حتى لا يضيع الحلم..

  • 2/12/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وضعت انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم التي ستجرى يوم 26 من شهر فبراير الجاري في مدينة زيورخ الكرة العربية في اختبار صعب وجديد من نوعه من وجهة نظري لأنها المرة الأولي في انتخابات الفيفا التي يتنافس فيها مرشحان عربيان الى جانب مرشحين من اوروبا وآخر من افريقيا للجلوس على مقعد رئيس الفيفا لمدة أربعة سنوات مقبلة خلفًا للسويسري العجوز جوزبف بلاتر، وتكمن صعوبة الاختبار في الاختيار بين الشيخ سلمان بن ابراهيم رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم والامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم رغم وضوح الفارق بينهما في التجربة والقبول من جانب اعضاء الجمعية العمومية للفيفا ولكن كل ما اخشاه ان يتسبب الغموض لدى البعض في اضعاف فرصة اقوى مرشح عربي لرئاسة الفيفا هذه المرة رغم قناعتي بأن رئيس الفيفا سيكون للجميع. ولا يعني هذا ان المنافسة ستكون ثنائية بين الشيخ سلمان والامير علي فهناك المرشح الأوروبي الذي ارى انه سيستفيد من الانقسام العربي، وهو السويسري جياني اينفانتينو أمين عام الاتحاد الاوروبي منذ 2009، والذي يحظى بتأييد قارة أوروبا وبعض اتحادات امريكا الجنوبية والذي أراه سيكون المنافس الاقوى في هذا المارثون الانتخابي خاصة وأن فرص كل من جيروم شامباني وطوكيو سكسويل ضعيفة، فالاول غاب عن المشهد الرياضي منذ سنوات والثاني أعلن أنه سينسحب حال وجود مرشح قوي ليس من أوروبا وهو ما وضح له جليًا بعد إعلان الاتحاد الافريقي لكرة القدم مساندته للشيخ سلمان بن ابراهيم والتزام الاتحادات الوطنية الافريقية برغبة الكاف. تقول الاعراف والقواعد الانتخابية أن المرشح عندما يكون رئيس اتحاد قاري تكون فرصته اقوى من رئيس اي اتحاد في دولة ما وهذه الميزة الاولى التي يتمتع بها الشيخ سلمان بن ابراهيم فهو رئيس اتحاد القارة الصفراء التي تمتلك 46 صوتًا من بين اصوات الجمعية العمومية للفيفا وعدد اصواتها 209 أصوات وهو ايضا عضو اللجنة التنفيذية في الفيفا وكان رئيسًا للاتحاد البحريني لكرة القدم ورئيس اللجنة التأديبية بالاتحاد الاسيوي ونائب اللجنة في الفيفا أيضا في بطولات كبيرة من بينها مونديال كأس العالم والكرة الشاطئية ودورات أوليمبية وكأس العالم للاندية وغيرها من البطولات التي يشرف عليها الفيفا. كما يحظى الشيخ سلمان بتأييد واسع وكبير من مراكز حقوق الانسان العربية والدولية والتي ابدت علانية ارتياحها لترشحه لرئاسة الفيفا ووصفته هذه الجمعيات الحقوقية بأنه مارس سياسة نزيهة وشفافة في الاتحاد الاسيوي لكرة القدم وعزز قيم المنافسة الشريفة وحب الرياضة لشباب قارة اسيا وطور الصداقة والسلام والتعايش بين الشعوب عبر الرياضة وخلق قيادات نظيفة تحارب الفساد. وفي اعتقادي ان الشيخ سلمان استطاع ونجح خلال رئاسته للاتحاد الاسيوي منذ مايو 2013 في تطوير كرة القدم في القارة الصفراء من خلال سياسات ادت الى توحيد كرة القدم الاسيوية والاستفادة من التنوع الموجو في القارة ليكون وسيلة لتعزيز التضامن بين اللاعبين والاندية وبطولات الدوري والاتحادات الوطنية فضلاً عن التزامه تجاه الجماهير الاسيوية في كرة القدم لحماية اللعبة والترويج لها والتصدي بكل حزم للتلاعب في نتائج المباريات للحفاظ على روح اللعبة من خلال العمل مع الاتحادات الوطنية ووكالات تطبيق القوانين الدولية. ويبدو ملموسًا للجميع التطوير الذي طرأ على البطولات الاسيوية وإتاحة الفرصة امام المزيد من الاتحادات للمشاركة فيها، فضلاً عن تقديم وسائل تكنولوجيا حديثة وأكثر فاعلية لتطوير كرة القدم في القارة سواء على مستوى اللاعبين والمدربين والحكام، كما اهتم الشيخ سلمان بواحدة من اهم الادوار للاتحاد الاسيوي وهو الدور المجتمعي للاتحاد القاري من خلال استغلال قوة الاتحاد في تحقيق التغيير المنشود في هذه المجتمعات الاسيوية، وكان بالطبع للكرة النسائية نصيب الاسد ايضًا في تقويتها بالاساليب الحديثة هذه الخلفية الناجحة للشيخ سلمان هي التي دفعته للترشح من وجهة نظري لرئاسة الفيفا وهذه النجاحات جعلته المرشح الاقوي ايضًا خاصة بعدما أعلن الاتحاد الافريقي دعمه رسميًا له وهو الاتحاد الذي يملك أكبر عدد من الاصوات وهو 54 صوتًا ليكون الاجمالي مع الاتحاد الاسيوي 100 صوت وهو ما يجعل فرص فوزه أكبر من باقي المرشحين فهو يحتاج الى 38 صوتًا فقط من خارج قارتي آسيا وأفريقيا لحسم المعركة من الجولة الاولى من خلال الحصول على ثلثي الاصوات وأعتقد ان التقارب الذي انتهجه مبكرًا الشيخ سلمان مع باقي الاتحادات القارية الاخرى مثل اليوفا والكونكاكاف واقيانوسيا وأمريكا الجنوبية والتي تمتلك 109 أصوات سيساعده على الحصول على اصوات كثيرة مما يحتاجه، ولكن الامر في النهاية يحتاج الى بصيرة من الاتحادات العربية التي تمتلك 22 صوتًا في الالتفاف حول المرشح الاكثر حظًا حتى لا يضيع الحلم -وليس في هذا تقليل من الأمير علي بن الحسين-؛ لأن مكاسب الكرة العربية والافريقية والآسيوية وكل البلاد التي تنشد التغيير الى الافضل ستكون كثيرة وأكبر مما نتوقع بعدما ظلت رئاسة الفيفا أوربية منذ تأسيسه في 21 مايو 1954 باستثناء المرة الوحيدة التي ترأس فيه البرازيلي جواو هافيلانج الفيفا خلال الفترة من 1974 الى 1998، فمنذ عام 1904 وحتى الآن تولى مسؤولية الاتحاد الدولي لكرة القدم ثمانية رؤساء وهم : الفرنسي روبرت جيران بين عامي 1904 و1906 الإنجليزي دانييل برلي وولفال بين عامي 1906 و1918 الفرنسي جول ريميه من عام 1921 إلي 1954 البلجيكي رودولف ويليام سيلدريرز بين عامي 1954 و1955 الإنجليزي آرثر دروري بين عامي 1955 و1961 الإنجليزي ستانلي روس بين عامي 1961 و1974 البرازيلي جواو هافيلانج بين عامي 1974 و1998 السويسري جوزيف بلاتر منذ عام 1998 وحتى استقالته في شهر يونيو الماضي. المصدر: جودة أبو النور - الصحفي بالأهرام

مشاركة :