اتخذت السلطات الألمانية خطوة تاريخية، يوم السبت، وتخلت تماما عن طاقتها النووية وسط أزمة طاقة خانقة، مما تسبب في معارضة القرار لأكثر من نصف الألمان الذين شملهم الاستطلاع الأخير. وفصلت السلطات عن الخدمة آخر ثلاث محطات طاقة نووية عاملة تخص "إيسار 2" بمنطقة بافاريا شرق البلاد، ومحطة الطاقة النووية "نيكر فيستهايم 2" و"إيمسلاند" شمال البلاد قرب الحدود الهولندية. وتسبب هذا القرار على خلفية أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد، في مناقشات وخلافات في المجتمع والدوائر السياسية في ألمانيا، والتي من غير المرجح أن تهدأ في المستقبل القريب ويمكن أن تشتعل بقوة متجددة في حالة نقص الطاقة. وخططت السلطات لإيقاف آخر محطات الطاقة النووية، بحلول 1 يناير 2023، ولكن في ضوء حالة نقص الطاقة، تقرر تمديد التشغيل حتى 15 أبريل، ولن تمدد الحكومة الألمانية تشغيل المحطات مرة أخرى بعد هذا التاريخ. وتم اتخاذ قرار التخلص التدريجي من محطات الطاقة النووية، في عام 2011، في عهد المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، بعد الحادث الذي وقع في محطة الطاقة النووية اليابانية "فوكوشيما -1". ووفقا لصحيفة "بيلد"، فإن الاستطلاع الذي أجراه معهد "إنسا" الألماني، يظهر أن أكثر من نصف الألمان 52% يعارضون الإغلاق النهائي لمحطات الطاقة النووية الثلاث الأخيرة، وأعرب 37% من المستجيبين عن وجهة نظر معاكسة، ورفض11% من الألمان تقديم أي معلومات حول هذا الموضوع، بحيث شملت الدراسة 1004 أشخاص. وعلق زعيم المعارضة الألمانية فريدريك ميرز، على إغلاق محطة الطاقة النووية قائلا: "غدا يوم سيئ، إنه يوم أسود لألمانيا". ووفقا لبعض الاتحادات الصناعية، يعد التخلص التدريجي من الطاقة النووية، بالتوازي مع التخلص التدريجي من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي يجب أن تكتمل قبل عام 2030 في الولايات الغربية لألمانيا وقبل عام 2038 في الولايات الشرقية، بمثابة تجربة ذات عواقب غير متوقعة على البيئة وديناميكيات أسعار الكهرباء وهيكل التكلفة للشركات الصناعية. كما أشار رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية، بيتر أدريان، في وقت سابق، فإن ألمانيا ليست قادرة بعد على ضمان أمن الطاقة الخاص بها، ومخاطر مشاكل إمدادات الطاقة لا تزال قصيرة و طويل الأمد. وأضاف رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية: "لم ننجح بعد في ضمان أمن الطاقة، وهذا لا ينطبق فقط على الشتاء المقبل، ولكن أيضا على المدى الطويل". وأوضح أن ألمانيا "بحاجة إلى استخدام جميع مصادر الطاقة المتاحة"، لأنه بهذه الطريقة فقط يمكن "تجنب أو على الأقل تخفيف" ارتفاع أسعار الكهرباء وصعوبات إمدادات الطاقة. كما لفت رئيس غرفة التجارة والصناعة، الانتباه إلى حقيقة وجود خطر "غير معروف حتى الآن" في ألمانيا، يتمثل في انقطاع التيار الكهربائي، أو فرض قيود على استخدامها، مشيرا إلى أن هذا يقوض بشكل خطير مكانة البلاد باعتبارها المنتج الصناعي الرائد في العالم. المصدر: تاس تابعوا RT على
مشاركة :