أوجدت فعالية "تليد" التي أقامتها وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد الملكي للفنون التقليدية، ضمن موسم رمضان الجاري، في واجهة الرياض مساحة مفعمة بالثقافة والمعرفة واستعادة التراث الوطني العريق، عبر جلسات حوارية مركزة طوال أيام الفعالية، تصبو إلى إثراء معلومات الزوار وتزويدهم بالمعارف النوعية حول الفنون التقليدية الموروثة. واستعرضت الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان، "ما بين تعليم الحرفة والتطلع للحفاظ عليها"، برنامج تلمذة النسيج التقليدي "السدو" المقدم من المعهد، إلى جانب أهمية استمرار ممارسة الحرفة بوصفها الضمان الوحيد لاستدامتها وصونها من الاندثار، فيما خلصت الجلسة الثانية وعنوانها، "نقل الحرفة من جيل إلى جيل" إلى أن حياكة السدو تعبر عن هوية الأشخاص وثقافات الدول، والمحافظة عليها تعني صون الحضارة العربية وترسيخ امتدادها المجيد. ومن النقوش الجمالية إلى تربة الأرض التي ازدانت بها المنازل قديما، حيث نظمت الفعالية في ثاني أيامها جلسة بعنوان، "امتداد حرفة البناء التقليدي بالطين"، لمناقشة مهارات البناء بالطين، والتقنيات والأساليب المستخدمة في صناعتها، فيما تناولت الجلسة الأخرى وعنوانها، "أصالة انتقال الحرف من جيل إلى جيل"، مفهوم البناء الطيني وعراقته المتجذرة في الثقافة السعودية، مع التنويه بضرورة توريثها للأجيال المقبلة، للمحافظة على إرث المملكة التاريخي والثقافي. وفي اليوم الأخير للفعالية كان عنوان الجلسة الأولى، "من مجرد فكرة ومهارة إلى منتج منافس على أرض الواقع" وخصصت للحديث عن "حاضنة أعمال الفنون التقليدية" التابعة للمعهد الملكي، التي تهيئ الطلاب لإتقان أدوات الإدارة المالية، وتحديد شريحة العملاء، والتعرف على مستوى دخلهم وكيفية الوصول إليهم.
مشاركة :