كيفية التعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء؟

  • 4/12/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشاهين الاخباري يُعتبر البكاء (بالإنجليزيّة: Crying) لدى الطفل الاستجابة العاطفيّة الطبيعيّة عند التعرّض للمواقف المزعجة أو التجارب المؤلمة التي يصعُب عليه حلّها والتعامل معها، وتختلف درجة الألم والحزن الذي يشعر بها الطفل في هذه المواقف اعتمادًا على مستوى نموّ الطفل وتجاربه السابقة، وبشكل عام تُجمل أسباب البكاء لدى الطفل بالشعور بالألم، أو الخوف، أو الحزن، أو الإحباط أو الفشل، أو الارتباك، أو الغضب، كما أنّ الطفل يبكي عندما لا يستطيع التعبير عن مشاعره الداخليّة لمن حوله، ومن الجدير بالذكر أنّ الآباء والأمّهات يحتاجون إلى وضع توجيهات محدّدة لمساعدة الطفل على تعلّم وتطوير سلوكيّات سليمة ومناسبة للمواقف المختلفة، وحينها يستطيع الطفل أن يتعلّم التعبير عمّا يجول في داخله من المشاعر المختلفة والمتنوّعة مع مرور الوقت دون اللجوء للبكاء، وسنتطرق في هذا المقال للحديث عن هذه الأساليب بشيء من التفصيل. في الوضع الطبيعيّ يُلاحَظ أنّ بكاء الأطفال يقلّ عندما تتطوّر لديهم مهارات التكيّف وحلّ المشكلات في الغالب، والجدير بالذكر أنّه مع الوصول لمرحلة النضج والرشد يميل الأولاد إلى البكاء بصورة أقلّ من البنات، ويعتقد الكثير من الأفراد أنّ هذا الاختلاف هو سلوك مُكتسب بالتعلّم،[١] أما بالنسبة لصفة العناد (بالإنجليزيّة: Stubbornness) فيمكن أن تظهر في أي مرحلة عمريّة من الرضاعة، أو الطفولة، أو المراهقة وتستمرّ حتى البلوغ، وفي الحقيقة يجدر بالآباء والأمّهات إيجاد الطرق السليمة للتعامل مع الطفل العنيد للحدّ من سلوكه دون أن يشعر الأهل أو الطفل بالتوتّر والضغط. ومن النصائح التي تُقدّم للتعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء ما يأتي: الاستماع للطفل يتميّز الطفل العنيد بأنّ لديه آراء قويّة ومتينة أحيانًا، ويميل إلى المجادلة حول موضوع النقاش، كما قد يلجأ إلى الجرأة والتّحدي في حال لاحظ عدم الاستماع له، والواجب على الآباء والأمّهات أن يكون لديهم القدرة والرغبة في الاستماع للطفل أوّلاً لكي يستمع الطفل لوالديه بالمقابل، وبالتالي فإنّ حل مشكلة إصرار الطفل على القيام بشيء أو عدم القيام به في معظم الاحيان يكون عن طريق الاقتراب منه بطريقة هادئة وعمليّة، وإجراء محادثة مفتوحة للحديث حول ما يزعجه، والاستماع له بشكل جيّد، ومثالًا على ذلك قد يُصر الطفل على عدم إتمام وجبة الغذاء، والصواب في هذه الحالة عدم إجبار الطفل على ذلك، بل سؤاله عن السبب الذي يمنعه من القيام بذلك والاستماع لإجابته جيدًا؛ فقد يكون السبب شعوره بألم في البطن أو عدم رغبته في تناول الطعام من هذا النوع. التواصل مع الطفل يجدر بالآباء والأمّهات السعي الدائم للتواصل مع الأطفال وإظهار الاهتمام بهم بطريقة تساعد على بناء علاقة قويّة معهم، وخاصة عند التعامل مع الطفل الجريء والمتمرّد؛ فهذا يجعل التعامل معه أسهل؛ حيث إنّ الأطفال الذين يتواصلون بطريقة صحيّة مع والديهم أو مقدّمي الرعاية لهم يرغبون بالتعاون معهم والاستجابة لهم بشكل واضح، والجدير بالذكر أنّ أولى خطوات التواصل مع الأطفال هو عناقهم، ويجب على الآباء والأمّهات تجنّب إجبار الأطفال على القيام بالأشياء، وذلك لأنّ الأطفال بهذه الحالة