برلين - عندما ستطأ قدما مهاجم مانشستر سيتي "المرعب" إرلينغ هالاند ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ الأربعاء في إياب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، سيواجه النروجي النادي الذي بذل قصارى جهده للتعاقد معه لكنه فشل في تحقيق مبتغاه. يتوجب على بايرن، حامل اللقب القاري ست مرات، أن يعوّض خسارته أمام الفريق الانكليزي صفر-3 ذهاباً في حال أراد العبور إلى الدور نصف النهائي للمسابقة القارية الأم. ولا تقتصر مهمة عملاق بافاريا فقط على قلب تأخره، بل يتعيّن عليه أيضاً أن يحقق ذلك أمام أحد أبرز الاندية الاوروبية في الوقت الحالي، وإيجاد السبل لتسجيل الأهداف بعدما ظل صائماً في الذهاب. في منتصف الشوط الثاني على ملعب الاتحاد، وبعدما تأخر بايرن صفر-1 بهدف الإسباني رودري من تسديدة رائعة في الشوط الأوّل (27)، سيطر على الكرة وصنع العديد من الفرص، لكنه فشل في هز شباك بطل إنكلترا. لاحقاً، في غضون 6 دقائق فقط أظهر هالاند لبايرن ما الذي يحتاج إليه لتسجيل الأهداف، فمرر كرة الهدف الثاني إلى البرتغالي برناردو سيلفا (70) وسجل الثالث (76)، ووضع فريقه سيتي في أريحية كبيرة لبلوغ المربع الذهبي. وفي حين من المحتمل أن يكون هالاند قد حطّم آمال بايرن في دوري أبطال أوروبا، إلاّ أن معاناة بطل ألمانيا في المواسم العشرة الماضية مع العملاق النروجي تعود إلى فترة أطول، وتحديداً إلى أواخر الموسم الماضي عندما حاول الظفر بتوقيع مهاجم بوروسيا دورتموند السابق وفشل. "ما مدى جودة هالاند؟" لم يكن المدير الرياضي واللاعب السابق لبايرن البوسني حسن صالحميدجيتش الوحيد الذي أبدى رغبته بالتوقيع مع هالاند، لكن مغازلته الصريحة للمهاجم النروجي أحدثت ضجة وعدم رضى خصوصاً من قبل نجم الفريق السابق المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي. في عام 2021، نُشر مقطع فيديو يظهر فيه صالح ميدجيتش على هامش مباراة بايرن ودورتموند، يتحدث مع مساعد المدرب بعد أن سجل هالاند هدفين في سبع دقائق. قال البوسني حينها "ما مدى جودة هالاند؟ هو آلة. سأتصل بوكيل أعماله غداً". وبينما منح هالاند دورتموند أفضلية على بايرن 2-صفر في تلك المباراة، تمكن الأخير من قلب المعادلة لصالحه ليخرج فائزاً 4-2، بفضل ثلاثية من ليفاندوفسكي. حينها، كان بايرن على استعداد لخرق سياسته المالية وجدول الرواتب من أجل التعاقد مع النروجي في صيف عام 2022. ردّ معسكر ليفاندوفسكي بالقول إن المهاجم البولندي شعر بعدم الاحترام بسبب فشل النادي الألماني في منحه صفقة طويلة الأمد، حيث بدا أن أفكار بايرن مشتتة بسبب سعيه الدؤوب وراء هالاند. قبيل مغادرته ميونيخ، سجل ليفاندوفسكي أكثر من 40 هدفاً بقميص فريقه في كل من المواسم السبعة الماضية، ليبلغ رصيده الإجمالي 344 هدفاً في 375 مباراة. لكن في النهاية، وعلى الرغم من المحادثات مع النروجي والبولندي، إلا أن بايرن فشل في التعاقد مع الأوّل والاحتفاظ بالثاني، فغادر هالاند الذي قال لاحقاً إنه "يشعر بالأسف" تجاه ليفاندوفسكي، واصفاً معاملة بايرن للأخير بأنها "غير محترمة"، الدوري الألماني متجهاً إلى البريميرليغ. بعد توقيع ليفاندوفسكي مع برشلونة الإسباني، سعى مدرب بايرن آنذاك يوليان ناغلسمان إلى نشر أهداف المهاجم البولندي بين خط هجوم ديناميكي. حقق هذا الاسلوب تأثيراً فورياً على عملاق بافاريا الذي سجل 26 هدفاً في مبارياته الست الأولى في موسم 2022-2023، لكن لاحقاً خفت بريق الهجوم وجفت الأهداف. حينها، قرر ناغلسمان الاستعانة بالمهاجم الإحتياطي إريك ماكسيم تشوبو-موتينغ، فبات بايرن مرة أخرى رأس حربة فتاكاً بعد أن سجل الكاميروني حتى الآن هذا الموسم 17 هدفاً في 28 مباراة، الافضل في مسيرته. لكن يبدو أن تشوبو-موتينغ سيغيب عن لقاء الأربعاء جراء معاناته من مشاكل في الظهر، بعدما غاب عن مباراة الذهاب. 14 هدفاً في 6 مباريات على الرغم من تاريخ هالاند "المرعب" في التهديف ضد بايرن، حيث سجل 6 أهداف وصنع إثنين في 8 مباريات ضد النادي البافاري، إلا أن فوز الثلاثاء الماضي كان الاول للنروجي في مسلسل مواجهاته ضد بطل ألمانيا، حيث خسر اللقاءات السبعة الماضية التي جمعته معه عندما كان يرتدي قميص دورتموند. ومنذ انتقاله إلى سيتي، أرعب هالاند الدفاعات المحلية والقارية، محطماً في طريقه الارقام القياسية حيث سجل 47 هدفاً، منها 32 في 28 مباراة في البريميرليغ، في 40 مباراة في مختلف المسابقات. مع اقتراب مباراة الأربعاء، رفع هالاند حاجز التحدي عالياً بتسجيله 14 هدفاً في مبارياته الست الأخيرة. في حين لم يسجل بايرن سوى 8 أهداف في الفترة نفسها، أربعة منها في مباراة واحدة ضد دورتموند في "بوندسليغا"، ليزيح الأخير عن الصدارة (فاز 4-2 في المرحلة 26). يُعتبر الوافد الجديد في سوق الانتقالات الصيفية السنغالي ساديو مانيه تحت أسباب تراجع النجاعة التهديفية، فبطل كأس أمم إفريقيا لم يهز الشباك منذ تشرين الأول/أكتوبر، كما يضاف إلى صيامه التهديفي مشاكله الشخصية حيث يعود من الإيقاف لمباراة واحدة عقب توجيهه لكمه لوجه زميله لوروا سانيه بعد الخسارة أمام سيتي. من المرجح أن يقود سيرج غنابري خط الهجوم هو الذي قال في تصريحه الشهير في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إنه لا يعتبر نفسه مهاجماً "لكن ذلك أفضل من الجلوس على مقاعد البدلاء".
مشاركة :