بعد الخسارة الأخيرة أمام الهلال وابتعاده خطوة أخرى إلى الخلف بعيداً عن لقب الدوري السعودي للمحترفين، بات النصر وعلى الأخص إدارة مسلي آل معمر في مرمى الانتقادات الصفراء الحادة، بينما لخص كثيرون الحال بأنه قد يرسم نهاية العلاقة بين الرئيس الشاب والعالمي إلا في حال حدوث شبه معجزة على صعيد الدوري أو أن يحرز الفريق «كأس الملك» والذي يلاقي من خلالها فريق الوحدة في نصف النهائي الأحد المقبل. ورغم تبقي عامين كاملين على مدة رئاسته لنادي النصر، فإن آل معمر يواجه موقفاً صعباً، بسبب عدم فوز فريق كرة القدم بأي بطولة في ظل رئاسته، وتزايد المشاكل التي يواجهها في الفترة الأخيرة مع استمرار إقالات وتغيير المدربين، وإبرام العديد من الصفقات المحلية والأجنبية، دون أي نتيجة حقيقية على أرض الواقع. وتعود آخر بطولة حققها النصر إلى تاريخ 30 يناير (كانون الثاني) 2021، حينما فاز بكأس السوبر السعودي على حساب غريمه الهلال، بعد الانتصار بثلاثية نظيفة، أي قبل فترة تولي مسلي آل معمر رئاسة النادي بشكل رسمي، والتي تعود إلى 1 أبريل (نيسان) من العام 2021، أي قبل عامين من الآن. وبحسب ما ذكرته مصادر «الشرق الأوسط»، فإن محمد الخريجي، رئيس مجلس إدارة شركة الوسائل السعودية، وبالإضافة إلى عمله واستثماراته الأخرى في مجال المال والأعمال، يعدّ المرشح الأوفر حظاً لنيل مقعد رئاسة إدارة نادي النصر، في حال تأكد رحيل إدارة مسلي آل معمر بنهاية الموسم الحالي. وينال محمد الخريجي ثقة الشخصيات الكبيرة داخل البيت النصراوي؛ مما يجعله أحد الأسماء التي يتم طرحها بقوة من أجل تولي منصب رئيس مجلس إدارة نادي النصر بالموسم المقبل، في ظل رغبة جماهير الفريق في العودة من جديد إلى منصات التتويج، والحصول على أولى البطولات الغائبة منذ أكثر من عامين. وأكدت مصادر «الشرق الأوسط»، أن هناك شخصيات كبيرة داخل البيت النصراوي أصبحت ترغب بقوة في رحيل إدارة مسلي آل معمر، رغم تبقي عامين على فترتها؛ وذلك بسبب التغيرات الكبيرة في فريق الكرة وتراجع نتائجه هذا الموسم، رغم التعاقدات القوية بقيادة النجم البرتغالي العالمي كريستيانو رونالدو. واعتقد الرأي العام النصراوي مؤخراً أن الفريق سيعود إلى البطولات بشكل مؤكد مع قدوم رونالدو، لكن تراجع مركز الفريق في بطولة الدوري ليفقد الصدارة، ويصبح مهدداً بالابتعاد بفارق 6 نقاط إذا فاز الاتحاد المتصدر في مباراته القادمة بالدوري، لتتعقد أموره بشكل بالغ ويصبح قريباً من المركز الثالث أكثر من الصدارة، مع تقليص الفارق بينه وبين الشباب إلى 3 نقاط فقط. وعرفت عن إدارة مسلي آل معمر كثرة التغييرات الفنية داخل الفريق، من خلال التعاقد مع أكثر من مدير فني خلال فترة زمنية قصيرة، حيث بدأ الرئيس الحالي للنصر مشواره بالتوقيع مع البرازيلي مانو مينيزيس في أبريل 2021، قبل أن يرحل في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه ويخلفه البرتغالي بيدرو إيمانويل في أكتوبر (تشرين الأول)، والذي رحل بعد نحو شهر في نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب سوء النتائج. وواصلت إدارة نادي النصر تغييرها المدربين، ليتم التعاقد مع المدرب الأرجنتيني ميغيل أنخيل روسو في ديسمبر (كانون الأول) 2021، قبل أن يرحل في يونيو (حزيران) 2022، وراهنت الإدارة النصراوية على المدرب الفرنسي رودي جارسيا في يوليو (تموز) 2022، قبل أن تتم إقالته مؤخراً ليخلفه بشكل مؤقت المدرب الكرواتي دينكو، الذي خسر مباراته الأولى في الديربي ضد الهلال. وخلال عهد مسلي آل معمر، تولى تدريب فريق