مستقبل إقليم كردستان العراق

  • 2/12/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما احتل تنظيم داعش مدينة الموصل وشن هجوما على "إقليم كردستان"، قامت القوات الكردية بتطوير إستراتيجية مكوّنة من 3 أجزاء لوقف تقدم التنظيم ودحره وإلحاق الهزيمة به في النهاية. ومن خلال جهود وحدات البيشمركة وبمساعدة القوات الأميركية وقوات التحالف، تقوم القوات الكردية حاليا بدحر تنظيم داعش في العراق، وقد استعادت 27 ألف كيلومتر مربع من الأراضي، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 1603 محاربين من البيشمركة وإصابة أكثر من 8,000 آخرين بجروح. لقد اضطلعت قوات البيشمركة ومجلس أمن إقليم كردستان، بقيادة رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، بدور رئيسي لهزيمة "داعش". فاليوم على وجه التحديد، ألقي القبض على شبكة إرهابية في أربيل.. إنها معركة مستمرة وتعتبر الإنجازات ضد "داعش" كبيرة حتى الآن. تُعد الموصل مفتاح هزيمة "داعش" والقضاء عليه، في حين تعتبر الرمادي والرقة مهمتين، إلا أن الموصل تشكل عاصمة الخلافة المعلنة وأكبر مدنها، وتوفر ملاذا آمنا للتنظيم، بالإضافة إلى مصادر دخله وموارده. وتسيطر قوات البيشمركة على التخوم الشمالية والشرقية والغربية المحيطة بالموصل، وتتطلب إشعارا لأسبوع واحد فقط قبل القيام بشن عملياتها. وتحافظ حكومة إقليم كردستان على اتصالات يومية بشركائها العراقيين، وهناك اتفاق باستخدام مدينة مخمور في الإقليم منصةً لإطلاق عمليات الموصل ودمج الألوية العراقية. وتؤمّن مدينة مخمور موقعا مجاورا مهما لمنطقة القيادة في الموصل. يهدد وجود تنظيم داعش في الموصل جميع أنحاء منطقة كردستان العراق. وفي الوقت نفسه، تهدد الأزمة الاقتصادية في كردستان جهود المنطقة في محاربة داعش. فقوات البيشمركة لم تتلق أجورها منذ سبتمبر، كما أن حكومة إقليم كردستان غير قادرة على تحمّل التكاليف المالية للحرب، بما في ذلك النقل والخدمات اللوجستية والغذاء والخدمات الطبية. فالعمليات في "سنجار" على سبيل المثال، يتم تمويلها من قبل شخص ثري في "دهوك" وليس من قبل الحكومة. وهناك حاجة إلى قوات على الأرض لاستعادة الموصل، وتُعد قوات البيشمركة موضع الثقة الأكبر في المنطقة، إلا أن الوضع الاقتصادي لحكومة إقليم كردستان يعوق قدراتها. وقد توجه ممثلون أكراد إلى واشنطن للسعي إلى تأمين وتنسيق مساعدات طارئة للحرب ضد تنظيم داعش. وفي حين نعترف بوجود أخطاء حوكمة وأخرى اقتصادية، من الواضح أن الوضع الاقتصادي قد تفاقم بسبب 3 عوامل رئيسية هي: قرار الحكومة العراقية في فبراير 2014 باقتطاع ميزانية كردستان، والهبوط الكبير في أسعار النفط، وأثر إيواء 1.8 مليون شخص من المشردين داخليا. فلو كانت أسعار النفط 67 دولارا للبرميل مثلا، لبلغت عائدات حكومة إقليم كردستان 1.3 مليار دولار في الشهر، ما يكفي لتغطية النفقات. كما أنه وفي حين نتلقى بعض الدعم لـ300 ألف لاجئ، إلا أن الدعم الدولي للنازحين ضئيل، مما يؤثر سلبا على المجتمعات المحلية التي تستضيفهم. ومن التعقيدات الأخرى حاجة اللاجئين والنازحين إلى خدمات طبية يكثر الطلب عليها من عناصر قوات البيشمركة المصابة، الأمر الذي يُجبر بعض الجنود للسفر إلى تركيا للمعالجة. ولكي يتمكن إقليم كردستان العراق من مواجهة تنظيم داعش ومشاكل أخرى، نحتاج إلى دعم من شركائنا الدوليين.

مشاركة :