ناشطة عاشقة للعمل التطوعي، تسخر كل جهودها لخدمة النساء العمانيات، بدأت عملها من خلال جمعية المرأة العمانية وتصدت لمسؤوليات كثيرة وحملت على عاتقها دعم المرأة وتمكينها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فعملت من خلال الجمعية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال البرامج التلفزيونية على دعم المرأة وزيادة وعيها بحقوقها وواجباتها. إنها الناشطة الاجتماعية بشرى الكندي، التي تتحدث في هذا الحوار: } متى كانت بدايتك في الاهتمام بموضوعات المرأة؟ بدأت في العمل التطوعي الاجتماعي منذ 2006، كعضوة جمعية عمومية بجمعية المرأة العمانية بمسقط، شاركت في كثير من الملتقيات والندوات، والتقيت بشرائح مختلفة من المجتمع، مما أكسبني الخبرة والمعرفة للخوض في تجربة عضوية مجلس الإدارة للجمعية ذاتها، وأصبحت أمينة صندوق الجمعية، من هنا بدأ المشوار الأهم في حياتي، فمسؤوليات العمل في المجال الاجتماعي النسوي، فتح لي أبواب للتعرف أكثر الى حقوق وواجبات المرأة العمانية في النظام الأساسي للدولة والتشريعات والقوانين، وكانت بدايتي في الولوج لقضايا المرأة ومن خلالها دخلت في عدة دورات تدريبية خاصة بالتمكين الحقوقي والسياسي للمرأة، سواء كان خارج أو داخل السلطنة، أصبحت أيضا مستشارة لأكثر من فريق تطوعي شبابي، وشاركت معهم في مبادرات تخدم الشباب والمجتمع، وما زلت شغوفة لتقديم الأفضل للوطن من خلال هذه الاجتهادات. } أنت عضوة في جمعية المرأة العمانية منذ سنوات عديدة، ما الدور الذي تقومين به في الجمعية، وما الرسالة التي تتوجهين بها للنساء اليوم ؟ وجودي كعضوة بالجمعية أشارك زميلاتي العضوات في الأنشطة الخاصة بالتمكين السياسي للمرأة بشكل خاص، وباقي فعاليات الجمعية بشكل عام، وكوني عضوة أيضاً في صالون العمانية الثقافي، الذي ينظم تحت مظلة جمعية المرأة العمانية بمسقط، نسعى لتسليط الضوء على قضايا المرأة، من خلال إقامة ندوات تهتم بهذا الشأن، ونرفع مقترحاتها للجهات المختصة، والرسالة الموجهة للمرأة كنصف فعال في المجتمع، أن تكون أكثر وعياً بحقوقها وواجباتها، وأن تمارس تلك الحقوق إيجابياً في خدمة الوطن، فمعظم القوانين تنصف المرأة العمانية، فلا فرق بينها وبين أخيها الرجل في الفرص ولله الحمد، ويكفينا فخراً أن المرأة العمانية تحظى برعاية سامية من لدن السلطان، منذ بداية العهد الزاهر حتى اليوم. } كان لك تجربة مميزة في انتخابات الشورى الأخيرة، حدثينا عن الحملة التي قمت بها، وما نتائجها، وكيف تنوين تطويرها مستقبلا؟ أسست حملة صَوْتي للمرأة أيام انتخابات مجلس الشورى العام المنصرم، بالتعاون مع مجموعة جميلة من خيرة نساء المجتمع من المهتمات وذوات الخبرة والتأثير في مجال المرأة، حيث كانت الحملة تسعى لتنوير المجتمع بأهمية مشاركة المرأة السياسية وتشجيع النساء للتصويت لأخواتهن المرشحات ودعمهن في الولايات، وحققت الحملة رواجاً كبيراً آنذاك، مجتمعياً وإعلامياً، كمجموعة نسائية تسعى لدعم المرأة، ولكنها لم تحقق النتيجة المرجوة منها، وذلك لأننا بدأنا متأخرين جداً في الترويج للحملة والمرشحات، حيث إنني أعتبرها حجر أساس للوقوف بجانب المرأة وتمكينها سياسياً في السنوات المقبلة، لدي خطة لتطوير الحملة مستقبلاً وسوف أعلن عنها في وقتها بإذن الله. } باتت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم تلعب دوراً مهماً في وصول الرسائل المختلفة بطريقة سهلة إلى مختلف شرائح المجتمع، وأنت ناشطة عبر هذه الوسائل، كيف تقيّمين هذا الأمر، وكيف برأيك يمكن تحقيق الاستفادة القصوى من وسائل التواصل في تمكين المرأة اجتماعياً وسياسياً وزيادة وعيها؟ بالفعل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي من أفضل وأسهل الطرق للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة خلال فترة قصيرة جداً، فمن خلال تلك الوسائل على سبيل المثال جمعنا أكبر قدر ممكن من النساء للتشاور والتحاور حول آليات دعم المرشحات أيام انتخابات مجلس الشورى في معظم ولايات السلطنة، كما أنها كانت الطريقة الأمثل لبث رسائل وأفكار ومقالات عضوات مجموعة الحملة للمجتمع، والترويج للمرشحات بالشكل الأمثل. وكوني ناشطة في وسائل التواصل الاجتماعي، أرى أن صوت الفرد أصبح واصلاً بطريقة أسرع ومباشرة لذوي الاختصاص والاهتمام، من دون الحاجة لموعد لمقابلة مسؤول أو جهة، كون الكثيرين من المسؤولين متواجدين، عبر هذه الوسائل، سواء بحساباتهم الشخصية، أو عن طريق الحسابات الخاصة بالمؤسسة ذاتها، وعن تجربة، أجد نوعاً ما، تفاعلاً قائماً بين الطرفين. } خلال الدورتين الأخيرتين من انتخابات مجلس الشورى لم تحقق المرأة النتائج المأمولة، كيف يمكن زيادة الوعي بقدرة المرأة على النجاح في هذا المنصب، وتشجيع الناخبين نساءً قبل الرجال على اختيارها؟ على المرأة نفسها أن تلعب دوراً أكبر في تثقيف وتمكين نفسها في قضايا المجتمع، وعليها أن تكون أقرب من نساء ولاياتها بشكل خاص، ومن أفراد باقي المجتمع بشكل عام، وعليها أن تشارك أبناء ولايتها اهتماماتهم وقضاياهم، لكي تعرف عن نفسها وأفعالها، وتكون أكثر قرب منهم بحيث تكسب ثقتهم بقناعة وود. وعلينا نحن كنساء أولاً الثقة بالمرأة العمانية وإمكانياتها، فهي قادرة على تلبية احتياجات المجتمع، مثلها مثل الرجل، وأن تكون ممثلة لولاياتها، فكانت لدينا عضوات لمجلس الشورى سابقا، ومثلن الولاية خير تمثيل، ويشار لهن بالبنان، كما نفتخر كنساء بأنه لدينا وزيرتان بحقائب وزارية مهمة كوزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والأمثلة كثيرة، فتميز المرأة العمانية في كل مجال واضح ومشرف، فهذه النماذج جديرة بأن تعزز ثقتنا بالمرأة العمانية. } برأيك هل تغيرت التحديات الاجتماعية التي كانت تواجه المرأة سابقا، أم هي ذاتها اليوم؟ تحديات المرأة قد تكون نفسها في جميع دول العالم بشكل عام، والدول العربية بشكل خاص وإذا ما نظرنا إلى مجتمعنا الخليجي المحافظ، فقد نراها بصورة أبرز كون المرأة ما زالت تحظى بفرص الدعم القيادي لها بشكل أكبر من الدعم المجتمعي، وهذا يحتاج لوقت وسياسات عامة لكي يصبح المجتمع أكثر وعياً بدور المرأة الطبيعي لها في جميع مجالات الحياة، وبالتأكيد فإن التحديات المجتمعية تغيرت كثيراً مع مرور الزمن، ولكنها لا تزال موجودة، حتى وإن تغير نمط الحياة وثقافة الجيل الحالي. } ما هي نصائحك للمرأة للإمساك بكل مفاصل حياتها من ناحية العمل والأسرة وتحقيق النجاح في الأمرين معا؟ المرأة الناجحة مع أسرتها هي من تحقق نجاحاً في عملها، فالمرأة الذكية هي من تستطيع الموازنة بين متطلبات العمل والأسرة وعدم التقصير في أي جانب منهما، أنا برأيي أن الاستقرار الأسري والتفاهم بين الزوجين، كلاهما أكبر رافد لنجاح وعطاء المرأة في جميع نواحي الحياة. } تعملين في أكثر من مجال كناشطة ومتطوعة وداعمة للمرأة ومعدة برامج، ما الذي تحلم بشرى الكندي بتحقيقه أيضا؟ بالعزيمة والإصرار يمكن أن نحول الأحلام إلى واقع هذا ما آمنت به وحققت جزءاً منه على الصعيد العلمي، فطالما حلمت بأن أكمل دراستي وأتخصص في علم النفس، وها أنا اليوم أجني ثمار حلم وجهد ومثابرة، فبعون الله ودعوات والدتي ودعم زوجي تخرجت مؤخراً بدرجة البكالوريوس في علم النفس بتقدير جيد جداً، وفي المجال الذي عشقت، وأطمح اليوم بأن أكمل دراستي العليا حتى أحصل على درجة الدكتوراه بإذن الله، وأن أكون أكثر عطاء لأكسجين الحياة الوطن.
مشاركة :