يميلون للتمرّد والعصيان والقيام بأشياء لا يرغبها الوالدان، وهذا ما يُعرف بالإرادة المضادّة أو الإرادة المعاكسة (بالإنجليزيّة: Counterwill)، وتُعدّ الإرادة المضادّة خِصلة شائعة لدى الأطفال العنيدين، وفي الحقيقة هي صفة غريزيّة لا تقتصر على الأطفال فقط، ولتوضيح الأمر بشكل أفضل نضرب مثالًا على ذلك: في حال كان الطفل قد اعتاد على مشاهدة التلفاز قبل الذذهاب إلى النوم، لا يصح إجبار الطفل على ترك هذه العادة، وإنّما يُنصح بداية بمشاهدة البرامج معه وإبداء الرغبة بمشاركته نشاطه، وبعد ذلك يُوجّه الطفل بطريقة صحية إلى أنّ هذه العادة غير صحيحة، وعندئذ تكون استجابته أفضل. إعطاء الطفل خيارات إنّ أفضل طريقة تساعد الطفل على أن يكون متعاونًا هو إعطاؤه الخيارات؛ حيث يزداد إحساسه بالحريّة والسيطرة على الأمور وبأنّه صانع القرار، فمثلًا يمكن تخيير الطفل بين أنواع الفواكه التي يرغب بتناولها، أو إعطاؤه الحرية في اختيار اللعبة التي يفضلها، أو اختيار نوع الفطور الذي يُحب لا سيّما إذا كانت الخيارات صحية، وأمّا بالنسبة للمهام التي لا يرغب الطفل بإنجازها والتي يصعب تخييره فيها؛ فيمكن اعتماد أسلوب التخيير في طريقة الإنجاز، حيث تساعد هذه الطريقة الوالدين على إقناع الطفل بإنجاز المهام التي لا يحبّها وبموافقته، فمثلًا يمكن للأم سؤال الطفل “هل تريد القيام بالأمر بسرعة أم ببطء؟”، ومع ذلك ننبّه إلى أنّ هناك بعض المواضيع التي لا يصحّ تقديم خيارات فيها ولا يمكن النقاش أو التفاوض بشأنها؛ حيث يكون القرار بيد الوالدين او مقدّم الرعاية فقط، ولا يحقّ للطفل التدخّل بذلك ولكن يمكن شرح سبب اتباع هذه القوانين، كما يُنصح الوالدين بتوجيه الطلب للطفل بأفضل طريقة ممكنة وتجنّب الأوامر، ومن الأمثلة على المواضيع غير القابلة للنقاش؛ قواعد السلامة والجلوس في مقعد السيارة الخاصّ بالأطفال، ووقت الذهاب للنوم. الحفاظ على الهدوء يُنصح الآباء والأمّهات بالحفاظ على هدوء الأعصاب وتجنّب الغضب من الطفل بسبب بكائه، مع ضرورة الامتناع عن إيذاء الطفل أو هزّ الطفل بطريقة قويّة، وفي حال شعور أحد الوالدين المسؤول عن تربية الطفل سواء كان الأب أو الأم بفقدان الصبر أو الخوف من إيذاء الطفل يجدر به الابتعاد عنه، وذلك إمّا بوضع الطفل في مكان آمن في إحدى الغرف والذهاب إلى غرفة أخرى للاسترخاء واستعادة الهدوء، أو طلب المساعدة من فرد آخر للعناية بالطفل إلى حين استعادة الهدوء والصبر، أو الاتصال بالطبيب إن لم يكن هناك أحد يستطيع مدّ يد العون وما زالت المشكلة قائمة، والجدير بالذكر أنّ هزّ الطفل بقوّة وعنف سواء خلال اللعب أو عند الغضب يمكن أن يؤدي إلى متلازمة الرضيع المهزوز أو المخضوض (بالإنجليزيّة: Shaken baby syndrome). إظهار الاحترام للطفل يحتاج الطفل للاحترام في العلاقة المبنيّة بين الوالدين والطفل، وذلك لتجنّب فرض السلطة عليه بأسلوب شديد، وفيما يأتي بعض النماذج الواقعية التي يجدر بالوالدين القيام بها لإظهار الاحترام للطفل: العمل على طلب التعاون من الطفل مع عدم الإلحاح عليه بالالتزام بالتعليمات والتوجيهات. وضع قوانين متناسقة وثابتة لجميع الأطفال في المنزل، وعدم التراخي أو التساهل في الأمور بسبب تفضيل الراحة لأحد الوالدين. إبداء الاهتمام بمشاعر وأفكار الطفل والتعاطف معه وتجنّب تجاهله. إظهار الثقة بالطفل من خلال السماح له بإنجاز ما