في الصورة الملتقطة يوم 12 أبريل 2023، راقصون يؤدون عرض التنورة، وهي رقصة شعبية مصرية تقليدية، خلال شهر رمضان الكريم في مجموعة السلطان الغوري بالقاهرة.(شينخوا) القاهرة 16 أبريل 2023 (شينخوا) خلال شهر رمضان المبارك، يخرج العديد من المصريين مع العائلة أو الأصدقاء في المساء لقضاء وقت ممتع بعد الصيام، وتعد عروض رقصة التنورة من بين الخيارات المفضلة لقضاء أمسية رمضانية فريدة. وأبهر عرض التنورة الحضور من المصريين والأجانب في إحدى الحفلات التي تقام بشكل دوري في مبنى وكالة الغوري الأثري وسط القاهرة التاريخية، حيث رسم الراقصون أثناء دورانهم بالتنورة لوحات راقصة فريدة تمتزج فيها رشاقة الحركة وسحر الألوان. وبدأ العرض بفقرة موسيقية صوفية صاحبها غناء المنشد، ثم انضم راقص التنورة المنفرد إلى المسرح واستمر في الدوران بالتنورة لمدة نحو 20 دقيقة دون توقف، مع إيقاعات الطبول والدفوف والربابة والمزمار والصاجات. وقالت مروة صيام، إحدى الحاضرات، إن "الأداء مذهل والأجواء مبهجة للغاية، إنها المرة الأولى التي أحضر فيها هذا العرض لكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة". وأضافت الشابة المصرية لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لقد كانت ليلة رمضانية فريدة بالنسبة لي، ومن الرائع أيضا الحفاظ على هذا النوع من الفن التراثي الراقي". وتعد رقصة التنورة إحدى الفنون الشعبية المصرية، وهي ذات أصول صوفية ونابعة من الطريقة المولوية الصوفية التي يقوم فيها جماعة من الدراويش أو الزهاد بالدوران بالجسد حول أنفسهم لمدة طويلة فيما يعرف بالرقص الدائري، كنوع من أنواع الذكر بهدف الوصول إلى الصفاء الروحي. وقال راقص التنورة مصطفى مفتاح إنها "رقصة صوفية روحانية ونوع من الفن ينبع من القلب، ويجب أن يكون راقص التنورة مفعما بالنقاء والحب حتى يتمكن من الأداء بشكل جيد ويؤثر في الجمهور". وكانت فقرة الرقص الجماعي بالتنورة الأكثر إثارة للإعجاب، حيث أخذ ثلاثة راقصين في الدوران بالتنورة لمدة طويلة بشكل متناغم ورسم دوائر رائعة بالتنورة تمتزج فيها الألوان نتيجة دوران التنورة. وأقيم العرض في مركز إبداع قبة الغوري التابع لوزارة الثقافة داخل مبنى وكالة الغوري الذي يعود تاريخه إلى خمسة قرون، وهو عبارة عن مجمع لإقامة التجار القادمين من بلاد أخرى بناه السلطان المملوكي قانصوه الغوري. وأضافت الإضاءة الخافتة متغيرة الألوان في خلفية المسرح مزيدا من الروعة على العرض. وقالت السائحة النمساوية ديزيريه بوينبورغ، التي حضرت العرض مع زوجها وطفليها، إن "رقصة الدراويش هذه مذهلة، إنه لأمر مدهش أن يرقص الفنان ويلف حول نفسه لمدة 50 دقيقة أو ساعة دون أن يصاب بالدوار"، مضيفة أن الأجواء كانت "احتفالية وحيوية حقا". من جانبه، قال السائح البلجيكي جينس أيرتس لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد أحببت العرض كثيرا، وأكثر ما أعجبني هو تصميم الرقصات والحركات وطريقة الرقص التي أداها الراقصون، كما أن العزف الموسيقي المصاحب كان حقا رائعا للغاية". وقدمت العرض فرقة التنورة التراثية التابعة لوزارة الثقافة المصرية، ويدير مركز إبداع قبة الغوري صندوق التنمية الثقافية التابع للوزارة. وأكد رئيس صندوق التنمية الثقافية الدكتور هاني أبو الحسن، والذي حضر العرض، أن الصندوق الثقافي يهتم بإحياء التراث المصري ليس فقط من خلال ترميم المباني الأثرية لكن أيضا عرض الفنون الشعبية التراثية. وأضاف أبو الحسن، أن "الفكرة من ترميم المباني الأثرية، مثل وكالة الغوري، ليس فقط إنقاذ المبنى لكن أيضا لتحويله إلى مركز إبداع مما يؤدي إلى شهرة المكان ومعرفة الجمهور به من خلال حضور العروض الفنية". وقال رئيس صندوق التنمية الثقافية لـ ((شينخوا))، إن "شهر رمضان بالنسبة لوزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية هو شهر مليء بالأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، بما في ذلك رقصة التنورة، التي تبهر الناس من جميع الجنسيات لما فيها من لغة جسد وتعبيرات حركية راقصة وألوان".■
مشاركة :