وجه الزلزال الذي وقع صباح (السبت) على بعد 27 كيلومتراً شمال مدينة الغردقة المصرية، ضربة جديدة لنظرية «التنبؤ بالزلازل»، التي يروج لها متنبئ الزلازل، الهولندي فرانك هوغربيتس. ووقع الزلزال والقمر في تربيعه الثالث، بينما تُشيع نظرية التنبؤ أن الزلازل تقع عادة في أيام 13 و14 و15 من الشهر العربي، بالتزامن مع طور البدر، الخاص بالقمر. وقال شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، وهي الجهة المنوط بها تسجيل الزلازل في مصر، وإعلانها، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(زلزال الغردقة)، هو أفضل رد على تلك النظرية، فلم يذكر متنبئ الزلازل الهولندي مدينة الغردقة ضمن توقعاته التي ينشرها من حين لآخر، كما أن الزلزال وقع في توقيت مخالف تماماً لما تشيعه النظرية». وكانت قوة «زلزال الغردقة» 4.57 درجة، ومركزه جزيرة شدوان عند مدخل خليج السويس، وهي منطقة نشطة زلزالياً، وتكون مصدراً للزلازل من حين لآخر، وعادة ما تكون زلازل «ضعيفة غير محسوسة»، أو متوسطة تكون محسوسة، لكنها غير مدمرة، و«لم تشهد تلك المنطقة زلازل ضخمة سوى مرة واحدة فقط قبل 54 عاماً، حيث كانت مصدراً في 31 مارس (آذار) 1969 لزلزال قوته 6.6 درجة»، كما يوضح الهادي. وأضاف: «لم يسبب زلزال 1969 التاريخي أضراراً بالغة، على الرغم من قوته، حيث كانت منطقة الغردقة غير مأهولة بالسكان، كما لم يسبب زلزال (السبت) أي أضرار، رغم أن مدينة الغردقة أصبحت مأهولة بالسكان، لأنه زلزال متوسط القوة». وتحدث زلازل منطقة خليج السويس، بسبب أن البحر الأحمر، الذي تكوّن قبل 40 مليون عام، بدأ قبل 5 ملايين سنة، في تشكيل خليج السويس وخليج العقبة، وما زال النشاط التكتوني المصاحب لعملية تشكل الخليجين، يثير زلازل من حين لآخر. وأكد الهادي: «باستثناء زلزال عام 1969 فإن الزلازل التي يثيرها النشاط التكتوني بالخليجين، تكون عادة إما ضعيفة أو متوسطة، ولا تسبب أي خطورة».
مشاركة :