يقع السوق “الداخلي” في وسط مدينة صبيا، وهو بمثابة قلبها النابض نظرًا لعراقته وقدمه. ويعتبر هو السوق الشعبي لأهالي المحافظة، نظرًا لتنوع أصناف السلع والبضائع التي يحتويها وللحركة التجارية النشطة التي يشهدها على مدار العام. ويمكن للزائر أن يقضي في سوق صبيا الداخلي وقتًا طويلًا دون أن يكل أو يمل، وذلك لتنوع محال السوق البالغ عددها نحو 150 محلًا تشمل “العطور، والبخور، والأقشمة، والملابس الرجالية والنسائية، ودكاكين الذهب، والنباتات العطرية، ومحال الورد، والجوالات، ومحامص البن، والأواني المنزلية، وأدوات التجميل، وغيرها الكثير. ويلعب السوق دورًا كبيرًا في استدامة وغرس التراث واكتشاف جماليات الماضي نظرًا لما يحتويه من ملابس شعبية، وأكلات جيزانية، بالإضافة للمشغولات اليدوية. وتتميز محال ودكاكين السوق بمحافظتها على مكانتها وسمعتها العريقة والقديمة، كما أن أسعاره تنافس المحال التجارية الحديثة. ويعطي شهر رمضان المبارك للسوق زخمًا ونكهة خاصة، رغم أنه يشهد ازدحامًا طوال العام. ففي رمضان تكسوه الزينة الرمضانية في الممرات، ويعلو صوت القرآن، وتقام صلاة التراويح في كل أزقة السوق، باعثة راحة نفسية وأجواء روحانية. ويؤكد بعض أصحاب المحال في السوق أنه تواردت أجيال على السوق الداخلي ولا يزال يحمل المكانة نفسها لدى أهل صبيا وما جاورها، كما أنه يحوي أشياءً قديمة جدًا وربما لن يجدها المتسوق في أي مكان آخر. وقد جرت تهيئة أماكن مخصصة لبيع النباتات العطرية في السوق، لذا فإن رائحة العطور والنباتات العطرية التي تملأ المكان هي من أكثر الأشياء التي تميز سوق صبيا الداخلي. أما بائعو الأقمشة فقد أجمعوا أن أكثر زبائنهم من الفئات العمرية الكبيرة، حيث يجدون الأقمشة التقليدية التي تناسبهن وتلقى رواجًا لدينهن.
مشاركة :