تتواصل لليوم الرابع على التوالي الاشتباكات المسلحة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو في العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق عدة، التي اندلعت يوم السبت، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين. وفي حين تحدث الدعم السريع عن سيطرة قواته على مواقع إستراتيجية في العاصمة، من بينها مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة والقصر الجمهوري ومقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، نفى الجيش صحة ذلك وأكد أنه متمسك بكل مقارّه، وأنه يقترب كثيرا من لحظة الحسم، مشيرا إلى أنه سيستقدم تعزيزات للخرطوم. وفي أنحاء أخرى من البلاد، تدور مواجهات عنيفة في ولاية دارفور (غرب) ومعارك كرّ وفرّ في مدينة مَرَوي (شمال) التي تضم قاعدة عسكرية ومطارا مدنيا. وفي غضون ذلك، تبادل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) الاتهامات والتهديدات، وأكد كل منهما أنه سيلاحق الآخر. كما دعا حميدتي المجتمع الدولي للتدخل، متهما خصمه البرهان باستهداف المدنيين بواسطة الطيران الحربي. من جانبه أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، مساء الاثنين، سقوط أكثر من 180 قتيلا و1800 جريح، في المعارك المستعرة في السودان منذ 3 أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع. وكانت لجنة أطباء السودان المركزية المستقلة أعلنت في وقت سابق الاثنين مقتل ما لا يقلّ عن 97 مدنيا في هذه المعارك، سقط 56 منهم السبت و41 الأحد، مشيرة إلى أن نصف القتلى تقريبا سقطوا في العاصمة. وحذّرت الأمم المتحدة من أن كل تصعيد إضافي في السودان ستكون له تداعيات كارثية.
مشاركة :