الدعم السريع يتهم الجيش ببدء شن هجوم واسع على مقراته في السودان

  • 4/16/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم – فشلت الوساطات المحلية والدولية في تطويق الخلافات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اندلعت اليوم السبت اشتباكات بين الطرفين في عدد من المواقع في العاصمة الخرطوم وفي قاعدة مروي الجوية، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى مما يزيد المخاوف من انزلاق البلاد الى حرب واسعة. وقالت قيادة قوات الدعم السريع، في بيان، إنها "تفاجأت صباح اليوم السبت، بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد قواتها في أرض المعسكرات سوبا جنوب الخرطوم وتضرب حصارًا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة". وأكد البيان الذي نشرته قوات الدعم السريع على صفحتها على فيسبوك أنها "أجرت اتصالات مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة ممثلة في مالك عقار مني اركو مناوي وجبريل ابراهيم وأطلعتهم على الأمر". وأهابت بالشعب السوداني وبالرأي العام الدولي والإقليمي الى ادانة هذا المسلك الذي وصفته بالجبان، كما دعت الشعب السوداني إلى التماسك في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، وفقا للبيان. وأعلنت قوات الدعم السريع في وقت لاحق السبت سيطرتها على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ومطار الخرطوم الدولي، كما سيطرت على مطارين آخرين في مدينة مروي والأبيض في الجنوب. وقالت في بيان "إزاء الهجوم الذي شنته قوة من القوات المسلحة صباح اليوم على قواتنا المتواجدة في أرض المعسكرات بسوبا وجراء هذا التعدي الذي تصدت له قوات الدعم السريع بكل بسالة وتضحية فقد تمت السيطرة الكاملة على المواقع التالية القصر الجمهوري ، وبيت الضيافة، والقبض على القوة المهاجمة، والسيطرة على مطار الخرطوم ومروي والأبيض، والسيطرة على عدد من المواقع بالولايات". وأعرب محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد قوات الدعم السريع عن أسفه للقتال مع أبناء الشعب، ووصف قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بالمجرم، مشددا على أنه لن يوقف القتال إلا بعد أن يسيطر على كل قواعد الجيش. وأكد "حميدتي" في تصريح لقناة الجزيرة القطرية أن وضع قوات الدعم السريع جيد، وأنها تسيطر على جميع المقرات، موضحا أن قواته أجبرت على الدخول في مواجهة بعد اندلاع اشتباكات مع الجيش في أنحاء البلاد بعد أيام شهدت توترا بين القوتين. وأضاف "لن نتوقف إلا بعد السيطرة على كل مواقع الجيش (..) لا أستطيع أن أحدد متى ينتهي القتال فالحرب كر وفر". واتهم حميدتي قادة الجيش بتنفيذ مخطط إجرامي يهدف إلى عودة أنصار الرئيس السابق عمر البشير للسلطة، ووجه رسالة لشرفاء القوات المسلحة بالانضمام لخيار الشعب الذي تمثله قوات الدعم السريع. في المقابل قال البرهان إن الجيش يسيطر على القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش والمطار بعد اندلاع المواجهات. وأكد الجيش السوداني أنه ما زال يسيطر على جميع القواعد والمطارات، وقال في بيان إن قواته الجوية تنفذ عمليات لمواجهة قوات الدعم السريع شبه العسكرية مع اندلاع الاشتباكات في أنحاء متفرقة من البلاد. وأظهرت لقطات نقلتها قنوات تلفزيونية طائرة تابعة للجيش في سماء العاصمة الخرطوم لكن لم يتسن التحقق منها. وفي محاولة لتطويق الاشتباكات، دعت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، في بيان، قيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، لوقف العدائيات فوراً، وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل، مشيرة إلى أن "هذه اللحظة مفصلية في تاريخ بلادنا، وتتطلب الحكمة والتعقل، ووضع الوطن أولاً وأخيراً، فهذه حرب لن ينتصر فيها أحد، وسنخسر فيها بلادنا إلى الأبد". وناشدت الأسرة الدولية والاقليمية للمساعدة عاجلاً في وقف هذه المواجهات الدموية، والامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد اشتعاله. وأكدت أنها "ستواصل الجهد لمنع انزلاق بلادنا