يستطيع من الأمور الخاصّة به، وتجنّب القيام بالأمور نيابةً عنه لتخفيف الأعباء عليه. تبنّي قاعدة “قل ما تقصد، وافعل ما تقول”. العمل مع الطفل يُنصح الوالدين بتغيير طريقة التعامل مع الطفل العنيد أو الطفل ذي الإرادة القويّة؛ حيث إنّ العمل والتشارك معه في إنجاز المطلوب أفضل من إخباره بما عليه من أعمال، وذلك لأنّ هذا النوع من الأطفال حسّاس للغاية لكيفيّة التعامل معه، لذلك يجب على الوالدين الانتباه إلى نبرة الصوت، ولغة الجسد، والمصطلحات المستخدمة خلال النقاش معه، إذ يُحاول الطفل حماية نفسه بأسلوبه عندما يكون منزعجًا من تصرّفات الوالدين، وذلك إمّا بالتمرّد، وإمّا بالإجابة بقلّة احترام، وإظهار العدوانيّة، ولفهم الأمر بشكل أفضل نضرب مثالًا على ذلك؛ فمثلًا في حال الرغبة بترتيب الأطفال لألعابه، بدلًا من إلقاء الأمر عليه أن يقوم بترتيبها، يُنصح بالبدء بترتيب الألعاب وطلب المساعدة من الطفل، وسيُلاحظ الأبوان أنّ سرعة استجابة الطفل أعلى بكثير مما توقًعا. التفاوض مع الطفل يُسيء الأطفال التصرّف عادة عندما لا يُلبّي أحد الوالدين رغباتهم، وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى التفاوض، وذلك لمعرفة الطريقة المناسبة لإقناعه بالتوقف عن هذه التصرفات والاستماع للوالدين، إذ إنّ التفاوض يُشعِر الطفل بأنّ الوالدين يسمعان ويحترمان رغباته وأمنياته، وليس من الضروري أن يستسلم الوالدان دائمًا لمطالب الطفل وتلبية حاجاته بعد عملية التفاوض، ولكن الهدف من التفاوض هو فتح باب الحوار من خلال طرح مجموعة من الأسئلة ليبدأ الطفل بالتحدّث عن الأمر، وثم يصل كلٌ من الوالدين والطفل إلى حلّ عملي يُرضي ويناسب الطرفين، وقد يبدأ الأبوان الحوار بسؤال الطفل “ماذا يُزعجك؟”، “لماذا لا ترغب بفعل هذا الأمر؟”، ” هل من مشكلة في ذلك؟”. توفير بيئة مناسبة في المنزل يُنصح الوالدان بجعل بيئة المنزل مليئة بالسعادة والراحة للطفل، فهذه طريقة جيّدة للتعامل مع الطفل العنيد، وإنّ القاعدة الأولى لتحقيق ذلك هي خلق جو من الاحترام المتبادل والتفاهم والتعلّق العاطفي، فهذا يُبقي لدى الطفل شعورًا جيّدًا اتجاه والديه طوال الوقت في المنزل، ويمكن تحقيق ذلك يتعزيز الحوار مع الطفل والاستماع لرغباته، حتى في أوقات الانشغال، فمثلًا يُنصح بسماع الأم لطفلها أثناء تحضيرها للطعام عن رغبة طفلها واختياراته، وما يُفضله من طريقة في تناول الطعام أو نوعيته، ويُنصح بأن تأخذ بوجهة نظره طالما أنّها صحية، وحتى بالنسبة للقواعد الثابتة في المنزل؛ فلا يصح أنّ يقول أحد الوالدين: “افعل هذا الأمر لأنّه واجب عليك، ولا تجادل”، وإنّما يجب محاورة الطفل وإقناعه بأهمية تطبيق القواعد العامة في المنزل وخارجه وما يترتب عليها من أمور جيدة وعواقب حسنة، فهذا مدعاة لتقبل الطفل وتفهمه. فهم وجهة نظر الطفل يجب على الوالدين محاولة تفسير سلوك الطفل العنيد بشكل أفضل من خلال وضع أنفسهم مكانه وتفهّم وجهة نظره في الموضوع، وتصوّر الموقف والشعور الذي مرّ به الطفل حتى يتصرّف بهذه الطريقة، فمثلّا عند إعطاء الطفل وعد بالقيام بشيء ما؛ يتعيّن على الوالدين إما تنفيذ هذا الوعد في وقته، وإمّا تفسير عدم القدرة على القيام به إذا حدث أمر طارئ أو تغيّرت الظروف، وتحديد موعد جديد لتنفيذ الوعد إن أمكن، وكلّما زادت معرفة الوالدين بطبيعة الطفل، تحسّنت طريقة التعامل مع نزعة العناد