واشنطن - قالت مصادر مطلعة إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستعد للمضي قدما في بيع حزمة تحديث لأسطول تركيا من مقاتلات إف-16، بعد أن وافق رؤساء لجان بالكونغرس بشكل غير رسمي على البيع. لكن اتفاقا أكبر تطالب فيه تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي بشراء طائرات إف-16 بمليارات الدولارات، مازال مجهول المصير في غمرة معارضة مستمرة في الكونغرس. وقالت المصادر إن وزارة الخارجية الأميركية قد ترسل الإخطار الرسمي بعملية البيع الأصغر التي تشمل أجهزة رادار وإلكترونيات الطيران في وقت مبكر للغاية قد يكون في غضون ساعات. وإذا أقر الكونغرس عملية البيع الأصغر تلك عبر إجراءات الموافقة الرسمية، ستمثل الحزمة أول عملية بيع عسكرية مهمة لتركيا يوافق عليها الكونغرس منذ سنوات. وأحجم متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق. ولا تعلق الوزارة على عمليات النقل أو المبيعات الدفاعية المقترحة ما لم يتم إخطار الكونغرس بها رسميا. وقال المتحدث إن "الولايات المتحدة وتركيا لديهما علاقات دفاعية وأمنية قوية وما زال التفاعل المستمر لتركيا في إطار حلف شمال الأطلسي يمثل أولوية حاسمة". وأضاف أن الإدارة الأميركية تدعم جهود أنقرة لتحديث أسطولها. وأحجم أيضا عن التعليق على الصفقة الزعماء الديمقراطيون والجمهوريون في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وفي لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الذين وافقوا على حزمة التحديث خلال المراجعة غير الرسمية. ولم تستطع المصادر ومن بينهم مسؤول أميركي وآخر مطلع على الأمر، إعطاء قيمة دقيقة للصفقة، باستثناء القول بأنها ستكون بملايين الدولارات. ويأتي ذلك في أعقاب موافقة تركيا على انضمام فنلندا إلى شمال الأطلسي وظهور بوادر على انحسار التوتر بين أنقرة واليونان المجاورة قبل الانتخابات التركية المقرر إجراؤها في 15 مايو. والحزمة منفصلة عن مبيعات مقترحة لشركة لوكهيد مارتن بقيمة 20 مليار دولار لمقاتلات إف-16 جديدة وما يقرب من 80 مجموعة تحديث طلبتها تركيا في أكتوبر 2021. وقال أحد المصادر إن الحزمة الأصغر تمت الموافقة عليها بعد أن حثت الإدارة المشرعين على الموافقة عليها لنقل "إشارة إيجابية" إلى أنقرة. وأضافت المصادر أن الموافقة لا تعني أن صفقة البيع الأكبر ستحظى بموافقة الكونغرس الذي يسعى فيه المشرعون الأميركيون للحصول على تأكيدات من تركيا بشأن قضايا تتجاوز توسع الحلف إلى دول الشمال الأوروبي. وقالت المصادر إن القضايا تشمل تخفيف التوتر مع اليونان إلى الأبد والتوقف عن غزو شمال سوريا وتنفيذ العقوبات المفروضة على روسيا. ومن المرجح أن تثير مثل هذه الشروط غضب تركيا التي تقول إن الولايات المتحدة لها مطالب "لا تنتهي" في ما يتعلق ببيع طائرات إف-16 وإن تصرفات واشنطن لا تتسم بالنزاهة.
مشاركة :