النصر 4 مدربين رسميين، بالإضافة إلى ثنائي مؤقت، ليصل العدد إلى 6 في عامين تقريباً، مع خسارة الفريق في نصف نهائي كأس السوبر السعودي، بعد الهزيمة أمام الاتحاد في نصف النهائي بنتيجة 1 – 3، ليفشل الفريق في تحقيق أول ألقابه هذا الموسم. وتعاقدت إدارة مسلي آل معمر مع 8 لاعبين خلال آخر فترتي انتقالات، من بينهم كريستيانو رونالدو بعد انتهاء عقده مع مانشستر يونايتد، وعبد الرحمن غريب قادماً من الأهلي، بالإضافة إلى أسماء أخرى مثل الإيفواري غيسلان كونان والكولومبي ديفيد أوسبينا، والإسباني ألفارو جونزاليس، والسعودي نواف بوشال. كذلك، وقّع النادي مع نحو 8 لاعبين خلال منافسات موسم 2021 - 2022، أبرزهم البرازيلي تاليسكا، والأوروجوياني جوناثان رودريجيز الذي لم يستمر طويلاً، والأرجنتيني فونيس موري الذي رحل سريعاً، والكاميروني فينسنت أبو بكر الذي عاد إلى الدوري التركي مؤخراً، مع استعارة البرازيلي أنيسلمو من الوحدة، وعودة الأوزبكي ماشاريبوف من الإعارة، ليحصل الفريق على نحو 16 لاعباً خلال آخر موسمين في آخر 4 فترات انتقالات بإدارة النصر الحالية. ودخلت إدارة مسلي أيضاً في عدد من القضايا والنزاعات القانونية، أشهرها قضية اللاعب محمد كنو بعد توقيعه لفريقي الهلال والنصر، لترفع إدارة النصر شكوى ضد اللاعب وناديه الهلال، وتحصل على حكم بإيقاف اللاعب لمدة 4 أشهر وإلزام الهلال بدفع مبلع 20 مليون ريال غرامة، وإيقافه لمدة فترتي تسجيل. كذلك، دخلت إدارة النصر في نزاع مع المغربي عبد الرزاق حمد الله لاعب الفريق السابق، ليتم فسخ عقده من جانب النادي والاتجاه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بينما وقّع اللاعب لصالح فريق الاتحاد مع السماح له باللعب بشكل قانوني، بعد تعليق عقوبته بالإيقاف لمدة 4 أشهر، والسماح له بالمشاركة بشكل طبيعي مطلع هذا الموسم 2022 - 2023، كما ألزم «فيفا» نادي النصر لاحقاً بدفع رواتب اللاعب المتأخرة لديه والتي تبلغ نحو 3 ملايين يورو. وأنهى فريق النصر الموسم الماضي في بطولة دوري المحترفين بالمركز الثالث، بحصوله على 61 نقطة خلف الثنائي الهلال والاتحاد، بالإضافة إلى خروجه من منافسات كأس الملك بالعام الماضي، بعد الخسارة أمام الهلال بنتيجة 1 - 2 في ربع النهائي، مع تبقي منافسته على بطولتين هذا الموسم، بتواجده في المركز الثاني دورياً، ووصوله إلى نصف نهائي الكأس مع تبقي لقاء أمام الوحدة من أجل العبور إلى المباراة النهائية. ولا يعد تغيير المدربين أو الابتعاد عن البطولات أو تراجع ترتيب الفريق مؤخراً العوامل الوحيدة التي تسببت في ارتفاع وتيرة الانتقادات تجاه مجلس مسلي آل معمر، لكن أيضاً هناك أصوات تتعالى بوضوح فيما يخص اختيارات اللاعبين الأجانب، مع اعتماد الفريق بشكل كبير على خدمات الثنائي كريستيانو رونالدو وأندرسون تاليسكا هجومياً، دون أي تواجد لبقية الأسماء الأخرى. ويعاني فريق النصر بوضوح على مستوى اختيارات عناصره الأجنبية هذا الموسم، في ظل الإصابات المستمرة للأرجنتيني بيتي مارتينيز، وتواضح مستوى الأوزبكي ماشاريبوف، بالإضافة إلى كبر سن البرازيلي لويس جوستافو، ورحيل الكاميروني فينسنت أبو بكر في يناير الماضي، بالإضافة إلى انخفاض مردود الحارس الأرجنتيني أوجوستين روسي، ليعتمد النصر في مبارياته الأخيرة على 4 أو 5 محترفين فقط في تشكيلته الأساسية، عكس بقية منافسيه الذين يلعبون بتشكيلة أقوى من اللاعبين الأجانب، مما يضاعف حجم الضغوط على العين الخبيرة داخل إدارة النصر التي اختارت هذه العناصر لتمثيل الفريق هذا الموسم.
مشاركة :