لديه. تعزيز السلوك الجيّد إنّ أفضل طريقة للتعامل مع الطفل العنيد تجنب موجات غضبه وتصرفاته العدوانيّة؛ لأنّ وقوع مثل هذه الموجات قد يُسبب رد فعل غير مُحبب من الوالدين، خاصة إذا تصرَف الوالدان دون تفكير وإدراك جيّد للموقف، وتفاديًا لذلك يُنصح بتعزيز السلوك الجيد، فمثلًا إذا اعتاد الطفل على الرفض وقول كلمة لا، يُنصح بداية بسؤال الوالدين أنفسهم فيما إن كانوا يُكررون هذه الكلمة كثيرًا، وربما دون قصد، فالطفل يقلّد أبويه بشكل تلقائي، ويمكن للوالدين استدراك هذه المشكلة من خلال التقليل من هذه الكلمة، وممارسة لعبة “نعم” عبر طرح مجموعة من الأسئلة المحبّبة للطفل والتي يتوقّع الوالدين أن تكون إجابة الطفل عليها “نعم”، وبذلك كلّما استجاب الطفل بشكل إيجابي، يزداد احتمال شعوره بأنّه مسموع ومُقدّر، وذلك يُعزز الإيجاب لديه بدل الرفض. وضع برنامج ثابت يُنصح الوالدين بتطوير أو وضع برنامج حياة ثابت للطفل بحيث يُغطّي جوانب الحياة اليوميّة والأسبوعيّة له؛ حيث يساهم الالتزام بالبرنامج الثابت أو ما يُعرف بالروتين في تحسين سلوك الطفل وتحسين أدائه في المدرسة أيضًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ قلّة النوم لدى الطفل وشعوره بالتعب قد يؤدي إلى مشاكل سلوكيّة خلال اليوم، وذلك لا سيّما للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثانية عشر عامًا، وبالتالي يجب تحديد وقت معيّن للنوم بحيث يحصل الطفل على قسط وافر من النوم والراحة يوميًّا. كيفية التعامل مع بكاء الطفل الرضيع يجدر بالآباء والأمّهات ومقدّمي الرعاية البحث عن سبب بكاء الطفل الرضيع إن وُجد، وفي حال كان السبب مشكلة مرَضيّة أو اضطرابًا معيّنًا فيجب تقديم العلاج المناسب للحالة، وقد يكون سبب بكاء الطفل بسيطًا مثل؛ بلل الحفاض، أو ارتداء ملابس دافئة للغاية فيجب حينها تلبية هذه الاحتياجات، وفي بعض الأحيان تكون عمليّة التسنين لدى الطفل هي سبب بكائه، وحينها يمكن التخفيف من ألم التسنين عن طريق استخدام حلقات التسنين، ومسكّنات الألم الخفيفة مثل؛ الأسيتامينوفين (بالإنجليزيّة: Acetaminophen)، أو الآيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen) بحسب عمر الطفل، بينما ينبغي تجنّب استخدام منتجات الأسنان التي تحتوي على مسكّن الألم بنزوكاين (بالإنجليزيّة: Benzocaine) والذي قد يُسبّب حالة طبيّة خطيرة تُعرف بميتهيموغلوبينيّة الدم (بالإنجليزيّة: Methemoglobinemia)، والجيد أنّ الطفل سيتجاوز مرحلة التسنين في النهاية ويقلّ البكاء مع مرور الوقت، وفي بعض الحالات قد تُلاحظ الأم المرضعة بكاء الطفل بعد تناولها لأنواع معيّنة من الطعام ثم إرضاعه، وحينها تُنصح الأم بتجنّب تناول هذه الأطعمة، وبشكل عام ننوه إلى أنّ بكاء الرضيع المستمر يتطلب مراجعة الطبيب لأنّ الأمر قد يكون أكثر من مشاكل بسيطة. يمكن استخدام التدابير البيتية التي تساعد على تهدِئة الطفل الرضيع: حمل الطفل، أو التربيت عليه، أو هزّه بلطف. استماع الطفل للضوضاء البيضاء مثل؛ صوت المروحة، وصوت المكنسة الكهربائيّة. ركوب الطفل للسيارة. مصّ اللهايّة. تقميط الطفل بطريقة مريحة ودافئة. مساعدة الطفل على التجشؤ. تغذية الطفل مع ضرورة تجنّب الإفراط في التغذية لإيقاف البكاء. استخدام حلمات الرضاعة ذات الفتحات الصغيرة إذا كان الطفل يرضع بسرعة الوسوم الشاهين الاخباري

مشاركة :