومات الهامة وفرض المراقبة بهدف المساعدة في مجابهة الاتجار بالبشر ومواجهة الشبكات الإجرامية". وكانت اليونان وتركيا قد اعترضتا على إمكانية تنفيذ قوة بحرية أجنبية مهاماً في مياههما الإقليمية، لكن ستولتنبرغ أوضح أن الطرفين تجاوزا تلك العقبة بنجاح. وتتكون تلك الدورية البحرية في الوقت الحالي من ثلاث دول فقط، لكن ستولتنبرغ قال إن سبعة دول أعضاء بالتحالف عرضت إرسال تعزيزات. واتفق وزراء دفاع البلدان الثمانية والعشرون بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على المبدأ الذي بدأت من أجله المهمة، كما طالبوا المسؤولين بالبحث بين الخيارات المختلفة من أجل إنشاء دوريات على طول السواحل التركية واليونانية، وكذلك في أماكن التهريب الأخرى. وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، خلال المؤتمر الصحفي لاجتماع أعضاء التحالف ببروكسل: "توجد عصابات إجرامية في الوقت الحالي، وهي تستغل هؤلاء المساكين، واستهداف تلك العصابات سيكون الطريق الأمثل لتحقيق النتيجة المطلوبة". وقد كشفت المنظمة الدولية للهجرة في مطلع هذا الأسبوع أن 409 شخصاً لقوا حتفهم هذا العام حتى الآن أثناء محاولتهم عبور البحر لدخول أوروبا، وأن عدد المهاجرين واللاجئين الذين عبروا البحر المتوسط خلال الستة أسابيع الأولى من عام 2016 ازداد حوالي عشرة أضعاف مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وعبر البعض عن قلقه من أن التواجد الملاحي القوي قد يعزز من رغبة الأشخاص في محاولة الوصول إلى أوروبا، وذلك مع وجود فرصة أكبر في النجاة حال غرق قواربهم. فقد أخبر بعض مهربي البشر صحيفة الغارديان العام الماضي أن التواجد العسكري المتزايد في البحر المتوسط لن يكون رادعاً لهم. ويعد تدخل الناتو اعترافاً بأن الاتحاد الأوروبي، المسؤول حالياً عن التعامل مع تدفق المهاجرين، يكافح من أجل احتواء عدد المهاجرين عبر البحر. ويمتلك التحالف فعليًا تواجداً بحرياً قوياً في شرق المتوسط، من أجل المساعدة في حماية تركيا من أي غارات قد تأتي من سوريا.
مشاركة :