تحركات أمريكية مكثفة لأهداف في ليبيا

  • 4/16/2023
  • 16:30
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ياسر رشاد - القاهرة - بعد الضغط الأمريكي لتمرير مبادرة مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا عبدالله باتيلي المتعلقة بإجراء إنتخابات قبل نهاية العام الجاري، أُثيرت تساؤلات حول جهة الإشراف على هذه الانتخابات المُنتظرة.  فهناك على الساحة حكومتان وجيشان وميليشيات مسلحة لم يتطرق إليها باتيلي في مبادرته المثيرة للجدل. إلا أن المبعوث الأممي كثّف نشاطه في المسار العسكري على حساب المسار الدستوري، وفق مبادرته التي لا تزال طيّ الكتمان حتى الآن، على الرغم من مرور أكثر من شهر على إعلانه أمام أعضاء مجلس الأمن عن اكتمالها وعزمه على الإعلان عن تفاصيلها. وعمل باتيلي يتوافق مع ما قاله ريتشارد نورلاند، بأن القادة العسكريين في ليبيا ملتزمون بسيادة البلاد، واستقرارها السياسي من خلال الانتخابات، ومغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة. حيث تؤكد الزيارات الأخيرة لنورلاند وغيره من المسؤولين الأمريكيين لأطراف الصراع في ليبيا بأن الأجندة الأمريكية الآن هي تشكيل قوة عسكرية موحدة بواسطة لجنة 5+5 للإشراف على الانتخابات. وعلى الرغم مما صاحب الاجتماعات العسكرية والأمنية التي رعاها باتيلي في طرابلس وبنغازي، بمشاركة لجنة 5+5 وعدد من أبرز قادة السلاح من شرق وغرب البلاد، من بيانات الإشادة والتأييد من كل الأطراف، إلا أن شيئاً لم ينبثق عنها سوى تعهد من شارك فيها بتقديم "كافة أشكال الدعم لتأمين الانتخابات". كما أن أجندة تلك الاجتماعات وبنودها، بل موضوعها، لم يُعلن عنه، باستثناء بعض التلميحات خلال كلمات باتيلي وتصريحاته حول ضرورة مشاركة القادة العسكريين في تأمين الانتخابات، وذلك في إطار تشديده على أهمية تهيئة الظروف الأمنية للانتخابات. وقد أفادت مصادر محلية، بأن رئيس الأركان التابع لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، الفريق أول محمد الحداد سيتوجه اليوم الى بنغازي للقاء رئيس أركان قوات القيادة العامة (شرق)، الفريق أول عبدالرازق الناظوري، لبحث استكمال سبل توحيد المؤسسة العسكرية والإدارات التابعة لها، وتشكيل القوة المشتركة. وبحسب الخبراء العسكريين فإن الولايات المتحدة تسعى بشتى الطرق لبسط سيطرتها ونفوذها على المنطقة الشرقية وهذا الهدف الرئيسي من وراء كل هذا النشاط الأمريكي الباتيلي والى آخره مما يجري على الساحة الليبية. لأن وجود فاغنر الى صف الجيش الوطني الليبي في المناطق الشرقية من ليبيا يمنع واشنطن من تعزيز الفوضى السياسية والأمنية عبر إستخدام الميليشيات المسلحة في تلك المناطق. وسبق وأن أشار الباحث السياسي جبريل العبيدي إلى أن "اهتمام واشنطن لم يخرج عن إطاره منذ انهيار نظام معمر القذافي عام 2011، والجهود الأميركية منصبة الآن لإيجاد بديل للغاز الروسي، وكل ما تغير حالياً هو أن ليبيا أصبحت جزءاً من منظومة البديل الروسي بعد حرب أوكرانيا، مما حتم عودة اللاعب الأميركي إلى المقاعد الأمامية". وبالتالي، وبحسب الخبراء، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تبيع الأوهام لليبيين عبر تصريحات مسؤوليها الجذابة والتي تؤيد إستقرار ليبيا السياسي والاقتصادي، بينما تعمل على تطبيق أجندتها الرامية الى السيطرة الكلية على موارد النفط الليبية والقضاء على خصومها من العسكريين وحلفائهم في البلاد، عبر إيصال رئيس منتخب تزويراً تابع للإرادة الأمريكية.

مشاركة :