أوصت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ضمن جهودها في الحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية إلى ضرورة تعزيز المهارات الحياتية لدى الأبناء ليتمكنوا من خلالها من تحمل المسؤولية بشكل أكبر واكتساب خبرة أكثر لمقاومة الضغوط السلبية والتعامل معها بثقة واقتدار، والعمل على تنشأتهم بالشكل الأمثل وتعزيز السمات الشخصية لديهم، فضلًا عن غرس الانتماء في أنفسهم إلى مجتمعهم ووطنهم، باحترام القوانين والأنظمة، والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة ونظافة البيئة. وأكدت اللجنة على دور الأسرة التي تعد اللبنة الأولى والأساس للفرد، وضرورة تدريب أطفالهم على السلوكيات الغذائية السليمة، وتعزيز الفهم والإدراك للمكونات والعناصر وتأثيرها في صحتهم العقلية والبدنية، وإظهار الاحترام والعلاقة الجيدة بين الوالدين من جهة ومع أبنائهم من جهة أخرى، الأمر الذي من شأنه أن يزرع الحب والثقة والطمأنينة في نفوس الأبناء، مع تشجيعهم على التفكير وتحفيز العقل والمنطق والبحث عن الأسباب والاستدلال والإجابة عن تساؤلاتهم التي يطرحونها والتفكر فيما حولهم من الأشياء، والحرص على تنمية الثقة في أنفسهم، والتأكيد على إعطاؤهم الفرصة الكافية لاتخاذ قراراتهم الخاصة منذ مرحلة الطفولة ومواجهة نتائجها واكتساب الخبرة والتجربة التراكمية من الأخطاء. كما تضمنت توصيات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، التأكيد على أهمية انتقاء الصداقات الصالحة والمُقدمين على الحياة والطامحين بتأسيس مستقبلهم بكل اجتهاد وتفاني، والابتعاد عن أصدقاء السوء وكل مايدمر العقول ويسلب الصحة والكرامة، مشيرةً إلى أن التعرّض لضغوط الحياة يعد أمرًا طبيعيًا ينبغي التعامل معه بشكل أكثر هدوءًا ومواجهته بكثير من التفاؤل والحكمة بعيدًا عن اللجوء لتعاطي المخدرات، وتناول الأدوية بغرض تجربتها لما لها من عواقب وخيمة، مع التأكيد على أن المخدرات صديق كاذب للعقل، وقاتل خفي لحياة الفرد. ولفتت اللجنة الانتباه إلى دور الوالدين الكبير في تربية الأبناء التربية السليمة من خلال تشجيعهم وإبراز قدراتهم الخاصة ومساعدتهم على تنمية مهاراتهم، فضلًا عن تنمية لغة الحوار بين الأبن ووالديه منذ طفولته، الأمر الذي سيسهم في تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم، ويقوي أواصر العلاقة بين الوالدين والأبناء، فضلًا عن تنمية مهارات الاتصال والحوار الهادف، مؤكدةً أنه ينبغي على الوالدين معرفة سلوكيات الأبناء وعاداتهم منذ الصغر وكيف تتطور مع مراحل نموهم ليساعد ذلك على معرفة أي تغيّر مفاجئ أو سلوك سلبي أو تفكير غير سويّ للتدخل في الوقت المناسب وقبل فوات الآوان. ووجهت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، رسالةً إلى الأبناء والبنات مفادها بأن قربهم من أسرهم وسعادتهم بالعيش في كنفها، أمانٌ لهم من مخاطر الوقوع في المخدرات، وأن التحصيل الدراسي يتحقق من خلال تنظيم الوقت وصفاء الذهن وصحة البدن بعيدًا عن وهم المخدرات، مع التأكيد على المحافظة على الصلاة وبر الوالدين والإحسان إلى الفقراء واحترام الكبير والمعلم، ومعرفة أن متغيرات الحياة تتجدد وترتبط بكثير من العوامل التي تؤثر فيها، ومعها تتجدد أساليب التعامل معها بعيدًا عن الانجراف إلى وحل المخدرات، مشددةً على ضرورة تعلّم المهارات الحياتية والاتصالية التي من شأنها أن تجعلهم منطلقين في الحياة وهم على دراية كاملة بمدى صحة اختياراتهم اليومية.
مشاركة :