دمشق - قال وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد السبت خلال زيارة إلى الجزائر ان بلاده تكافح الارهاب على غرار ما عانته الجزائر في السابق وسط جهود لتعزيز العلاقات بين البلدين مشيرا الى انه حمل رسالة إلى الرئيس عبدالمجيد تبون من رئيس النظام السوري بشار الأسد في ظل جهود عربية لفك العزلة عن دمشق لعبت السلطات الجزائرية دورا فيها وفق خبراء ودبلوماسيون. وقال المقداد بعد وصوله الى مطار الجزائر "إن لدى الجزائر رمزية خاصة لدى الشعب السوري، ولدى كل شعوب العالم، وأن العلاقات بين الجزائر وسوريا كانت ولا زالت وستستمر بين بلدينا الشقيقين". وأضاف "الزيارة إلى الجزائر تأتي للتعبير عن المشاعر الصادقة من قبل قيادة الجمهورية العربية السورية ممثلة في بشار الأسد، للقيادة الجزائرية وامتنان سوريا لوقوف الجزائر، كما هي العادة دائما إلى جانبها وخاصة في الأحداث الأخيرة، عندما كانت أول بلد يرسل فريقا مؤهلا وقادرا، تمكن من مواجهة آثار الزلزال الكارثية". وتابع: " المشاورات بين الجانبين حول كافة التطورات في المنطقة والعالم لم تنقطع. نحن بحاجة إلى تعزيز تلك العلاقات، لأننا بذلك نعكس الرؤية الصادقة لشعبي وقيادتي البلدين، لتطوير العلاقات في كافة المجالات، ومهما قلنا لا يمكننا وصف الدور الهام الذي تقوم به الجزائر على مختلف المستويات". وأكد المقداد، أن سوريا تحارب اليوم الإرهاب الذي استهدفها، كما استهدف بالأمس الجزائر خلال العشرية السوداء لكون "البلدين قاما ويقومان بأدوار أساسية في مواجهة التحديات المفروضة على المنطقة، لذلك أتيت لأعبر عن هذا الامتنان وعن الرغبة الكبيرة في العمل سويا من أجل مستقبلنا جميعا". وحسب بيان للخارجية الجزائرية "استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، اليوم بالقاعة الشرفية بمطار هواري بومدين الدولي، نظيره السوري". وأوضح أن المقداد "يزور الجزائر بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، لإبلاغ رسالة إلى أخيه الرئيس تبون". من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن المقداد سيجري "مباحثات مع القيادة الجزائرية بهدف تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين وسبل تطويرها إضافة إلى بحث آخر المستجدات والتطورات على الساحتين العربية والدولية وتنسيق المواقف بين البلدين". ونقلت عنه قوله بعد وصوله الجزائر "تربطنا بالجزائر علاقات قوية والقيادة الجزائرية كانت كالعادة تقف إلى جانب سوريا والمشاورات مع الجزائر لم تنقطع يوماً ونحن بحاجة إلى تعزيز وتطوير العلاقات مع الجزائر". وتعد هذه الزيارة الثانية لوزير الخارجية السوري إلى الجزائر في أقل من عام بعد تلك التي قام بها في يوليو/ تموز الماضي للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال. ولعبت الجزائر دورا هاما بفك العزلة العربية عن سوريا حيث قدمت لدمشق دعوة للمشاركة في القمة العربية الماضية والتي انعقدت في العاصمة الجزائرية لكن السلطات السورية رفضت المشاركة مشيرة بان قرارها يأتي لتفادي الانقسامات العربية. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، علّقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا، كما قطعت عدة دول عربية علاقاتها مع دمشق، فيما أبقت أخرى بينها الأردن اتصالات محدودة بين الطرفين. وشكّلت سلطنة عمان استثناء بين الدول الخليجية فيما سعت الإمارات خلال السنوات الماضية على فك عزلة دمشق من خلال زيارات متتالية لعدد من المسؤولين الإماراتيين إضافة الى زيارتين قام بهما بشار الأسد الى ابوظبي. وتصاعدت الجهود بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير/شباط الماضي من جهود فك عزلة سوريا وإعادتها لمحيطها العربي حيث قدمت دول مثل السعودية ومصر مساعدات عبر مطار حلب ودمشق. وأعلنت الرياض الأربعاء أن وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والسوري بحثا "خطوات" إنهاء عزلة دمشق خلال زيارة الأخير إلى المملكة وهي الأولى منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011 وسط محاولات لتطبيع العلاقات وتحقيق تسوية. ورغم الجهود المبذولة لم يتوصل الوزراء العرب المشاركون في الاجتماع التشاوري بمدينة جدة السعودية السبت إلى اتخاذ قرار بشأن عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، لكنهم اتفقوا على أهمّية تأدية دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة في سوريا. ومن المنتظر أن يزور المقداد تونس الأسبوع المقبل بعد زيارته للجزائر حيث يأتي ذلك في ظل إعلان مشترك بين البلدين لتعيين سفيرين واستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية بشكل تام.
مشاركة :