وافق قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتباراً من مساء أمس، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل 270 شخصاً وإصابة 2600 آخرين جراء أعمال العنف بالسودان. وقبيل إعلان الهدنة سُمع دوي إطلاق نار في أنحاء الخرطوم مصحوباً بأصوات طائرات حربية وانفجارات، وأفاد سكان في مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين للعاصمة بوقوع ضربات جوية هزت المباني وإطلاق نيران مضادة للطائرات، وقالت الأمم المتحدة إن القتال اندلع أيضاً في غرب البلاد. وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالين هاتفيين مع البرهان ودقلو، ودعاهما إلى وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة للسماح للسودانيين المدنيين بالعودة الآمنة إلى أسرهم، وتوفير فرصة لهم لالتقاط الأنفاس. وقال كل من طرفي الصراع في السودان إنه حقق مكاسب، فيما استمر انقطاع الكهرباء والمياه في الخرطوم بسبب العنف، كما تصاعد الدخان في المدينة. ولم يلتزم الطرفان تماماً بوقف سابق لإطلاق النار وافقا عليه لبضع ساعات، أول من أمس، وكانت القدرة على التحرك في الخرطوم شبه مستحيلة بسبب القصف المدفعي والضربات الجوية والقتال في الشوارع، واضطر السكان المحليون والأجانب إلى البقاء في منازلهم، وتعرض المطار الدولي الرئيس للهجوم، ما تسبب في وقف الرحلات الجوية التجارية. وهاجم مقاتلون عمال إغاثة ومستشفيات ودبلوماسيين، وقُتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في القتال يوم السبت الماضي، وأصيبت طائرة تابعة للأمم المتحدة في تبادل لإطلاق النار. وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأعمال العنف وحث على العودة إلى الهدوء، قائلاً إن الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل أصبح كارثياً الآن، فيما قال منسق المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث إن القتال أدى إلى توقف العديد من برامج المساعدات. وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن تقديم خدمات إنسانية في أنحاء العاصمة يكاد يكون مستحيلاً، وحذر من أن النظام الصحي في السودان معرض لخطر الانهيار. من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن المساعدات التي وزعتها منظمة الصحة العالمية على المرافق الصحية قبل القتال قد استنفدت الآن، وأنه بسبب استمرار القتال كان من المستحيل تنظيم إرسال المزيد من الإمدادات، موضحاً أن مستشفيات العاصمة الخرطوم ليس بها ما يكفي من المواد لمعالجة الجرحى. وأضاف: «هناك تقارير مقلقة عن تعرض بعض المرافق الصحية للنهب واستخدام البعض الآخر لأغراض عسكرية»، ودعا إلى إتاحة الوصول دون قيود إلى المرافق الصحية، وحث المسؤولين على العمل من أجل السلام. واندلع القتال مطلع الأسبوع الجاري عقب تصاعد التوتر حول خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش، وأدى الخلاف حول الجدول الزمني لعملية الدمج إلى تأجيل مراسم كانت مقررة في وقت سابق هذا الشهر لتوقيع اتفاق إطاري ينظم عملية الانتقال إلى الحكم المدني. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :