اعتاد أهالي جدة التاريخية في كل عام وبخاصة في شهر رمضان المبارك، على الاحتفاء بأبنائهم الذين أتموا حفظ القرآن الكريم، في تقاليد متوارثة كانت ولا زالت في معظم البيوت إلى الوقت الحالي، تعبيراً عن الفرح بنعمة حفظ وختم أبنائهم لكتاب الله. وفي استذكار للماضي ولتجارب أهالي منطقة البلد بجدة في طرق تدريس والتحاق أبنائهم وخاصةً الأطفال بحلقات حفظ القرآن، وتروي المصادر التارخية تقاليد الإحتفاء بإتمام حفظ وختم القرآن، تبدأ باجتماع أهل وأصدقاء أسرة من حظي بختم القرآن ويحضر معهم شيخه أو شيخته اللذان أحفظوهم كتاب الله تعالى، وحضور الاستماع لتلاوات الأطفال وطرق الحفظ التي تتم بعرض " لوح " مزخرف منقوش بالألوان من خشب هندي مدهون، كتبت فيه بخط جميل كبير بعض آيات الذكر الحكيم، ويقرأ الطفل أو الطفلة في الحفل ما تيسر من كلام الله جل جلاله، ليستمع الحاضرون إلى قراءتهما، فإذا أتمـا القراءة بادر المحتفون إلى إلقاء النقود الفضية على اللوح المعروض والحاصل من ذلك يعود بطبيعة الحال إلى شيخ التلميذ أو شيخة التلميذة. وتسرد المصادر مرحلة الاحتفاء بالحفاظ، بمشاركة معظم أهالي بيوت جدة التاريخية الذين يحرصون على حضور حفل الختم، وكذلك إلقاء قصائد تعبيراً عن النجاح الميمون، وفي نهاية مراسم التكريم المعتادة يتم تقديم الحاضرين إلى موائد الإفطار الرمضانية، يتناول خلالها الجميع الأطعمة الشعبية التي تم إعدادها وتجهيزها مسبقاً من البيوت المشاركة في التكريم، وتعد الحلوى الحجازية من الأمور الأساسية التي يتم تقديمها في هذه المناسبة، احتفاءً بفرحة الأبناء وخاصة الأطفال، ينصرف بعدها الحضور مهنيئن ومباركين لأهالي حفظة كتاب الله . يذكر أن وزارة الثقافة وجمعية خيركم لتحفيظ القرآن بجدة احتفت يوم أمس، بالفائزين بالمراكز الأولى في المسابقة القرآنية الرمضانية الكبرى، التي انطلقت ضمن موسم رمضان بالمنطقة التاريخية بجدة البلد، وشهدت تنافساً بين 320 حافظاً للقرآن من مختلف الأعمار والجنسيات.
مشاركة :