أفاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس بأن الجيش العراقي تمكن من استعادة نصف الأراضي التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم داعش. وأكد في كلمة له أمام «مؤتمر ميونيخ للأمن» أن بلاده ستواصل قتال التنظيم الإرهابي حتى القضاء عليه تماما، مشيرا إلى أن جميع المحافظات حررت من سلطة التنظيم عدا محافظتي نينوى وجزء من الأنبار. وذكر العبادي أن تحسينات كبيرة طرأت على الجيش العراقي، مشيدًا بأداء قوات الأمن في سعيها للقضاء على «داعش»، ومثنيا على ترحيب أهالي الأنبار بالجيش وقتالهم إلى جانبه لطرد التنظيمات الإرهابية. في سياق متصل، شكل العبادي لجنة لاختيار وزراء «تكنوقراط» لإدارة وزارات حكومته. جاء هذا بعد إعلان عزمه تشكيل حكومة تكنوقراط بدلاً من الحكومة الحالية. وأوضح العبادي أن اللجنة الجديدة تضم خبراء ومهنيين ومتخصصين من داخل رئاسة الوزراء ومن خارجها. وربط رئيس الوزراء تعيين وزراء تكنوقراط بدل الوزراء الحاليين بموافقة الكتل السياسية في البرلمان على هذا التغيير. من جانبه، طالب التيار الديمقراطي، الذي قاد مظاهرات جماهيرية تدعو إلى الإسراع بالإصلاحات، رئيس الوزراء إلى التخلي عن مسألة محاصصة الوزارات والدوائر الحكومية، وتنفيذ برنامج إصلاح واقعي وحقيقي مبني على رؤية واضحة. وشدد التيار الديمقراطي في بيانه على موقفه القديم من مسألة المحاصصة الطائفية والإثنية التي قال إنها تضر بالبلاد أكثر مما تنفع. وقال رئيس التيار الديمقراطي في العراق علي الرفيعي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة هي أن العبادي لا يزال أسير المحاصصة الحزبية والعرقية، بالإضافة إلى التوافقية التي كانت ولا تزال هي السبب المباشر في كل ما وصلنا إليه من أوضاع». واعتراضا على خطوة العبادي بتشكيل لجنة لاختيار وزراء «تكنوقراط»، وضع وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني الذي يرأس كتلة «مستقلون» ضمن ائتلاف دولة القانون استقالته من منصبه تحت تصرف رئيس الوزراء.
مشاركة :