كشف خبراء في الأمن السيبراني، عن استهداف لاعبي الشطرنج عبر الإنترنت، من خلال مجموعة من الهجمات المختلفة التي شنّها مجرمون ممن ينشرون برامج خبيثة للهواتف المحمولة، إذ شنّ هؤالاء المجرمين نحو 139,203 هجمة استهدفت ما يقرب من 12 ألف لاعب شطرنج. وأكد الخبراء، البرامج الخبيثة التي استهدف بها اللاعبين كانت حتى على تطبيق «جوجل بلاي»، إضافة إلى تروجانات وبرامج الفدية المتخفّية في شكل تطبيقات شطرنج للكمبيوتر الشخصي والهاتف المحمول. وشهد عالم الشطرنج على مدار العقد الماضي نمواً سريعاً، وتزامن ذلك مع ظهور المزيد من المنصات والتطبيقات للتدريب على الإنترنت، إضافة إلى تنظيم العديد من البطولات العالمية وفق أنساق رقمية، ما أثار شهية مجرمي الإنترنت الذين يحاولون الإيقاع بلاعبي الشطرنج على الشبكة من خلال طيف متنوع من الحيل الماكرة. ووفقا لخبراء «كاسبرسكي»، فإن لاعبي الشطرنج يتعلمون باستمرار تكتيكات جديدة، ويتنافسون مع آخرين عبر الشبكة، ويعمدون في الغالب إلى تنزيل تطبيقات لأجهزتهم الحاسوبية وهواتفهم المحمولة، موضحين أن تلك التطبيقات غالباً ما تكون في مواقع تابعة لجهات خارجية. واكتشف الباحثون في معظم الحالات التي تم تحليلها، أن أدوات التنزيل قادرة على تثبيت برامج أخرى غير مرغوب فيها، ولكن كانت هناك أيضاً برمجيات إعلانيةوبرامج خبيثة أخرى من فئة لتروجانات، قادرة على تمكين مجرمي الإنترنت من جمع تفاصيل بطاقات الائتمان أو بيانات الاعتماد أو تعديل البيانات أو حتى تعطيل أداء أجهزة الكمبيوتر. ووجدو الباحثون أيضاً أن هؤلاء المجرمين يقومون بنشر فيروسات الفدية المتخفّية في تطبيقات شطرنج، وقادرة على تشفير أي ملفات مخزّنة على الجهاز المصاب. وكانت غالبية لاعبي الشطرنج الذين تعرضوا لتلك الهجمات في روسيا والهند وفيتنام والبرازيل وألمانيا. واكتشف خبراء كاسبرسكي أيضاً أن مجرمي الإنترنت كانوا خلال السنوات الماضية، يوزعون تطبيقات محمولة خبيثة، أو برامج غير مرغوب فيها تحت ستار ألعاب الشطرنج، وتم العثور على واحد منها يحمل ببساطة اسم «شطرنج» أو Chess على «جوجل بلاي»، ولكن تمت إزالته منذ ذلك الحين. وينشط المحتالون خارج «جوجل بلاي» أيضا، إذ يقومون بنشر البرامج الخبيثة والبرامج الإعلانية عبر مواقع الجهات الخارجية. وقام أحد التطبيقات التي اكتشفها خبراء كاسبرسكي خلال العام الجاري بإرسال رسائل نصيّة قصيرة من هاتف مستخدم مصاب، بعد أن تم تحويله إلى أداة لنشر الرسائل غير مرغوب فيها بالنيابة عن مجرمي الإنترنت. وكما هي حال معظم ملفات المهاجمين المخفيّة خلف تطبيقات الشطرنج، يقوم برنامج إعلاني وبشكل دوري بفتح علامات التبويب الإعلانية في المتصفح من دون تدخل المستخدم،ليحاكي من خلال ذلك تطبيقاً واقعياً يسمى «Chess Pro» على «جوجل بلاي»، والذي تمكن من تحقيق ما يزيد على 100 ألف تنزيل. وقال إيجور جولوفين، الخبير الأمني في كاسبرسكي، إن عالم الشطرنج شهد تغيّرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث تحول إلى النسق الرقمي، الأمر الذي يسمح للاعبين بتبادل الخبرات وخوض المنافسات عالمياً، ما يجعل من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يبقى المستخدمون على أعلى درجات اليقظةوالحرص، إضافة إلى تذكّر قواعد الأمن السيبراني الأساسية، حتى لا يقعوا ضحايا بين أيدي هؤلاء المجرمين،سواء كانذلك عن طريق رسائل البريد إلكتروني التصيّدية، أو حتى التطبيقات المحمولة المشبوهة التي تشبه لعبة الشطرنج فقط. وقالت إيليا ميرينزون، الرئيس التنفيذي لشركة World Chess، إن لعبة الشطرنج الرقمي كانت واحدة من أولى ألعاب الكمبيوتر على الإطلاق، وحققت في الآونة الأخيرة قفزة رقمية، ليس فقط للاعبين العاديين، وإنما للأغراض التعليمية وتنظيم المسابقات على مستوى النخبة، ونوادي ومدارس الشطرنج. وأضافت: تستضيف منصة الألعاب الإلكترونية التابعة للاتحاد الدولي للشطرنج أكثر من 600 بطولة كل شهر. وبناءً عليه، أصبحت التحديات الجديدة المرتبطة بالعالم الرقمي الآن أساسية لهذه الرياضة، بما في ذلك: الغش والأمن السيبراني وإدارة الهوية والربط بين المنصات الرقمية واللعب على اللوحات الحقيقية، وسباق الأسلحة الحاسوبية و غيرها، ما يتطلب من اللاعبين الاستعداد للتعامل مع هذه التحديات.
مشاركة :