ياسر رشاد - القاهرة - نجومية "السوشيال ميديا" زائفة.. والكتائب الإلكترونية مدفوعة للتنمر على الفنانين النجمة يسرا، أيقونة فنية متألقة، تحجز لنفسها فى كل عام مكانة خاصة فى المنافسة الرمضانية، وتعتمد فى اختياراتها التحدى، فتنجح فى تقديم شخصيات متنوعة لأنها نجمة بألف وجه. تتنقل بين الشخصيات بسهولة لتقدم للجمهور شخصيات واقعية من المجتمع ؛ وفى رمضان 2023، اختارت دراما كوميدية اجتماعية للعام الثانى على التوالى، من خلال مسلسل "1000 حمد الله ع السلامة" رفعت من خلاله شعار، إسعاد الجمهور ومساندته لتخطى الأزمات. إضحاك الجمهور أسمى رسالة فى ظل الظروف العالمية الصعبة تتحدث يسرا فى حوارها مع "الوفد" عن أسباب اختيارها لموضوع المسلسل وفريق العمل، وردود فعل الجمهور، والأعمال التى تتابعها فى الموسم الرمضانى الكريم، وكذلك تكشف كواليس فيلم "شقو" الذى تقدم خلاله شخصية تعتبرها الأكثر صعوبة بين أعمالها.. إلى نص الحوار.. فى البداية سألتها.. كيف استقبلتى ردود الفعل حول مسلسل» 1000 حمدالله على السلامة»؟ - الحمد لله، كان هدفنا من البداية أن نبهج الجمهور ونسعده، والعمل مقصود منه إظهار الشخصية المصرية الجدعة، ورصد النماذج الإيجابية الموجودة فى المجتمع، فلماذا نركز على تقديم شخصيات سلبية دائمًا، هناك نماذج من واقع الشارع المصرى، تستحق تصديرها، وتابعت ردود الفعل، وجدت الجمهور ارتبط ب»عنبه « الذى يقدم شخصية بويكا لأنه نموذج الشاب الجدع وهؤلاء هم الجدعان المصريين، والضابط احمد عبدالوهاب قدم صورة ايجابية عن الشرطى الذى يبذل قصارى جهده لمساعدة أسرة ظروفها مرتبكة مثل أسرة سميحة، ايضا محمد ثروت وشيماء سيف قدموا ادوارا كوميدية جميلة وخفيفة، كان ظهورهم فاكهة فى العمل. أستمتع ببرنامج "ناسها الطيبين".. وأشاهد فيه طيبة وجدعنة أهل مصر عرضتم خلال المسلسل الطفرة التنموية فى المحافظات المصرية، وإظهارها بعيون سميحة وابنائها التى عاشت حياتها فى كندا.. هل ذلك كان مقصودا؟ - طبعا، لأن الطفرة التنموية الحقيقية فى المحافظات تستحق التركيز عليها، هناك محافظات مصرية من اجمل شواطى العالم، وبها مناطق ساحرة لكن لا يتم الدعاية لها، ونحن صورنا فى اماكن كثيرة فى القناطر والفيوم ورأس البر، لم تعد محافظات عادية، بل أصبحت اماكن راقية جدا، وتجربتى الشخصية ان هناك العديد من المحافظات صورنا فيها، أجدها اماكن سياحية رهيبة، انا شخصيا أزورها للمرة الأولى، وسعدت جدا بها، منها مدينة رأس البر فهى مدينة جميلة وفيها يلتقى البحر بالنيل فى إعجاز إلهى بديع غير موجود فى اى مكان، كذلك الفيوم، لم أسافر لها منذ تصوير فيلم « الراعى والنساء» وفوجئت فيها بطفرة غير طبيعية، التغيير فى المحافظات والشوارع والتوسيعات اجدها تطورا جميلا لمحافظات مصر ام الدنيا، فالأماكن لها سحر، لا توجد مبانى عالية، ويحافظون على الطبيعة ذاتها، سعدت كثيرا بالتصوير فى المحافظات بهذه الأريحية، والجمهور كان متجاوبا معنا، وأتمنى من الجمهور أن يزور هذه الأماكن. حدثينا عن اختيارك لشخصية سميحة.. واستعداداتك لتقديمها؟ - جذبنى للشخصية أننى لم اقدمها من قبل، سواء فى الشكل او المضمون او تفاصيل الشخصية نفسها، الشخصية طبيعية وموجودة، فهى شخصية مرتبكة، هى سيدة تركت كل الحمول على زوجها وهى مشغولة بمنزلها ودراستها، ورفض زوجها خروجها للعمل جعلها متواكلة على زوجها، لكن رحلتها لمصر استطاعت ان تبنى شخصية جديدة لسميحة من خلال التجارب التى مرت بها والأمور الغريبة والبعيدة عن أسلوب معيشتها تمامًا، لذلك فهى سارت فى رحلة البحث عن حقوقها لكن تصدم بالكثير من الأمور، وكل ذلك يتم تقديمه فى إطار كوميدى، فما يواجهها يتم تقديمه بشكل تلقائى وعفوى، حتى تخرج الكوميديا بالشكل الصحيح، وأتمنى أن أكون قد قدمت مع المؤلف محمد ذو الفقار والمخرج عمرو صلاح، عملا جديدا يعجب الجمهور. مسلسل «1000 حمد الله ع السلامة».. تجربة كوميدية خفيفة.. هل قصدتى تكرار الكوميديا للمرة الثانية فى رمضان؟ - نحن شعب وبلد الكوميديا ونحن بدعنا خفة الدم، لماذا نقدم النكد فقط، افلام الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، نصفها كوميدى والآخر تراجيدى الآن اصبح الكل تراجيديا، لابد ان يكون للكوميديا مكان رغم انها اصعب فى التمثيل من التراجيدى، فهى مؤثرة جدا مع الجمهور، وأنا قررت ان اقدم عملا مبهجا، بعيدا عن المواعظ والرسائل والأهداف، فى ظل حياة مليئة بالمشاكل، هناك أزمات عالمية، حرب عالمية ثالثة، ووباء كورونا، وأزمة اقتصادية طاحنة، الجمهور يحتاج من يسانده فى هذه المحن ولو بضحكة بسيطة. ومصر مليئة بالجمال الذى نقدمه، وجمالها فى ناسها الطيبين، انا اشاهد برنامج «ناسها البسيطة» يعرض يوميا بعد صلاة الفجر، وأشعر بأن هؤلاء هم مصر، الناس الجدعة والطيبة والراضية بقليلها وراضية بكل ما يعطيها الله، هذه هى الشخصيات التى تستحق أن نظهرها، لكن الشخصيات المصدرة عبر «السوشيال ميديا»، كل شخص فيهم يريد ان يكون بلوجر حتى يكسب المال، واستغلال «السوشيال ميديا» من أجل الهجوم على ممثل أو شخص عادى هذا بعيد تماما عن «السوشيال ميديا». هل تقصدين بذلك التنمر الذى يواجهه بعض الفنانين على السوشيال ميديا؟ - «السوشيال ميديا» تعنى الخبر الصحيح، أن تعطى معلومة جديدة غير موجودة فى الكتب او الصحف؛ لكن ان يتحول الأمر لتجنيد شخصيات للتنمر ولسب فنان معين، هذا بعيد تماما عن دور "الميديا"، الممثل يبذل مجهودا كبيرا حتى يخرج بهذا الشكل على الشاشة، يكون رد فعل هذا المجهود سبابا وتنمرا غير مقبول، وما تقوله «السوشيال ميديا» ليس النتيجة الحقيقية، لكن العمل الجيد يفرض نفسه، المجهود الذى بذلناه عندما يتوج بنجومية هذه اعمارنا التى قدمنا فيها أعمالا صنعت نجوميتنا، لكن نجومية «الشوشيال ميديا» شبه زائفة وهى نجومية مؤقتة. عودة إلى المسلسل..لماذا تغير اسم «حمدالله على السلامة» بعد الإعلان الأول عنه؟ نيللى كريم هى من اختارت هذا الاسم، فعندما كنت أتحدث معها عن السطر الأول من العمل، قالت إن هذا الاسم هو الأنسب، وكان ذلك قبل الموافقة على المسلسل، وقُمنا بوضع «1000» قبل الاسم الرئيسى، لوجود مسلسل قديم يحمل الاسم ذاته. حدثينا عن كواليس التصوير واختيار فريق العمل؟ - الكواليس ظهرت على الشاشة من حب وتعاون وكوميديا قائمة على المواقف، الحمد لله أنا دائما محظوظة بكافة النجوم الذين يتواجدون معى، ويشاركوننى نجاح أى عمل فنى، هذا العمل كان مرهقًا فى تصويره بين محافظات فاجأتنى شخصية ادم الشرقاوى فهو يجسد الشخصية بشكل حقيقى، وهو سعيد جدا بوجوده فى مصر، والشخصية مناسبة له، فهو شاب تربى كل حياته خارج مصر، ويأتى لها للمره الأولى، وبالمناسبة هناك بعض المشاهد الارتجالية له مع مايان السيد، هما يتحدثان عن شعورهما بالحياة فى مصر ولقاء الناس يكسر كافة الحواجز، ايضا أحمد عبدالوهاب، وعنبه شخصيات جميلة على المستوى الانسانى والمهنى، وموهوبون واعتقد ان لهم مستقبلا كبيرا، أما مايان السيد فهى ابنتى، أراها نجمة المُستقبل، فهى مجتهدة ولا تكرر نفسها، ولها مستقبل هائل. اما شيماء سيف فهو التعاون الثانى بيننا بعد مسلسل «أحلام سعيدة»، وهى فنانة موهوبة، فهى طيبة للغاية، وتعمل من قلبها، ولا تعمل من أجل التواجد فقط، لكن تعمل من أجل حبها واحترامها لما تقدمه، ايضا محمد ثروت روح الفكاهة فى العمل، وبالطبع تميمة الحظ الفنان الجميل بيومى فؤاد صديقى الذى يبهرنى دائمًا بأدواره المختلفة. أكثر من 35 عملا عرضت فى رمضان هذا العام.. أي منها تشاهدينه؟ - للأسف انا انتهيت من التصوير منذ ايام قليلة، لم اتابع كل الاعمال، لكن هناك اعمالا شاهدت منها بعض المشاهد واعجبتنى جدا منها «الهرشة السابعة» عمل متميز على مستوى الاخراج والتمثيل، وأرى ان الفنانين امينة خليل ومحمد شاهين يقدمان مواقف حقيقية نمر بها فى حياتنا، والعمل راق للغاية. أيضا مسلسل «عملة نادرة» اعجبنى التمثيل والاخراج فيه، وهو عمل صعيدى مميز للفنانين، جمال سليمان ونيللى كريم وجومانا مراد فى اعلى مستواهم، ومفاجأة العمل احمد عيد الذى أشاهده لأول مرة بهذا الشكل وسعيدة جدا به، وأيضا مسلسل الكبير الجزء السابع أعتقد أنه عمل ناجح لأنه حقق على مدار 7 اجزاء نجاحا وهذا يؤكد على ان الجمهور يضحك معاه ويبحث عنه، وان يظل 7 سنوات يظهر شخصيات جديدة فهذا نجاح اكبر، وخاصة الفنانة رحمة احمد التى تقدم دور مربوحة فى افضل حالاتها، وحزينة للتنمر عليها بهذا الشكل فهى تكمل دورها من العام الماضى، وهى موهبة حقيقية، وحرام ان يكون هناك لجان إلكترونية ممنهجة هدفها هدم جهود الفنان بهذا الشكل. ايضا من الاعمال التى اعجبتنى مسلسل "رسالة الامام" من اجمل وارقى ما يمكن ومقدم اخراجيا وتمثيليا وتنفيذيا فى افضل حالاته الفنية، وكنت اتمنى ان يعتبر الجمهور بكلام الامام. أيضا انتظر متابعة النجمة منى زكى لاننى اعلم انها ممثله شاطرة جدا، وستقدم عملا جيدا ومتشوقة للغاية لمتابعته. كيف كانت تجربتك مع مسلسل "روز وليلى"؟ - كانت من التجارب الجديدة بالنسبة لى، فى كل شيء على مستوى الكتابة والإخراج، وباقى العناصر المشاركة فى هذا العمل، وهو ما حمسنى لخوض هذه التجربة؛ لكن لا أعلم بعد نتيجتها النهائية، فانتظر العرض، لرؤية العمل بشكل نهائى، والعمل للكاتب البريطانى كريس كول، والمخرج أدريان شيرجولد، وإيقاع العمل وطريقة إخراجه وفقًا للإيقاع وطريقة الإخراج الإنجليزى، لذلك كانت من التجارب المُمتعة والمُختلفة فى الرؤية وطريقة تنفيذ العمل، واستمتعت بالتعامل مع مؤلف ومُخرج أصحاب رؤية وفكر مختلف مثلهم. هذا هو العمل الثانى الذى يجمعك مع نيللى كريم.. فماذا عن تعاونكما فى هذه التجربة؟ - بالفعل ليس هذا هو العمل الأول الذى يجمعنا، فقد قدمنا بطولة جماعية فى مسلسل «سرايا عابدين»، والذى ضم عددا كبيرا من النجوم، وهذه هى المرة الثانية لنا سويًا، وليس جديدا علينا العمل معًا، فنيللى كريم من الأصدقاء المُقربين، ونستمتع بتواجدنا سواء بعمل فنى أو خارجه، واستمتعت كثيرًا بتفاصيل مسلسل «روز وليلى» فهى تجربة جديدة علينا، وتبتعد تمامًا عن أى عمل فنى تم تقديمه من قبل، وأتمنى أن ينال هذا العمل إعجاب الجمهور. وما الجديد الذى تقدمينه فى فيلم « شقو» ؟ - أقدم شخصية شريرة، وهى شخصية صعبة تكاد تكون الأصعب فى مشوارى، وهي من نوعية الأدوار التى تقدم مرة واحدة فى العمر، ورغم اننى قدمت شخصيات شريرة كثيرا مثل"فوق مستوى الشبهات" وغيره، لكن هذا العمل رغم ان الدور ليس كبيرا لكنه مؤثر وصادم واتمنى ان ينال اعجاب الجمهور وسأستأنف التصوير فيه بعد انتهاء شهر رمضان.
مشاركة :