الدكتورة رحاب الكيلاني، روائية وأكاديمية إماراتية، حصلت على شهادة الدكتوراه في الأدب والنقد عن تحولات صورة الآخر في الرواية الخليجية عام 2018، ولها مؤلفات عديدة تنوعت ما بين الرواية وقصص الأطفال والكتابات النقدية، كما كتبت السيناريو لعدد من الأعمال الدرامية، أشهرها مسلسل «المنصة» بأجزائه الثلاثة الذي شاركت في كتابته مع آخرين، هذا إلى جانب عملها الأكاديمي بجامعة زايد. «الاتحاد» التقت الدكتورة رحاب الكيلاني لتحدثنا عن ذكرياتها مع شهر رمضان، وأبرز الطقوس التي تحرص عليها خلال الشهر الكريم، وكيف تمارس إبداعها الأدبي خلال الشهر الفضيل. سحر لحظة السحور وعن الفرق بين رمضان في السابق والآن تقول الكيلاني: إن كل شيء قد تغير عن السابق بحكم مرور الزمن، وأكثر ما أحنُّ إليه من الماضي هو وقت السحور، عندما كانت أمي تعد لنا السحور وكأنه وليمة نجتمع حولها جميعاً. كنت أرى الفكرة في حد ذاتها ساحرة، ننام ثم تأتي أمي فتوقظنا للسحور. والأجمل من ذلك هو المسحراتي على رغم أنني لا أتذكره كثيراً، وأتذكر أيضاً أننا كنا نتصل ببعضنا بعضاً في موعد السحور ونوقظ أهلنا وأحبابنا، وكانت لوجبة السحور بركة، أما الآن فنتسحر وننام أو قد لا نتسحر، وكل فرد يأكل كما يحلو له، وقد يكون ذلك هو أبرز الفوارق التي أفتقدها. نعم ما زلنا لليوم نحتفل ونزور بعضنا بعضاً، ولكن الحياة قامت بدورها أيضاً، وخاصة فيما بعد كورونا. وأتصور أن فترتها كانت فترة فارقة أن نبدأ رمضان وكل شخص منعزل عن غيره، وأن يأتي العيد وتستمر العزلة بحكم تلك الظروف. ذكريات الطفولة وعن ذكريات طفولتها في رمضان، تتذكر الكيلاني: أيام المدرسة حينما كانت معلمة الفنون تطلب من التلاميذ صنع بطاقات احتفالاً بقدوم رمضان، فكنا نصنع بطاقات ونزينها بآيات قرآنية. وتصف رمضان بأنه شهر البساطة فهو يعلمنا البساطة في الأشياء، حيث أكدت أنها تقضي أوقاتها خلال الشهر ببساطة وهدوء، وترى فيه فرصة للوقوف مع النفس بهدوء لنراجع أنفسنا وبعض عاداتنا وتصرفاتنا ومواعيدنا وأولوياتنا. ورمضان فرصة لكل ذلك لأنه يخلق لنا روتيناً جديداً. والفكرة أن نحافظ على ذلك الروتين فيما بعد. وتضيف متسائلة: أتعرفين أننا لنصنع عادة جديدة علينا تكرارها لما لا يقل عن 21 يوماً، ولذا يعتبر رمضان فرصة ذهبية لخلق عادات جديدة، وأكثر عادة أحاول ترسيخها هي القراءة، وتتنوع بين قراءة القرآن الكريم، وقراءة كتب متنوعة أحددها في كل عام. وعن طقوس عملها الإبداعي خلال شهر رمضان، تقول الكيلاني: أنا كائن صباحي، أصحو قبل السحور أشرب قهوتي وأصلّي الفجر ثم أبدأ العمل، فنهار رمضان بالنسبة لي للعمل فقط، ويكون فرصة رائعة للتأليف والإبداع، حيث تصبح مشتِّتات التركيز أقل، فأستطيع أن أكتب وأنجز ما قد لا تسمح لي به الأوقات الأخرى خارج رمضان. وعن الأعمال الدرامية التي تحرص على متابعتها خلال شهر رمضان، تؤكد الكيلاني حرصها على متابعة ما يقدم من دراما في رمضان بحكم عملها في كتابة السيناريو، لتتعرف على ما يقدمه الآخرون، ولكنها تحرص تحديداً على متابعة الأعمال التاريخية الكبرى. وعن أهم المسلسلات التي ترتبط لديها في الذاكرة بشهر رمضان، تقول هناك ليالي الحلمية والحاج متولي والكواسر والجوارح ومسلسل الأطفال سالي، وبالطبع لفوازير نيللي وشريهان النصيب الأكبر من ذاكرتنا خلال رمضان. والآن أصبح كل شيء متاحاً على المنصات في كل وقت مما قضى على متعة انتظار الحلقة الجديدة من المسلسل الذي قد نتابعه. وترى رحاب الكيلاني كذلك في رمضان فرصة عظيمة للسفر والتعرف على طقوس الشعوب الأخرى في هذا الشهر الفضيل، وتتمنى أن تستمتع بأجوائه في بلدان مختلفة كمصر وتركيا والمغرب وسوريا. السرد والطقوس وتضيف لقد وثق نجيب محفوظ في رواياته للطقوس الرمضانية في الحارة المصرية، واحتفالات العائلة بقدوم الشهر الفضيل، لذا فرواياته من أبرز الكتب التي ترتبط لديّ بشهر رمضان، وكذلك أعمال أورهان باموق ترتبط هي أيضاً لديّ بشهر رمضان ربما لأنني قرأت تلك الأعمال خلال الشهر الفضيل، حيث أفضل عادة قراءة الروايات وكتب التراث مثل المقامات، فهذا العام قررت أن أنتهي من قراءة مقامات الهمذاني خلال شهر رمضان.
مشاركة :