يعد إفطار الصائمين في الحرم المكي عادة تطوعية توارثتها الأُسر المكية في المملكة العربية السعودية، منذُ مئات السنين، ومازالت تحرص عليها إلى الوقت الراهن. وتُعد عائلة نبيل خوندنة، التي تتوارث تفطير الصائمين في المسجد الحرام منذ أكثر من 60 عامًا، من أقدم الأُسر التي تقدم سُفرة إفطار رمضانية في الحرم المكي خلال شهر رمضان الكريم. ويشرف نبيل خوندنة على سُفرة الإفطار الرمضانية التي تقيمها عائلته على مداخل الحرم المكي المختلفة، منذُ أكثر من 5 عقود، بحسب ما وثقه مقطع فيديو نشرته قناة «العربية» السعودية. وبحسب الفيديو، الذي نشرته القناة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الأحد، لم يتوقف «العمّ نبيل»، عن تنظيم الإفطارات الرمضانية، هذه العادة التي ورثها عن أبيه وجده إلا عندما جرى إغلاق الحرم المكي إثر جائحة كورونا. ويقول «خوندنة» إنه لديه من 5 إلى 6 عمال لمساعدته في إعداد طعام وجبات الإفطار، حيثُ يبدأ للتحضير في إعداد السُفرة الرمضانية في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر كل يوم من أيام شهر رمضان الكريم، حيثُ يشرف بنفسه على أدق تفاصيل إعداد الوجبات. ويشير إلى أنه كان، منذُ عام 1388 هجريًا، يساعد والدته وأخواته في تحضير وجبات الإفطار لزوار بيت الله الحرام خلال الشهر الفضيل، حيثُ كانوا يحضّرون التمر من خلال إخراج النواة وحشو التمور باللوز، مبينًا أنهم كانوا يحضّرون من 60 إلى 80 كيلوغرامًا من التمور المحشوة باللوز، وأخذت السُفرة الرمضانية تكبر حتى بلغ طولها نحو 5 أمتار. ويقدّم «العمّ نبيل» وجبات الإفطار لنحو 800 مصل ومعتمر من زوار بيت الله الحرام بشكل يومي في أقدم سُفرة رمضانية متواصلة في الحرم المكي، من بين 13 ألف سُفرة تتوزع في أرجاء الحرم المكي.
مشاركة :