(مخاض ولاده نظام عالمي جديد )

  • 4/12/2023
  • 18:04
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ان ما يحصل في العالم من صراعات المصالح السياسيه والاقتصاديه والحروب المنوعه وبروز اهمية التكتلات السياسية والإقتصاديه والأحلاف العسكريه هي امور غير مسبوقه .. وقد سجل المراقبون على سبيل المثال متغيرات جديده لم تمنعها المحددات والضوابط الوارده في معاهدات ومواثيق الأمم المتحده وعادت الدول المنتصره في الحرب العالميه الثانيه والمصطلح على تسميتها بالدول الغربيه التي تمثلها أمريكا الشماليه وأوروبا ومن تحالف معها ، ونظيرتها في المعسكر الشرقي ويمثلها الصين وروسيا وكوريا الشماليه والدول الحليفة لها الى دوائر الصراعات الحاده التي ظهرت للعلن بسبب حرب اوكرانيا ومن هذه الصراعات الصراع بين امريكا والصين بشأن زعامة العالم وقضية تايوان وبرز الصراع بين الدول الكبرى في بحر الصين والمحيط الهادي والجزر اليابانية والفلبينية وغيرها . ثم إنه بسبب حرب اوكرانيا صار حلف الناتو على الحدود الروسيه بعد انضمام دول البلطيق وفلندا وطلب السويد الإنضمام للحلف ،ومرة اخرى بسبب حرب اوكرانيا فرضت عقوبات شديدة على روسيا وزارالرئيس الفرنسي “ماكرون ” الصين وقد إصطحب معه رئيسة المفوضية الأوروبيه ” أورسولا فون دير لاين ” بهدف اقناع الصين بالإبتعاد عن روسيا والطلب منها ايجاد مبادرة حل سياسي للحرب الأوكرانيه ترضى بها روسيا وأوكرانيا حيث إن هذه الحرب قد القت بضلالها على العالم واحدثت تغيرات جذريه ووضعت هيبة امريكا وهيمنتها على النظام العالمي على المحك واعطت الفرصه لكثير من الدول وأولها روسيا والصين والهند وغيرها لرفض الهيمنة الغربيه على الدول الأخرى بسبب سياساتها التي يدعي خصومها بأنها غير عادله وأنها تكيل بمكيالين في القضايا الدوليه . لقد كان من نتائج زياره ” ماكرون”للصين ما أوضحه ماكرون في مؤتمر صحفي طلب فيه من أوروبا الإبتعاد عن امريكا وأن تتخلى عن الدولار وهذا مؤشر لتحول استراتيجي كبير ايدته المفوضية الأوروبيه . وفي سياق المتغيرات الدوليه والإقليميه يشير المحللون والمراقبون إلى الصلح الذي قادته الصين لعودة العلاقات بين السعوديه وايران على مبدأ عدم التدخل في شئون الدول الأخرى وما نتج عنها من بدء خطوات انهاء الحرب الأهلية في اليمن وأن هذه الخطوه من السعوديه تشير الى رفض السياسات الغربيه التي تدير صراعات الشرق الأوسط لإطالتها ولا تريد حلها كما فعلت في اليمن وتفعل في فلسطين ولبنان وليبيا والسودان والعراق وغيرها . ومن المتغيرات في اقليم الشرق الأوسط بدء محاولات عودة سوريا الى الجامعة العربيه بعد سنين طويله بسبب عدم رغبة امريكا واوروبا في حل قضية الشعب السوري .كذلك فإن احداث رمضان “٢٠٢٣ “في المسجد الأقصى ومحاولات حكومة اسرائيل الحاليه تنفيذ سياسة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانيا بين المسلمين واليهود وما قام ويقوم به المستوطنون الاسرائيليون في المسجد الذي يسمونه جبل هيكل سليمان من ضرب للمصلين وتدمير واحراق البيوت والممتلكات الفلسطينيه في عدة مدن وبلدات وقرى فلسطينيه دون اي اي اعتبار لأي اتفاقيات اقليميه أو معاهدات او قرارات دوليه .. هذا اوجد متغير هام جداً وهو توحد ساحات المقاومة الفلسطينيه في داخل كل فلسطين وغزه وسوريا ولبنان واطلاق عشرات الصواريخ من الشمال والجنوب على اسرائيل دون ردود فعل تذكر من اسرائيل .. يقابله متغير انقسامات شديده داخل اسرائيل لأول مره بسبب سياسات رئيس وزراء اسرائيل ” بنيامين نتنياهو ” الذي تؤيده الدول الغربيه مما ادى الى بروز اصوات محليه اسرائيليه واقليميه ودوليه تدين اعتداءآت المستوطنين ورفض امريكا على استحياء ودول مجلس الأمن والمجتمع الدولي تغيير الحقائق التاريخيه للمسجد الأقصى وادانة تصريحات وزيري الأمن والماليه في اسرائيل التي تؤيد ابادة الفلسطينيين واخراجهم من اسرائيل وتهويد المسجد الأقصى . إن من أهم المتغيرات الدوليه تخلي الهند وماليزيا ودول اخرى عن الدولار في التعاملات الإقتصاديه والتجاريه وهذا ايضاً مؤشر لانحسار الهيمنة الأمريكيه على العالم .. فإذا اخذ المحللون والمراقبون في الإعتبار تململ وتمرد افريقيا على النفوذ الغربي في القاره السوداء وطرد فرنسا من دول افريقيه كانت حليفة لها وما تقوم به كوريا الشماليه من تهديد في شرق آسيا … لتم ادراك حقيقة كبرى وهي أن العالم مقبل على مخاض فيه الفناء أو البقاء ، إما ان تكون فيه حياة تؤدي الى ولادة نظام عالمي عادل وجديد أو انفجار حروب سقفها الأعلى استخدام اسلحة نوويه لا تبقي ولا تذر ، ويشبه المحللون نتائج اوضاع الصراعات الحاليه في العالم بآلام المخاض أو ما يعرف بالطلق الذي يسبق ولادة المرأه .. ويقولون بأنه قد تولد المرأة بطفل ميت أو هي تموت ( فناء ) وقد يكون الطفل سليماً وامه كذلك ( بقاء ) .. وربطاً للتشبيه فإن مخاض الصراعات العالميه الحاليه قد تكون نتائجه حدوث متغيرات كبرى على شكل عواصف سياسيه واقتصاديه أو حروب لإبادة أو هزيمة دول وشعوب او محاربة اديان أو ثقافات من اجل فرض السيادة على العالم .. يصاحب ذلك مخاض عسير لولادة نظام عالمي جديد قد يكون سليماً أو مشوهاً أو متوازن وقد تكون نتيجة ذلك الصراع دمار الحضارة العالميه وزوالها وهي التي بناها الإنسان على مدى عصور .. وعلينا أن ننوه بأن واضع الأقدار ومنفذها ومسيرها هو الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد جل في علاه . اللواء الركن م / حسين محمد معلوي

مشاركة :