مجموعة السبع تدعو لوقف إطلاق النار في السودان وبلينكن يتصل بطرفي النزاع

  • 4/18/2023
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

ويسود التوتر منذ أسابيع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" اللذين أطاحا معا بالمدنيين من السلطة خلال انقلاب في 2021، قبل أن يتحوّل خلافهما السياسي على السلطة خصوصا، الى مواجهات السبت. وقال الوزراء في بيان بعد يومين من المحادثات في اليابان "نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فورا دون شروط مسبقة"، محذرين من أن القتال "يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان". بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه أجرى محادثات مع الجنرالَين السودانيَين حيث "شدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار". وقال على تويتر "تمّت خسارة عدد كبير من الأرواح في صفوف المدنيين"، مضيفا أنه "شدد على أهمية ضمان سلامة الدبلوماسيين والعاملين في مجال الإغاثة". وبعد الاتصال، قال دقلو في تغريدة إنه ناقش مع بلينكن "القضايا الملحة في السودان"، معربا عن امتنانه لدعم "الولايات المتحدة المستمر من أجل إعادة الاستقرار في السودان". كما أكد بلينكن تعرّض موكب دبلوماسي أميركي لإطلاق نار الاثنين، من دون إصابة أي من أفراده في ما وصفه بالعمل "المتهور". وفي حادث منفصل، تعرّض سفير الاتّحاد الأوروبي في السودان لاعتداء في منزله في الخرطوم الاثنين، وفق ما أعلن مسؤول الشؤون الخارجية لدى التكتل جوزيب بوريل، فيما أفادت ناطقة فرانس برس بأن الدبلوماسي "على ما يرام" بعد الهجوم. ذعر يشير محللون إلى أن القتال الدائر في عاصمة الدولة التي تعاني منذ مدة طويلة من عدم الاستقرار، غير مسبوق وقد يطول أمده، رغم الدعوات الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار وتكثيف النشاط الدبلوماسي. ودارت معارك في مختلف أنحاء البلاد وسط مخاوف من إمكانية اتساع رقعة القتال في المنطقة. وتخلل النزاع عمليات قصف جوي ومدفعي وتبادل كثيف لإطلاق النار. ويقضي سكان الخرطوم الذين يعيشون حالة ذعر آخر أيام رمضان وهم يشاهدون من نوافذهم الدبابات تجوب الشوارع بينما تهتز المباني ويتصاعد الدخان نتيجة الحرائق التي تسببت بها المعارك. ويجد الأشخاص المضطرون لمغادرة منازلهم أنفسهم وسط طوابير طويلة للحصول على الخبز والوقود في المتاجر والمحطات التي ما زالت تفتح أبوابها، في ظل انقطاع للكهرباء. وقال رئيس بعثة الأمم المتّحدة في السودان فولكر بيرتيس في مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة مغلقة الاثنين بشأن الوضع في السودان إنّ 185 شخصا على الأقل قتلوا في المعارك حتى الآن فيما أصيب 1800 بجروح. وقال بيرتيس للصحافيين بعد الاجتماع "إنه وضع متقلّب للغاية لذا يصعب بشكل كبير تحديد الجهة التي سترجح الكفة لصالحها". وتحدّثت لجنة أطباء السودان المركزية المستقلّة والمؤيدة للديموقراطية في وقت سابق عن سقوط حوالى مئة مدني و"عشرات" المسلّحين من الجانبين، لكن رُجّح بأن يكون عدد الضحايا أعلى بكثير نظرا لعدم تمكن العديد من المصابين من الوصول إلى المستشفيات. وحذّرت نقابة الأطباء الرسمية من أن المعارك أحدثت أضرارا بالغة في عدة مستشفيات في الخرطوم ومدن أخرى فيما خرج بعضها عن الخدمة بالكامل. وأفادت منظمة الصحة العالمية أنّ عددا من مستشفيات الخرطوم "تعاني من نفاد وحدات الدم ومعدات نقل الدم وسوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات الحيوية". وفي منطقة دارفور غربا، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود وصول 136 مصابا إلى المستشفى الوحيد الذي ما زال في الخدمة في ولاية شمال دارفور. وقال سايرس باي من منظمة أطباء بلا حدود إن "غالبية الجرحى هم مدنيون علقوا وسط تبادل إطلاق النار وبينهم العديد من الأطفال". وأضاف أن الإمكانيات المحدودة لإجراء عمليات جراحية أسفرت عن "وفاة 11 شخصا نتيجة إصاباتهم في الساعات الـ48 الأولى من النزاع". دعوات للحوار وكان ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي من بين الأشخاص الذين قتلوا السبت في دارفور، حيث تم نهب موارد طبية وغير ذلك تابعة لمجموعات إغاثة، بحسب ما ذكرت منظمتا "أنقذوا الأطفال" وأطباء بلا حدود. وعلّقت عدة منظمات عملياتها مؤقتا في البلاد حيث يحتاج ثلث السكان إلى المساعدات. وقال منسق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في بيان إنّ "استئناف القتال يؤدّي إلى تفاقم الوضع الهشّ أصلا، ما يجبر وكالات الأمم المتحدة وشركاءنا في المجال الإنساني على إغلاق العديد من برامجنا التي تزيد عن 250 في أنحاء السودان مؤقتًا". من جانبها، أعلنت مصر بأنها ناقشت مع السعودية وجنوب السودان وجيبوتي الحاجة لبذل الجهود من أجل المحافظة على الاستقرار. وبينما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات، قال إنه يعمل في الأثناء على إعادة قوة مصرية "رمزية للتدريب المشترك" احتجزت قوات الدعم السريع عناصرها في قاعدة جوية السبت. ولم تعد أي رحلات جوية لطائرات مدنية تصل إلى الخرطوم حيث أحدث القتال أضرارا في طائرات. "متطرّف إسلامي" وفي وقت سابق، دعا دقلو المجتمع الدولي للتدخل لمواجهة البرهان الذي وصفه بأنه "متطرّف إسلامي يقصف المدنيين من الجو". وتابع دقلو الذي سبق واتُّهمت قوات الدعم السريع التابعة له والتي كانت معروفة بـ"الجنجويد" بارتكاب فظاعات وجرائم حرب "سنواصل ملاحقة البرهان وجلبه إلى العدالة". اندلعت المعارك بعد خلافات بين البرهان ودقلو بشأن خطة دمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش النظامي، وهو شرط أساسي لاتفاق نهائي يهدف لطي صفحة أزمة تعيشها البلاد منذ انقلاب 2021 الذي أخرج عملية الانتقال الديموقراطي عن مسارها. ويصر الطرفان على أنهما يسيطران على مواقع رئيسية تشمل المطار والقصر الرئاسي، وهو أمر لا يمكن التحقق من صحته بشكل مستقل. واستأنف الجيش الاثنين البث على التلفزيون الرسمي.

مشاركة :