على شمعة سراج القاز دارت "سحابين" وحكايا صحراوية، كلما خف نورها رُفع الفتيل لأعلاه ليطول بعدها ليل نجد الشتوي ورشفات متكررة لقهوة مهيلة. في منطقة القصيم على أرض الجنادرية أجتمع الكبير والصغير في قهوة الحي الشعبية تحت سعف النخل وشمعات سرج القاز المتدلية ورائحة حطب السمر يطيب حديث السمر. دكاكين الحارة أثارت فضول الصغار قبل الكبار، العاب شعبية مثل النبيطة والمصاقيل والملابس المطرزه بالزري و "طواقي" القروش في كل مكان. منتجات خوصية من "مهفات" وسلال الخبز الملونة سفتها أصابع لم يفقدها الزمن مهارتها. لمعة "التنك" المحمل بالكليجا الطازجة ليلا، والتي تستطيع رؤيتها منذ دخولك جناح منطقة القصيم واصطفافها بجوار التمر المكنوز بأنواعه منتظره يد زائر كريم ليتذوقها. العديد من الزوار قرروا التوقف في المقهى الشعبي وتذوق السكري القصيمي وكليجا الدبس وقرص العقيلي الهش. ففي زاوية المكان اجتمع أبناء المنطقة لصنع القهوة "بدلال" النحاس وشاي الجمر وتحضير الحلوى المحلية. تسج ذاكرة الشيوخ إلى زمن بسيط لا تكلف فيه، زمن استخدمت المشافهة لرويات القصص ونقل الأخبار في مجالس الحي، قصص عن سنة الغرقة وسنة الرحمة وغيرها من الأحداث التي مرت على تلك المنطقة. العديد من الاحاديث والحكايا الشيقة ملأت فضاءات القصيم، والعديد من مرتادي المنطقة استمتعوا بقهوة مغرب لذيذة.
مشاركة :