التنمية البشرية في برنامج عـمل الـحـكـومة البـحـرينيـة (2023 – 2026)

  • 4/12/2023
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬يناير2023،‭ ‬أقر‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬البحريني،‭ ‬بالإجماع‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة‭ ‬للسنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬المقبلة‭ ‬‮«‬2023‭-‬2026‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬التوافقية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬برئاسة‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬المسلم‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس؛‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬التعاون‭ ‬المثمرة‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية،‭ ‬لتحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬شاملة‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد،‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬مستهدفات‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬وما‭ ‬تعهدت‭ ‬به‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الأممية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬وما‭ ‬تطلعت‭ ‬إليه‭ ‬الخطة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للتعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬موعده‭ ‬المحدد‭ ‬2024‭.‬ وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬البشرية‮»‬،‭ ‬الأولوية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬المتضمن‭ ‬أربع‭ ‬أولويات،‭ ‬على‭ ‬رأسها؛‭ ‬رفع‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطنين‭ ‬بما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬مكتسباتهم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أولويات‭ ‬‮«‬العدالة‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‮»‬،‭ ‬و«التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‮»‬،‭ ‬و«الخدمة‭ ‬الحكومية‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬والتنافسية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬البشرية‮»‬،‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المحاور‭ ‬الستة‭ ‬التي‭ ‬استندت‭ ‬إليها‭ ‬تلك‭ ‬الأولويات،‭ ‬وهي‭: ‬محور‭ ‬‮«‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة،‭ ‬والمحور‭ ‬السيادي‭ ‬والتشريعي،‭ ‬ومحور‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والبيئة،‭ ‬ومحور‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستدامة‭ ‬المالية،‭ ‬ومحور‭ ‬الخدمات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ومحور‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي‮»‬‭.‬ وقبل‭ ‬أن‭ ‬يُصدر‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬موافقته،‭ ‬كان‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬محل‭ ‬دراسة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬رأسها‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬لهذا‭ ‬الشأن‭. ‬وأثناء‭ ‬إعداد‭ ‬البرنامج،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬حرص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬البناء‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة،‭ ‬وتوفير‭ ‬ما‭ ‬يلزمها‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬وبيانات،‭ ‬وإجابة‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬تساؤلات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تبادل‭ ‬الرأي‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر‭ ‬بشأن‭ ‬التعديلات‭ ‬المقترحة؛‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬اللجنة‭ ‬والفريق‭ ‬الحكومي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة،‭ ‬والحرص‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬الحكومي‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياته،‭ ‬عكفت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج،‭ ‬حيث‭ ‬عقدت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬التطلعات‭ ‬المستقبلية‮»‬،‭ ‬وبهذا‭ ‬فقد‭ ‬جسد‭ ‬في‭ ‬إعداده‭ ‬‮«‬مشاركة‭ ‬فاعلة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬سيتولى‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تنفيذه‭.‬ وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬كان‭ ‬إعداد‭ ‬الحكومة‭ ‬لبرنامج‭ ‬عملها‭ (‬2023–2026‭)‬،‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬مضامين‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬لدى‭ ‬افتتاحه‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس‭ ‬لمجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬وما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬توجيهات‭ ‬لصالح‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها،‭ ‬والتي‭ ‬بلورت‭ ‬أهداف‭ ‬البرنامج‭ ‬وأولوياته‭ ‬ومحاوره‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬للمملكة‭. ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬خالد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬ديسمبر2022،‭ ‬بتقديم‭ ‬مشروع‭ ‬البرنامج‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬وجاء‭ ‬شعاره‭ ‬‮«‬من‭ ‬التعافي‭ ‬إلى‭ ‬النمو‭ ‬المستدام‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬همزة‭ ‬وصل‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وأهداف‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭.‬ وإذا‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬البشرية‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬المهيمنة‭ ‬على‭ ‬أولويات‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬ومحاوره،‭ ‬فقد‭ ‬هيمنت‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬أهدافه‭ ‬العشرة،‭ ‬فجاء‭ ‬هدفه‭ ‬الأول‭ ‬يعني‭ ‬بتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬واعدة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وخلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬النوعية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وجاء‭ ‬الثاني‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والأمن‭ ‬المجتمعي،‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار،‭ ‬والثالث‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬وتطوير‭ ‬برامج‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬لرفع‭ ‬كفاءة‭ ‬توجيه‭ ‬الدعم‭ ‬لمستحقيه،‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬الأساسية،‭ ‬ويوفر‭ ‬لهم‭ ‬حقهم‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭. ‬وأقر‭ ‬الرابع‭ ‬بتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬ودعم‭ ‬مساعي‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والتحول‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬أنشطة‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬عالية‭.‬ ومع‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المالي،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬مكتسبات‭ ‬المواطنين،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬الهدف‭ ‬الخامس‭ ‬بمواصلة‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬2024‭ ‬مع‭ ‬تبني‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬لرفع‭ ‬دخل‭ ‬المواطنين‭ ‬بما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬مكتسباتهم‭. ‬فيما‭ ‬عززت‭ ‬باقي‭ ‬الأهداف‭ ‬مشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬الشراكة؛‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أبعاد‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬ويضمن‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للمواطنين‭. ‬واستكمالا،‭ ‬عمل‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬والثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬وتنميتها‭ ‬وحسن‭ ‬استثمارها،‭ ‬ودعم‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬وقيام‭ ‬الحكومة‭ ‬بتطوير‭ ‬الأداء،‭ ‬وجودة‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬واستدامتها‭ ‬للمواطنين‭. ‬ وإذا‭ ‬كان‭ ‬اكتساب‭ ‬الدخل‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أعمدة‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬مع‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم،‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬رفع‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي،‭ ‬ضرورة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬بما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬الدخل‭ ‬الحقيقي‭ ‬للمواطن‭ ‬والقوة‭ ‬الشرائية‭ ‬له،‭ ‬كما‭ ‬حرص‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬الدعم‭ ‬مع‭ ‬تطويره‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءته،‭ ‬بتطوير‭ ‬آليات‭ ‬تقديمه‭ ‬لمستحقيه‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الأساسية،‭ ‬ويوفر‭ ‬لهم‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة،‭ ‬وتطوير‭ ‬المساعدات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المقدمة‭ ‬للطفل‭ ‬والأسرة‭ ‬والمسنين‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬ودعم‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬الحكومية،‭ ‬وزيادة‭ ‬كفاءة‭ ‬دعم‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬عاجلة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬وتوفيرها‭ ‬محليًا،‭ ‬وتبني‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬وخلق‭ ‬الفرص‭ ‬الواعدة‭ ‬ذات‭ ‬الأجر‭ ‬المجزي‭ ‬للمواطنين‭.‬ وفي‭ ‬‮«‬محور‭ ‬التشريعات‮»‬،‭ ‬عمل‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬مساعي‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشتهم،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬واعدة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬مكونات‭ ‬محور‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستدامة‭ ‬المالية،‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القطاعات،‭ ‬وطرح‭ ‬برامج‭ ‬ومبادرات‭ ‬لرفع‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وتزويد‭ ‬المواطنين‭ ‬بالمهارات‭ ‬اللازمة،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬بهدف‭ ‬رفع‭ ‬أجورهم،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬توظيفهم‭ ‬كخيار‭ ‬أول‭ ‬وأساسي،‭ ‬وزيادة‭ ‬دورهم‭ ‬في‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬تطوير‭ ‬المؤسسات‭ ‬الناشئة‭ ‬والصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬واستدامتها،‭ ‬وجعل‭ ‬المملكة‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬حقيقية‭ ‬للمواطنين‭.‬ أما‭ ‬الركيزة‭ ‬الثانية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الصحة‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬الخدمات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‮»‬،‭ ‬متبنيًا‭ ‬استدامة‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬ذات‭ ‬التنافسية‭ ‬العالية،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬الحياة،‭ ‬ومواصلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬الضمان‭ ‬الصحي‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬مع‭ ‬سهولة‭ ‬وسرعة‭ ‬حصولهم‭ ‬عليها،‭ ‬وتطوير‭ ‬سياسات‭ ‬ومبادرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬الصحي‭ ‬والوقاية،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بأداء‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬وكوادرها‭ ‬الطبية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والمائي،‭ ‬ومواصلة‭ ‬تطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬والمشروعات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬لزيادة‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭.‬ وجاء‭ ‬‮«‬التعليم‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الداعم‭ ‬الثالث‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬أيضًا‭ ‬ضمن‭ ‬محور‭ ‬الخدمات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الارتقاء‭ ‬بأداء‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬وتشجيع‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‮»‬،‭ ‬بمقتضى‭ ‬تطوير‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬قدرات‭ ‬ومهارات‭ ‬الطلبة‭ ‬وربطها‭ ‬بمتطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬لعدم‭ ‬المساس‭ ‬بمنظومة‭ ‬القيم‭ ‬والتقاليد،‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬قيم‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحاء‭ ‬والفطرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬السليمة،‭ ‬ومواصلة‭ ‬الارتقاء‭ ‬بجودة‭ ‬وأداء‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية‭ ‬وكوادرها‭ ‬لتعزيز‭ ‬أداء‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فاعلية‭ ‬الحوكمة،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التعليم‭ ‬المبكر،‭ ‬تحقيقًا‭ ‬للتكامل‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية،‭ ‬وتشجيع‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والابتكار‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والارتقاء‭ ‬به‭.‬ وإذا‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬البشرية‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬استقرار‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬سكن‭ ‬ملائم،‭ ‬فقد‭ ‬عنى‭ ‬البرنامج‭ ‬بحلول‭ ‬إسكانية‭ ‬مبتكرة‭ ‬تلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬السياسات‭ ‬لضمانة‭ ‬استدامة‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسكانية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬وتنوع‭ ‬الحلول‭ ‬الإسكانية‭ ‬للمواطنين‭. ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬الإسكان‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ (‬توفير‭ ‬خدمات‭ ‬إسكانية‭ ‬لائقة‭ ‬وملائمة‭ ‬ومتميزة‭ ‬للمواطنين‭). ‬ ويخدم‭ ‬قطاع‭ ‬الإسكان‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والبيئة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬المرافق‭ ‬العامة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بها‭ ‬وصيانتها،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فاعلية‭ ‬النقل‭ ‬الجماعي‭ ‬والطرق‭ ‬وتنوعها‭ ‬ووضع‭ ‬خطة‭ ‬زمنية‭ ‬لتخفيف‭ ‬الازدحامات‭ ‬المرورية،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬خدمات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬بجودة‭ ‬وكفاءة‭ ‬وتشجيع‭ ‬ودعم‭ ‬استخدامات‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬مع‭ ‬مواصلة‭ ‬التطوير‭ ‬والرقابة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬ومواصلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتشجير‭ ‬والسياسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتوسعة‭ ‬الرقعة‭ ‬الخضراء،‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬إدارة‭ ‬النفايات‭ ‬وتدويرها‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستغلال‭ ‬الأمثل‭ ‬لها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬ ولأنها‭ ‬تنمية‭ ‬بشرية‭ ‬شاملة،‭ ‬فقد‭ ‬عنت‭ ‬بالارتقاء‭ ‬بوضع‭ ‬المرأة‭ ‬ودعم‭ ‬تقدمها‭ ‬وإسهاماتها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مواصلة‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬الموجهة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفعيل‭ ‬وتطوير‭ ‬سياسات‭ ‬ومبادرات‭ ‬النموذج‭ ‬الوطني‭ ‬للتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭. ‬ولأنها‭ ‬معززة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فقد‭ ‬اهتمت‭ ‬بتعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬الحريات‭ ‬الفردية،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬ومبادئ‭ (‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬2022‭ ‬–‭ ‬2026‭)‬،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬السياسات‭ ‬والبرامج‭ ‬المعززة‭ ‬للعدالة‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬العمال،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭.‬ ولكون‭ ‬الشباب‭ ‬يمثلون‭ ‬غالبية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬فقد‭ ‬عنى‭ ‬البرنامج‭ ‬بسياسات‭ ‬الارتقاء‭ ‬بقطاع‭ ‬الشباب،‭ ‬وتطوير‭ ‬البرامج‭ ‬المخصصة‭ ‬لهم،‭ ‬واكتشاف‭ ‬وصقل‭ ‬وإبراز‭ ‬المواهب‭ ‬وترسيخ‭ ‬نهج‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار،‭ ‬وتوفير‭ ‬البيئة‭ ‬الجاذبة‭ ‬للنشاط‭ ‬الشبابي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وتطوير‭ ‬ودعم‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬الأندية‭ ‬والمراكز‭ ‬الشبابية‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بدورها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إعلاء‭ ‬شأن‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬الرياضية،‭ ‬كما‭ ‬حرص‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬توفير‭ ‬البيئة‭ ‬اللازمة‭ ‬لتمكين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأهلية‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التنموية،‭ ‬ومشاركة‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬التشريعات‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬هيمنت‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بأبعادها‭ ‬ومجالاتها‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ (‬2023–2026‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬برنامج‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬جديدًا‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬طابع‭ ‬برامجها‭ ‬دائمًا،‭ ‬ولهذا‭ ‬كان‭ ‬ارتقاء‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬الأممي‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬والذي‭ ‬احتلت‭ ‬فيه‭ ‬مكانة‭ ‬متقدمة‭ ‬ضمن‭ ‬تصنيف‭ ‬الدول‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التنمية،‭ ‬حيث‭ ‬احتلت‭ ‬المرتبة‭ (‬35‭) ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬ ومع‭ ‬إنجاز‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬بالتعاون‭ ‬المثمر‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية،‭ ‬والقطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬تكون‭ ‬المملكة‭ ‬قد‭ ‬قطعت‭ ‬أكبر‭ ‬أشواطها،‭ ‬وصولاً‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭.‬

مشاركة :