تميز المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 30" بالعديد من الأركان التي لفتت الأنظار إليها، وكانت القرية التراثية لمنطقة الباحة الأكثر جذباً للزائرات، حيث تمارس زفة العروس فيها كعرض تشاهده الزائرات عن طريق تجسيدها من قبل مجموعة من المشاركات كل يوم بروائح البخور والنباتات العطرية التي تبعث رائحة زكية تجعل الأجواء لحظة مبهجة. ووفقاً لـ"عكاظ"، تعد زفة العروس من الفعاليات التي تقام الصالة النسائية، حيث تحتوي على عدد كبير من الأركان التراثية، منها: ركن الأزياء التراثية، والمواليد الذي تعرض من خلاله جميع الأدوات التراثية للمواليد كالمهاد والوجار، وتردد الفتيات الصغيرات بعض الأهازيج التي كانت تحاكي بها المرأة طفلها الصغير. كما تتميز زفة العروس بأزياء خاصة تتكون من ملابس شعبية يمثلها الثوب المكلّف، وهو ثوب مشغول بالخيوط الملونة التي تجعل منه لوحة بصرية مدهشة مع غطاء للوجه يسمى "القناع"، فيما تعلو رأس العروس عصابة تكون في الغالب صفراء اللون وتدس في أحد أطرافها نباتات عطرية كالريحان والكادي، ويعلو العصابة رداء ثقيل متعدد الألوان جميل المنظر يمنح العروس تميزاً ويبرزها. وتزف العروس وسط قرع الدفوف وعلى إيقاعها وترديد الأشعار والقصائد المكونة من بدع ورد والزغاريد، لتطوف الصالة النسائية في مشهد تراثي بهيج يجسد طريقة زفة العروس في الأزمنة الماضية في طقوس تراثية احتفالية بما تحمله من جمالية ودهشة تنقل زائرات الصالة النسائية بقرية الباحة التراثية بالجنادرية إلى أقاصي الزمن، وتقوم اللجنة النسائية بتقديمها للزائرات بشكل يومي. ومن الجدير بالذكر أن الفنون الشعبية في بيت الباحة جذبت عدداً من الوفد الألماني المشارك ضمن جناح ألمانيا ضيف شرف مهرجان "الجنادرية 30 " خلال زيارتهم لبيت المنطقة الذي أعطاهم انطباعاً عن جمال الإيقاع التراثي وتميز أزياء الفرق الشعبية، كما أبدى الوفد إعجابه بتنوع وغنى أركان بيت الباحة بالموروث والرقصات الشعبية التي شاهدوها، ومنها: "لوني العرضة والحصاد"، ومحتويات المتحف، والأكلات الشعبية التي اشتهرت بها المنطقة، وطريقة البناء التقليدي، والألعاب الشعبية.
مشاركة :