لهاوية الاحتراب الشامل، ولن نسمح لأي جهة بأن تضيع هذه البلاد العزيزة علينا جميعاً". واحتدمت التوترات الأمنية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد أن حشدت الأخيرة فجر الأربعاء الماضي حوالي مئة مركبة عسكرية حول منطقة قاعدة مروى الجوية. وتنبع التوترات الحالية بين الجيش والقوات شبه العسكرية من الخلاف حول كيفية دمج قوات الدعم السريع في الجيش وما هي السلطة التي يجب أن تشرف على العملية. والاندماج هو شرط أساسي لاتفاق السودان الانتقالي غير الموقع، بحسب أسوشيتد برس. واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمهاجمة عدة قواعد تابعة له. وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبدالله لوكالة فرانس برس "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان" مضيفا "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد". وبدأت الاشتباكات في أرض المعسكرات حيث مقر الدعم السريع بضاحية سوبا، شرق الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة وفقًا لمقاطع فيديو بثها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي. وتوسع نطاق الاشتباكات لتشمل محيط قيادة الجيش وشارع المطار ومنطقة جبرة بالخرطوم، فيما أسرع الدعم السريع إلى إغلاق جسر شمبات في الخرطوم بحري. وتحدث شهود عيان عن وقوع اشتباكات في منطقة كافوري في الخرطوم بحري. كما وقعت اشتباكات بين الجيش والدعم السريع في قاعدة مروي الجوية، شمالي السودان. وانتشرت القوات والآليات العسكرية للجيش في عدة مناطق وشوارع رئيسية بالخرطوم. وأشارت شبكة "السودان الآن" عبر صفحتها على فيسبوك اليوم السبت، إلى تصاعد أعمدة الدخان من داخل قاعدة مروي الجوية وسط اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في القاعدة والعاصمة الخرطوم. ونشرت وسائل إعلام عربية صورا لعربات تشتعل فيها النيران وسحب دخان كثيف تزامن مع دوي انفجارات ضخمة. ونقلت شبكة "رصد" السودان عن شهود دعوتهم جميع المواطنين بولاية الخرطوم أخذ الحيطة و الحذر وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. وقال شهود لوكالة رويترز إن اشتباكات اندلعت اليوم السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان خبر إيقاف الرحلات الجوية وإنزال الركاب من الطائرات في الخرطوم. ونشرت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا اليوم السبت قالت إنه لجنود مصريين "استسلموا" لها في مدينة مروي بشمال البلاد. ولم يتضح سبب وجود جنود مصريين في مروي اليوم، لكن القوات المصرية والسودانية تجري بشكل دوري مناورات عسكرية مشتركة في شمال السودان في أعقاب التوتر الدبلوماسي مع إثيوبيا. وظهر في المقطع المصور عدد من الرجال يرتدون ملابس عسكرية ويجلسون على الأرض ويتحدثون مع أفراد من قوات حميدتي باللهجة المصرية. واثر ذلك قال المتحدث باسم الجيش المصري العقيد غريب عبدالحافظ اليوم السبت إن الجيش يتابع عن كثب الوضع في السودان وينسق مع السلطات السودانية المعنية لضمان تأمين القوات المصرية. وجاء في البيان "تتابع القوات المسلحة المصرية عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضى السودانية، وفى إطار تواجد قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم فى السودان جارى التنسيق مع الجهات المعنية فى السودان لضمان تأمين القوات المصرية". ودعت الولايات المتحدة، السبت، كبار القادة العسكريين في السودان إلى "وقف القتال على وجه السرعة". وقال السفير الأميركي لدى الخرطوم، جون جودفري، في تغريدة عبر توتير، إننا ندعو كبار القادة العسكريين في السودان إلى "وقف القتال على وجه السرعة". وأضاف جودفري إن تصعيد التوتر داخل القوات العسكرية السودانية إلى القتال المباشر "أمر خطير للغاية". وفي تغريدة منفصلة، قال السفير الأميركي لدى الخرطوم: "أحتمي حاليا في مكان مع فريق السفارة، كما يفعل السودانيون في أنحاء الخرطوم وأماكن أخرى". وكتب في التغريدة لقد "وصلت لتوي في وقت متأخر من الليلة الماضية إلى الخرطوم واستيقظت على الأصوات المزعجة للغاية لإطلاق النار والقتال". وأدان رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان "يونتاميس" فولكر بيرتس بشدة اندلاع القتال بالبلاد، وفيما عبرت السفارة الروسية في السودان عن قلقها من تصاعد العنف وحثت الأطراف على وقف إطلاق النار، دعت السفارة البريطانية في السودان رعاياها إلى البقاء في منازلهم. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة تبدي قلقها البالغ إزاء التصعيد والاشتباكات في السودان وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى تغليب الحوار على الصراع. كما طالبت وزارة الخارجية المصرية في بيان "جميع الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني وإعلاء للمصالح العليا للوطن" ودعت الإمارات، السبت، "أطراف النزاع في السودان للتهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار". وأكدت سفارة الإمارات لدى الخرطوم، في بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية، أنها "تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية". وشددت على "ضرورة دعم الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة". وفي وقت سابق، قال وسطاء في بيانين، الجمعة، وفي ساعة مبكرة، السبت، إن قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية مستعدان لاتخاذ خطوات لتهدئة التوتر بين قواتهما. وأدى الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تأخير التوقيع النهائي على اتفاق مع الأحزاب السياسية وتشكيل حكومة مدنية. وقالت مصادر مقربة للبرهان ودقلو الجمعة إنهما ما زالا على خلاف حول من سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات. وتقول قوات الدعم السريع إن القائد ينبغي أن يكون الرئيس المدني للدولة وهو ما يرفضه الجيش. وبرز الخلاف بين القوات الخميس عندما قال الجيش إن التحركات الأحدث لقوات الدعم السريع حدثت دون تنسيق وبشكل غير قانوني. وجاء الحشد العسكري لقوات الدعم السريع في منطقة مروي بعد توتر متصاعد في العلاقة مع الجيش يعمل فلول البشير على تأجيجه منذ فترة، وفي ظل طموحات ليست خافية من قبل قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان للاستحواذ على السلطة وعدم تمكين القوى المدنية منها. وحذر الجيش السوداني مما وصفه بتحشيد قوات الدعم السريع في الخرطوم وأماكن أخرى دون موافقة قيادة الجيش أو التنسيق معها، واصفا ذلك بـ"تجاوز للقانون". وقالت قوات الدعم السريع إن وجودها في مروي بالولاية الشمالية جاء ضمن وجودها في بقية الولايات ومنسجما مع مهامها وواجباتها التي تمتد حتى صحراء دارفور، وقدمت شهداء وجرحى لتحقيق الأمن والطمأنينة للمواطنين. ودحض بيان لها ما روجته بعض وسائل التواصل الاجتماعي من مزاعم قالت إن قوات الدعم السريع "قامت بأعمال حربية تجاه مطار مروي”، وهو ما وصفه البيان بأنه معلومات "كاذبة ومضللة". وتضطلع قوات الدعم السريع، وهي قوات قومية، بعدد من المهام والواجبات التي يكفلها لها القانون، وتعمل بتنسيق مع قيادة القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى في تحركاتها. وأزعجت حرب البيانات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قوى داخلية وخارجية وحركات مسلحة عديدة، خوفا من حدوث انفلات أمني في ظل الاستنفار الذي ظهرت بوادره خلال اليومين الماضيين، ما دفعها إلى القيام بتحركات مكوكية لتطويق الأزمة. وأعلن ثلاثة من رؤساء الحركات المسلحة الخميس بذل مساع بين الجيش وقوات الدعم السريع لإنهاء التوتر ونزع فتيل الأزمة الأمنية، هم: رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ورئيس الحركة الشعبية – شمال، مالك عقار. وقالت مصادر لصحيفة "الديمقراطي" السودانية الخميس إن السعودية "اقترحت سحب قوات الدعم السريع من مروي، على أن يُعالج لاحقاً الوجود العسكري المصري بالقاعدة الجوية السودانية”، في إشارة إلى تمركز طائرات مصرية في قاعدة مروي ضمن مناورات “نسور النيل” التي يجريها جيشا البلدين، غير أن بقاءها فترة طويلة فسح المجال لشكوك في إمكانية انحيازها لطرف على حساب آخر.

مشاركة :