وصف معلق إعلامي بريطاني العلاقة بين الرأسمالية والديمقراطية في الغرب بأنها مريضة. وقال مارتن وولف، كبير المعلقين الاقتصاديين في صحيفة ((فاينانشال تايمز)) التي تتخذ من لندن مقرا لها، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "لست مقتنعا بأن الرأسمالية الديمقراطية قد انهارت بعد، لكنها بالتأكيد مريضة إلى حد ما عند التفكير في العلاقة بين السياسة والاقتصاد". وأمضى الخبير حوالي خمس سنوات في البحث عن إجابة حول ما إذا كانت الرأسمالية الديمقراطية منهارة، ووضع أفكاره في كتابه الأخير الذي صدر تحت عنوان "أزمة الرأسمالية الديمقراطية". وذكر وولف، وهو مؤلف عدد من الكتب عن الاقتصاد العالمي، أن كتابه الجديد كان بمثابة دعوة للاستيقاظ بشأن حالة الرأسمالية الديمقراطية. وقال "لماذا بدأ هذا في الانهيار والذي أسميه الزواج، زواج الأضداد التكميلية... بالنسبة لي السبب الأكثر أهمية هو أن الاقتصاد وتطوره فضلا بشكل متزايد ظهور بلوتوقراطية جديدة كانت قادرة على ممارسة سلطة سياسية كبيرة، ما أدى إلى تآكل الافتراض الأساسي للمساواة الديمقراطية". وأفاد وولف أنه في الوقت نفسه، جعل الوضع عددا كبيرا من الناس يخشون من أنهم كانوا متجهين إلى الأسفل وأن النظام السياسي يتدهور بسبب تقويض وضعهم الاقتصادي ووظائفهم. وأوضح الخبير أن الكثير من ذلك يتعلق بتراجع الطبقة العاملة وخاصة الطبقة العاملة الصناعية. وأضاف أن "هذه كانت عواقب قوى اقتصادية قوية للغاية. لم تكن مجرد مؤامرة، بالرغم من ذلك، كانت هناك بعض الأخطاء السياساتية الحقيقية، والتي تسببت بشكل أساسي بتآكل الإجماع القائم على المساواة للرأسمالية الديمقراطية في منتصف القرن الـ20". وأشار وولف إلى أن الرأسمالية الديمقراطية تعاني من إخفاقات اقتصادية وسياسية في الغرب. ولفت إلى أن زواج الرأسمالية والديمقراطية قد تآكل بسبب انقسامات المجتمع والاضطرابات في الاقتصاد. وقال وولف إن "الفشل كان في عدم التعرف على ما كان يحدث وعدم الاستجابة بسرعة كافية لما كان يحدث"، مبينا أنه "كانت هناك إخفاقات سياساتية في الاستجابة. إنها قصة معقدة عن القوى البدائية في الاقتصاد العالمي وفشل السياسات والسياسة في الاستجابة لها". وأردف وولف أنه لأكثر من نصف قرن، بلغت الإخفاقات ذروتها في الأزمة المالية وما تسببت به من زعزعة ضخمة للاستقرار، وكان الظلم صارخا. وأشار إلى أن ذلك خلق غضبا هائلا تمكن السياسيون الشعبويون من استغلاله. وتوصل وولف إلى استنتاج مفاده أن "الخيط المشترك للشعبوية، وجميع الحركات الشعبوية، هو أنها حركات ضد نخب يمكن تحديدها إلى حد ما". وأفاد أن الناس "فقدوا الثقة في النخب القائمة" لأنهم يشعرون بالخيانة. وقال إن "الاستقطاب السياسي هو نتيجة حتمية إلى حد ما للشعور المشترك بأن الحاضر غير مُرْضٍ".
مشاركة :