بعد خلاف استمر لمدة عشر سنوات وقطعهما للعلاقات الدبلوماسية، تعمل مصر وتركيا على إصلاح العلاقات بينهما. وفي لقاء بين وزيري خارجية البلدين في أنقرة ظهر الكثير من التفاؤل بشأن ملفات عديدة بينها ليبيا وسوريا. زار جاويش أوغلو القاهرة الشهر الماضي، في حين سبقه وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة تركيا لإبداء تضامنه بعد الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير/ شباط. بعد سنوات من الجمود، ستقوم القاهرة وأنقرة باتخاذ خطوات للارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين، تتوج بقمة على مستوى رئيسي البلدين لتأخذ العلاقات انطلاقة جديدة، بحسب ما كشف وزيرا خارجية مصر وتركيا اليوم الخميس (13 أبريل/ نيسان 2023) في أنقرة. وقال مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكرى: "من الآن فصاعدا سنعمل مع مصر على توثيق التعاون بشأن ليبيا"، بحسب وكالة الأناضول التركية الحكومية للأنباء. وأضاف جاويش أوغلو: "نريد أن نملأ الصفحة الجديدة التي فتحناها مع مصر بمشاريع مشتركة وقصص نجاح". وفي هذا الإطار، أوضح شكري: "اتفقنا على إطار زمني محدد يتم بلورته للارتقاء بمستوى العلاقات الدبلوماسية وسيتم الإعلان عنه في الوقت الملائم". وأشار إلى أنه "جاري أيضا التحضير في هذا الإطار لعقد قمة على مستوى رئيسي البلدين؛ لتتويج مسار (الارتقاء بالعلاقات) الذي بدأناه منذ سنوات، لكنه أخذ شكله خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين والذي سيكون انطلاقة جديدة لهذه العلاقات". وبدأ سامح شكري زيارة إلى تركيا اليوم الخميس تلبية لدعوة نظيره التركي. وزار جاويش أوغلو القاهرة في 18 مارس/ آذار الماضي، في حين سبقه سامح شكري بزيارة تركيا لإبداء تضامنه بعد الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير/ شباط وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا. "الارتقاء بالعلاقة في كافة المجالات" وفي المؤتمر الصحفي اليوم الخميس، أوضح الوزير التركي أنه اتفق مع نظيره المصري على اتخاذ خطوات ملموسة خلال الفترة المقبلة لتعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين. وتابع: "نحن سعداء بالزخم الذي بدأ في علاقاتنا منذ اجتماع رئيسينا في الدوحة (رجب طيب أردوغان وعبدالفتاح السيسي). واليوم جددنا إرادتنا لزميلي وشقيقي شكري بمواصلة هذا الزخم". وتأتي تعليقات جاويش أوغلو اليوم بعد خلاف استمر لمدة عشر سنوات وقطعهما للعلاقات الدبلوماسية بعد الإطاحة بالرئيس المصري آنذاك محمد مرسي الذي كان حليفا لأنقرة. وأوضح شكري أن تلك اللقاءات "تظهر الفهم المشترك والتوافق ووجود إرادة سياسية قوية على مستوى البلدين لتفعيل العلاقات المصرية التركية والارتقاء بها في كافة المجالات". وذكر جاويش أوغلو أنه "فيما يتعلق بتنويع علاقاتنا في مجال الطاقة هناك نمو سريع واستثمارات للشركات التركية وسنحفزها للقيام بهذه الاستثمارات". وأعرب عن رغبته في تعزيز السياحة بين مصر وتركيا. تعاون في الملفين الليبي والسوري وشدد جاويش أوغلو: "سنتعاون بشكل أوثق فيما يتعلق بليبيا من الآن فصاعدا. في اجتماعنا اليوم (رأينا) أن وجهات نظرنا لا تختلف اختلافا كبيرا في الأساس لكننا نفكر بشكل مختلف في بعض الأساليب". وأضاف أن البلدين سيعملان على وضع خارطة طريق لإجراء انتخابات في ليبيا، كما يمكنهما العمل على تدريب وتقوية جيش مشترك يجمع القوات في شرق وغرب ليبيا. وتدعم كل من أنقرة والقاهرة فصيلا مختلفا في ليبيا. وبالنسبة للوضع في سوريا، قال جاويش أوغلو إن "السلام والاستقرار الدائمان في هذا البلد مهمان لنا جميعا. لهذا يجب اتخاذ خطوات جادة. وسنكون في تعاون وثيق مرة أخرى في هذا الصدد". من جانبه أكد شكري "ضرورة وفاء الحكومة السورية بقرار مجلس الأمن رقم 2254 وإيجاد مسار سياسي يضم كافة الشركاء السياسيين يؤدي لإزاحة شوائب الماضي والإقدام على مستقبل أكثر إشراقا وضرورة عودة اللاجئين السوريين لبلادهم". ص.ش/أ.ح (د ب أ، رويترز)
مشاركة :