الورم النقوي المتعدد: هل هو أحد أنواع السرطانات؟ ماهي أعراضه وطرق علاجه؟

  • 4/19/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إن الورم النقوي المتعدد يعد أحد أشكال سرطانات الدم، حيث يتشكل في خلايا البلازما، وهي خلايا الدم البيضاء التي تنتج الأضداد المساعدة على محاربة العدوى. وتؤدي الإصابة بالورم النقوي المتعدد إلى تجمع خلايا البلازما السرطانية في نقي العظام لتنتج البروتينات بدلاً من الأضداد، وهو ما يقود إلى مضاعفات عديدة. وتشمل خصائص الاختلاف بين هذا المرض وغيره من الأورام الخبيثة وجود هشاشة ونخر في العظام، خاصة على مستوى العمود الفقري. ويعتبر الورم النقوي المتعدد من ضمن اضطرابات الخلايا البلازمية، وأكثر أنواع سرطان نقي العظام انتشاراً، ويصيب عدة أعضاء في الجسم. وتشمل هذه الأورام أيضاً الورم النقوي المتعدد الكامن، وهو سرطان بطيء التطور وعديم الأعراض في أغلب الأحيان. وإننا اليوم ننضم إلى مجتمع أمراض الدم العالمي في شهر التوعية بالورم النخاعي لتعزيز الوعي بمرض الورم النقوي المتعدد من خلال التفاعل المجتمعي وبرامج التثقيف المستمر من أجل الوصول إلى أفضل تشخيص وعلاج للمرض.   من العلاجات الحديثة لهذا المرض استخدام تحريض علاجي رباعي يتكون من المضاد المناعي لـ CD38، وهو علاج مناعي ومثبط للبروتوزوم وعقار معدل للمناعة وديكساميثازون، بالإضافة إلى دواء مناعي استشفائي. وبالنسبة للمرضى ممن يعانون من مخاطر طبيعية لهذا المرض، يفضل بعض الأطباء استخدام علاج ثلاثي كإجراء تحريضي يتضمن مثبط للبروتوزوم ودواء معدل للمناعة وديكساميثازون، يتبع ذلك دواء معدل للمناعة كاستشفاء. وهناك فئات من المرضى الذين يصعب علاجهم مثل مرضى القصور الكلوي على سبيل المثال. وتتنوع الطرق المتبعة لعلاج الورم النقوي المتعدد، وتشمل العقاقير الدوائية التي تقلل من سرعة نمو الخلايا البيضاء، والعلاج الكيميائي عالي الجرعات للقضاء على الخلايا الخبيثة، والعلاج بالأشعة، والعلاج بالستيرويدات، والعلاج من خلال زراعة الخلايا الجذعية في نخاع العظام، والعلاجات الداعمة للعظام. أما فيما يتعلق بنسبة الشفاء من المرض فهي ضئيلة جداً، وخاصة للمرضى الذين تُجرى لهم عملية زراعة الخلايا الجذعية من شخص أخر، وذلك لصعوبة العملية من ناحية تحمل المريض لها والتعقيدات التي تكتنفها. ويتوجب على المرضى التعايش مع مدة العلاج الطويلة التي تتراوح بين عشر سنوات وخمس عشرة سنة، وتتعدى ذلك أحياناً. تشمل المؤشرات والأعراض الأكثر شيوعاً للإصابة بهذا المرض الألم المستمر في العظام، لاسيما في الظهر والأضلاع والوركين، وفقر الدم وما ينتج عنه من إعياء وضعف القدرة على بذل مجهود كبير، وفقدان الوزن، وعدم وضوح الرؤية، والشعور بالدوار أو الصداع بسبب زيادة كثافة الدم، وضعف العظام وسهولة تعرضها للكسر، إلى جانب الاضطرابات الكلوية، وارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، والوهن في الساقين والقدمين، وتكرار الإصابة بالالتهابات والعدوى. وعموماً، لا يوجد عرض معين ومميز يدل على الإصابة بهذا المرض دون غيره. إنَّ العلاقة بينهما مترابطة بدرجةٍ كبيرة، إذ يعتبر نخاع العظم المسؤول عن إنتاج جميع المكونات الخلوية في الدم، بما فيها كريات الدم الحمراء. وعند ارتفاع مستويات هذه الخلايا في نخاع العظم، تقل قدرة النخاع العظمي على إنتاج الخلايا الطبيعية، ومنها كريات الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقر الدم. ومن الأخطاء الشائعة الاعتقاد بأن أقراص الحديد وحُقَن الدم الحديدية الوريدية كفيلة بعلاج كافة حالات فقر الدم، ففقر الدم له أسباب متعددة ومنها الورم النقوي المتعدد، ويجب دائماً أخذ هذه الاحتمالية بعين الاعتبار، خصوصاً مع التقدم في السن وعدم وجود دلائل على انخفاض مخزون الحديد في الجسم، أو انخفاض نسبة الحديد في الدم. وقد يعزى فقر الدم إلى الأمراض التي تؤثر على نخاع العظم، وأكثرها شيوعاً الورم النقوي المتعدد. ولذلك فإنَّ بعض حالات المصابين بفقر الدم تشهد تحسناً مع علاج الورم النقوي المتعدد. تمثل هذه المنهجية العلاجية بصيص أملٍ بالشفاء في حال إعطاء المريض جرعة كبيرة من العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي. وهنالك نوعان من زراعة الخلايا الجذعية لمعالجة مرض الورم النقوي المتعدد، وهما: الزراعة الذاتية التي يتم فيها أخذ نخاع العظم أو الخلايا الجذعية من المريض نفسه بعد تلقي جرعات من العلاج الكيميائي لإزالة الخلايا الخبيثة، والزراعة المتماثلة التي تعتمد على أخذ الخلايا الجذعية من شخص آخر (متبرع)، ثم حقن الخلايا التي تم جمعها في جسم المريض لاستبدال نخاع العظم، وذلك بعد إخضاع المريض المتلقي للعلاج الكيميائي. يعتمد الشفاء من الورم النخاعي المتعدد على عوامل عدَّة، أبرزها مدى تقدم المرحلة المرضية، وسن المصاب، ووضعه الصحي. وعادة ما يكون المرض مزمناً ويشكل تهديداً لحياة المصاب، ويعتبر علاج الورم النخاعي المتعدد علاجاً مستمراً، ويكون إما علاج مبدئي، أو علاج تثبيتي أو علاج وقائي يتواصل لعدة سنوات. وهناك عوامل عدة تحدد مدى خطورة هذا المرض، لذلك قد تمتد فترة العلاج لسنتين أو ثلاث سنوات وفي بعض الأحيان قد تستمر لخمس سنوات أو ثماني سنوات. وشهدنا العديد من الحالات التي كان المرض فيها خامداً لمدة عشر سنوات، وحالات معاودة الإصابة بالمرض خلال ستة أشهر أو سنة. وعند استئناف علاج المرض بعد معاودة الإصابة، تتم الاستعانة بعلاجات مختلفة عن التي تلقاها المريض بدايةً. وعادة ما يرجع المرض إلى الخمول مرة أخرى. وفي هذا الصدد، أثبتت بعض العلاجات الحديثة والمبتكرة كفاءتها، بالإضافة إلى العلاج المناعي بالخلايا التائية CAR T الذي تم اكتشافه مؤخراً والاستعانة به في علاج هذا المرض ووضعه في حالة خمول طويلة الأمد.

مشاركة :