اشتهرت محافظة الأحساء منذ القدم بخياطة وحياكة البشوت -برعت فيها العديد من العائلات الأحسائية- ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. وبالتزامن تظهر مطالب بالمحافظة على هذه الحرفة المتوارثة عبر الأجيال والتي تشكّل إرثًا مهمًا للأهالي. قال علي محمد القطان شيخ تجار المشالح بالأحساء لـ "اليوم": "نعمل في شغلة الآباء والأجداد منذ القدم؛ فالبشت كان يسمّى عباية أو بردة، وكل شخص من الأحساء في ذلك الوقت يرتدي البشت". وأضاف: "حاليا الشغلة صعبة ومجهودها جبار ومكلفة"، موضحًا أنه قديمًا كان تعلم صناعة البشت يبدأ على يد شخص يلقب بالمعزب، فيحضر الأب ابنه للمعزب ليعلمه أصول الحرفة مقابل نصف أو ربع ريال في الأسبوع، وفي السنة 150ريالًا، والذي يتعلّم الخياطة يستلمها أسبوعيًا". قال القطان: "يمر البشت بسبع مراحل في أثناء الخياطة، ففي المرحلة الأولى يمر على التركيب والمرحلة الثانية السمط والهيلا ومن ثم عملية الطوق ومن ثم التركيب، وبعد ذلك المكسر، ثم عملية تركيب القيطان للتزيين، وبعد ذلك نعمل له الشلالة، ثم يدخل المرحلة الأخيرة البرداخ، والبردخة تتم بطرق البشت على الخشب باستخدام المطرقة الخاصة لبروز اللمعة والجودة، ثم يباع". بيَّن القطان أن هناك من يختار الألوان والمقاسات المتنوعة والتي من بينها أبو غاطين والونيشن والنجفي والوبر الشتوي والربيعي. وأشار إلى أنه يوجد في الأحساء مصنع النسيج الوطني الذي ينتج الخام الربيعي والشتوي، أما الخامات الصيفية فتُستورد من اليابان، بالإضافة إلى استيراد الزري من الهند وفرنسا والأجود بينها الزري الألماني. وأوضح أن سعر الزري الفرنسي 2500 ريال والزري الهندي 1500 ريال ويبدأ الزري الألماني من 3500 ريال. لفت القطان إلى أن هناك عديدًا من العوائل المشهورة بصناعة البشوت منها عائلة (القطان والحرز والمرزوق والبوخضر والمهدي والشهاب) وهي عوائل مشهورة تعمل في المهنة منذ القدم. وألمح إلى أن البشوت الكمبيوتر دخلت السوق بعد غلاء الزري الذي كان يستورد من سوريا، ويتراوح سعرها من 500 إلى 750 ريالا وتقدم الجودة نفسها. قال القطان "اخترت شيخ تجار المشالح في الأحساء لمتابعة الغش الموجود في السوق، فأغلبية الناس يجلب البشت السوري ويغيرّون فيه من منتج سوري إلى منتج أحسائي، وهذا غش صريح يؤثر سلبًا في صناعة الآباء والأجداد". حذَّر القطان من اندثار حرفة خياطة البشوت اليدوية خلال الـ20 سنة المقبلة، إذا لم يجر اتخاذ الإجراءات السريعة المناسبة. وتابع: "بعد سنين لا تتجاوز الـ20 إذا لم تُتخذ الإجراءات السريعة سيندثر البشت اليدوي ويبقى بشت الكمبيوتر، فأتمنى من المسؤولين دعم هذه المهنة من خلال فتح المعاهد وتشجيع الأباء على تعليم أبنائهم الحرفة".
مشاركة :